اليوم استئناف الجولة الثانية من المفاوضات الإسرائيلة – الفلسطنية تنديد دولي بالخطط التوسعية للاستيطان الإسرائيلي

تقرير/قاسم الشاوس

تستأنف اليوم في الأراضي المحتلة الجولة الثانية من مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية وسط أجواء من التوتر بين الجانبين على خلفية قيام إسرائيل بتكثيف عملية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك بهدف القضاء على الآمال المعقودة في ميلاد الدولة الفلسطينية على حدود 1967م وكدليل واضح على تهرب الكيان الصهيوني من استحقاقات التسوية وإفشال الجهود الأميركية المبذولة في هذا الصدد. وتسعى إسرائيل مع سبق الإصرار والترصد لقتل روح التسوية في مهدها وذر الرماد على العيون من خلال دغدغة مشاعر الفلسطينيين في إطلاق أسرى انتهت محكوميتهم. ولا تمتلك الولايات المتحدة التي تقود المفاوضات الحالية أي رؤية مستقبلية أو ضمانات تفضي بالخروج بنتائج ملموسة في المفاوضات تحقق وعود عرقوب على الأقل بقيام الدولة الفلسطينية التي كان يتوجب إنشاؤها عام 2004م حسب وعود حكومات الإدارات الأميركية السابقة وهذا الخوى إلى جانب قنبلة الاستيطان دفع حماس إلى رفضها من باب أنها مفاوضات عبثية لا يلزم إسرائيل بأدنى اتفاقاتها والمواثيق والقرارات الأممية ومقررات واي – ريفر ومبادئ مدريد وإخوانها. ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الفلسطينيين لعدم ‘الرد سلبا’ على إعلان إسرائيل بناء 1200 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية مؤكدا أن المستوطنات ‘غير شرعية’. وفي ذات الإطار نددت كل من روسيا والاتحاد الأوروبي بالخطط الاستيطانية الجديدة وحذرتا من اتخاذ خطوات لا تساعد على الاستمرار في المفاوضات. ووصفت الخارجية الروسية في بيان لها أمس الاثنين الخطط الإسرائيلية بأنها خطوة ‘غير بناءة’ وقالت إن ‘نشر مثل هذه الخطط قبيل الجولة الجديدة من المفاوضات يعد خطوة غير بناءة تعقد أجواء المفاوضات’. ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن البيان أن الخارجية الروسية تعد المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية المعلن عنها ‘غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي’ وتثير قلقا بالغا لدى موسكو. كما أدان الاتحاد الأوروبي بشدة الخطط الاستيطانية الجديدة وجدد متحدث باسم مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التأكيد على الموقف القديم الذي يرى أن المستوطنات في الضفة الغربية غير مشروعة بموجب القانون الدولي ‘كما أنها تهدد بعدم إمكانية حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني القائم على أساس الدولتين’. وأضاف المتحدث باسم آشتون أنه من المهم أن تبدأ المحادثات الأسبوع الجاري وأن تحقق تقدما مطالبا بالتخلي ‘عن الخطوات التي يمكن أن تقوض المفاوضات’. ويأتي ذلك في وقت نشرت فيه إسرائيل قائمة بأسماء 26 أسيرا فلسطينيا سيفرج عنهم بعد أن أقرت لجنة وزارية إسرائيلية خاصة عملية الإفراج. وهذه الدفعة الأولى من المفرج عنهم -وليس فيهم أي أسير من القدس أو من عرب 48 تأتي ضمن أربع دفعات تتوالى -حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية- تبعا لمدى تقدم المفاوضات سيفرج في نهايتها عن 104 أسرى اعتقلوا -ما عدا واحدا- قبل توقيع اتفاقية أوسلو. محطات مفاوضات السلام مرت عملية مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعدد من المحطات دون أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق يرضيهما وفي ما يلي المحطات الرئيسية في هذه العملية حيث ستستأنف المفاوضات في 14 أغسطس الحالي في القدس وأريحا بـالضفة الغربية: – الأول من نوفمبر1991م: مؤتمر مدريد للسلام يحدد إطارا لعملية السلام. – 13 سبتمبر 1993م: إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية توقعان إعلان مبادئ للحكم الذاتي بعد أشهر من المفاوضات السرية في أوسلو. – 4 مايو 1994م: رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات يوقعان اتفاقا للحكم الذاتي في القاهرة. – 11-25 يوليو 2000م: الرئيس الأميركي بيل كلينتون يستضيف محادثات بين عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في كامب ديفيد إلا أنها انهارت بسبب الخلافات على مسألتي القدس واللاجئين الفلسطينيين مما أدى إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة. – 21 يناير 2001م: محادثات في طابا (مصر) تخفق في إحياء عملية السلام. – 4 يونيو 2003م: إطلاق ‘خريطة طريق’ لإنشاء دولة فلسطينية بحلول 2005 في قمة بالأردن شارك فيها الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس. – 27 نوفمبر 2007م: عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يستأنفان المفاوضات رسميا في أنابوليس بولاية مريلاند الأميركية. – 27 ديسمبر 2008م: إسرائيل تشن هجوما عسكريا مدمرا استمر 22 يوما على قطاع غزة والفلسطينيون يعلقون المفاوضات. – 2 سبتمبر 2010م: الرئيس الأميركي باراك أوباما يطلق مفاوضات مباشرة في قمة بالبيت الأبيض مع عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. – 26 سبتمبر 2010: انتهاء تجميد جزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية مما أدى إلى انهيار المفاوضات المباشرة. – 19 مايو 2011م: نتنياهو يرفض دعوة أطلقها الرئيس باراك أوباما إلى إقامة دولة فلسطينية بحدود 1967م أي في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. اللجنة الرباعية – 23 سبتمبر 2011م: اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تكشف خطة لإطلاق مفاوضات السلام تشمل استئناف الحوار خلال شهر التزاما بالتوصل إلى اتفاق سلام بحلول نهاية 2012م. – 31 أكتوبر 2011م: الفلسطينيون يقبلون في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) وإسرائيل تعلن عن بناء 2000 وحدة سكنية استيطانية في القدس والضفة الغربية وتجميد تحويل أموال إلى السلطة الفلسطينية. – 3 يناير 2012م: لقاءات مغلقة بين مفاوضين إسرائيليين وفلسطينيين في الأردن. وفي 25 من الشهر نفسه استبعد مسؤول فلسطيني كبير بعد اجتماع خامس بين الجانبين استئناف المفاوضات. – 10 يونيو 2012م: أكد الجانبان أن حوارا هادئا يجري بينهما مع أن المفاوضات المباشرة مجمدة. – 30 أبريل 2013م: جامعة الدول العربية تدخل تعديلات على مبادرة السلام العربية (2002م) لتشمل مبادلة أراض. – 19 يوليو 2013م: وزير الخارجية الأميركي جون كيري ينتزع بعد مفاوضات مكثفة وفي ختام زيارة سادسة للمنطقة اتفاقا مبدئيا على استئناف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. – 28 يوليو 2013م: أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن المفاوضات ستستأنف. وبعد يوم واحد جرت مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في 29 و30 يوليو بواشنطن. وستعقد جولة ثانية في 14 أغسطس الحالي في القدس وأريحا بالضفة الغربية. – 11 أغسطس 2013م: وافقت لجنة وزارية على الإفراج عن 26 أسيرا فلسطينيا معتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقات أوسلو في 1993م لكن إسرائيل أغضبت في الوقت نفسه الجانب الفلسطيني بعد طرح عطاءات استيطانية جديدة.