الرئيسية - عربي ودولي - »إسرائيل« من الاستئثار إلى الاستئساد!!
»إسرائيل« من الاستئثار إلى الاستئساد!!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

¶ الاثنين الماضي وخلال المؤتمر الصحفي الذي جمعها ووزير الخارجية الألماني بعد لقاء تفاوضي أعلنت تسيبي ليفني¡ المسؤولة «الإسرائيلية» عن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين¡ أن «لا شأن للاتحاد الأوروبي في شأن الصراع مع الفلسطينيين»¡ مشيرة◌ٍ إلى أن الأمور المرتبطة بهذا الوضع قيد المفاوضات¡ حد زعمها. بالطبع الإعلان على هذا النحو غير المسبوق قد يعيده البعض إلى ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة تجاه قرار الاتحاد الأوروبي «استثناء الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة من أي اتفاقات تبرمها دول الاتحاد مع إسرائيل بدءا◌ٍ من مطلع عام 2014م بالنظر إلى الأضرار التي ستلحق بالاقتصاد الإسرائيلي بمئات الملايين من الدولارات¡ خاصة◌ٍ في مجال الأبحاث والتنمية¡ إضافة◌ٍ إلى أن القرار يحتمل الاعتراف بحدود 4 يونيو 1967م»¡ غير أن الأمر لا يتوقف عند هذا المستوى¡ إذ ستصير تسيبي ليفني أول مسؤول صهيوني يفصح حقائق الشؤون الإسرائيلية¡ وهي على أي حال ليست قاصرة على استقرار هذا الكيان وعلاقاته الإقليمية والدولية¡ والمؤكد أن ذلك ما كان ليصير إلى حد الغطرسة والبجاحة تجاه الاتحاد الأوروبي لو لم تكن دول أوروبية والولايات المتحدة مكنت هذا الكيان ليصير طرزان عصره. للعلم الاتحاد الأوروبي عضو في الرباعية التي عنيت بخطة خارطة الطريق في شأن أزمة الشرق الأوسط. ومبدئيا◌ٍ العدوان والاحتلال والاستيطان شأن دولي بمواثيقه وقراراته¡ وشأن إنساني بمبادئه وقيمه. إعلان ليفني يجافي هذه الحقائق¡ لكن هذا ربما صار تحصيل حاصل للسياسة الأوروبية. إن إسرائيل لم تبق عضوا◌ٍ أكثر من ستين عاما◌ٍ تحظى بالدعم من قبل أهم الدول الأوروبية وحسب¡ بل كانت هذه الدول شريكا◌ٍ كاملا◌ٍ للولايات المتحدة في توفير الحماية لإسرائيل من عقوبة جرائمها¡ وهي شجعتها على عدم الانصياع للشرعية الدولية¡ وهذا ما منح الكيان الصهيوني الاستئثار بحقوق الآخرين والنيل من حياتهم ومن هذه المترتبات التي بقيت أميركيا◌ٍ وأوروبيا◌ٍ في تجاهل كان طبيعيا◌ٍ أن يأتي هذا الاستئساد الإسرائيلي على من هم أصدقاء وحلفاء ومن بينهم من كان سببا◌ٍ في وجود هذا الكيان من أساسه. مؤكد أن ما حدث يرتبط بما بات يعرف بالشأن الإسرائيلي¡ وهو يتعدى هذه المنطقة إقليميا◌ٍ لغياب الردع للبلطجة وانعدام عقوبة الجرائم الصهيونية. وإذا كان الأوروبيون معنيين بعلاقتهم بإسرائيل فالمؤكد أنهم مسؤولون عن كارثة العدوان والاحتلال والاستيطان الصهيوني في الشرق الأوسط.