شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين
هل كان على السيد(سري) أن يذهب إلى التحرير ليعود فحلا بع مشاركته في ثورة 25 يناير2011 ¿ زوجته رسمية استعادة زوجها بعد سنوات من الجدب وموت الأمل. هل هو الخروج والتمرد على أوضاعه¿ أم أنها خلطة البصل المشوي والعسل والحبة السوداء! يقينا سري هو الشعب المصري ورسمية هي مصر بعد أن أستبدل (نجم) رمزية بهية برسمية. سيد نجم الروائي المصري في روايته(أشياء عادية في الميدان) الصادرة ضمن سلسلة روايات الهلال لشهر فبراير2013 . الواقعة بين مئة وثمانية وأربعين صفحة. يقدم لنا هذا العمل المرمز والممتع.. تلك التفاصيل الصغيرة في التحرير التي لم يشاهدها متابع أحداث الثورة في مصر.. صورة مقطعية للتحرير تمثل الجزء من الكل لبقية ميادين القاهرة وميادين مصر..بل وميادين الإعتصامات والمظاهرات في الوطن العربي. ميدان التحرير كرمز مصري وإنساني لإرادة الإنسان الحر. كنت على قناعة من أن الوقت لم يحن بعد لكتابة رواية عما يدور في ساحات الثورات العربية..وأن كتابة الرواية بحاجة إلى وقت كافي كي تنضج الأفكار الكاتب وكي يبتعد عن التقريرية ولغة الرصد.. وكذا التاريخية. لكنها(أشياء عادية في الميدان) جعلتني أنظر للمسألة بشكل مختلف.. وأن المسألة ليست في البعد أو القرب الزمني عن الحدث بل يعتمد ذلك على قدرات الكاتب..وأن ما يستطيعه كاتب قد لا يستطيع آخر. ولذلك لم يقدم لنا سيد نجم عمله في قالب تقريري ممل.. بل أن (أشياء عادية…) مشوقة بأحداثها المطعمة بالخيال والذي جعلت من التحرير مسرحا لتحقيق بطولاتنا كشعوب مقهورة .. لن يشعر القارئ بهيمنة أرقام التأريخ.. ولا بجمل الرصد. ولا بتلك التقريرية للأحداث..بل سيجد نفسه يسير في طريق عبر عتبات بسيطة تقوده إلى العمل العظيم الذي خلقه البسطاء من عامة الشعب.. أفراد ممن تراهم في الدوائر الإدارية.. وعلى عربات الكشري.. وعمال التراحيل.. الموظف(سري) عامل المقهى(مهدي) (أم سلام) بائعة السندوتشات..البنت الهاربة من ظلم زوج أمها.. الشاب الفار من سجن أمه.. الزوجة الهاربة من عنف زوجها..الطالب .. الفلاح.. العامل.. الفتاة الراغبة بالزواج ممن تحب لتزف وسط هتافات الشعب… الخ لم تكن ثورة نخبة.. أو أحزاب معارضة منظمة.. هكذا قدمتها الرواية كما هي.. ثورة البسطاء .. حين التقى الشباب بعد صداقة عبر الأفق الافتراضي ليتعارفوا وجها لوجه في الميدان. في مواجهة الغازات السامة.. الرصاص المطاطي.. هراوات وبنادق ذوي الملابس الرسمية السوداء. هناك حيث الجبهة..وحيث تختلط الأمور على (سري)وهو من شارك في حرب 67 ثم وحرب العبور.. فلا يعرف أي جبهة يقصدون.. هل أنتقل العدو إلى قصور الحاكم¿ام أنه الحاكم تحول إلى عدو! وأضحت الجبهة بين الحاكم وشعبه بدلا من أن تكون بين العدو الخارجي والوطن. الرواية قدمت المشهد بشكله الفريد .. الكل يخرج الميدان وكل له ما يبرر خروجه.. الفار من ظلم أسري .. ظلم سلطوي .. ظلم اجتماعي .. ظلم اقتصادي..أناس لا يعرفون بعضهم .. الرواية تقول بأن خروجهم ضد السلطة التي جعلت الفساد والظلم يستشري في كل بيت وكل مرفق وكل مناحي الحياة. ما يجعلني كقارئ أشعر بوجودي وسط جموع النازلين إلى ميادين الثورة.. أتابع (سري) ذلك الرجل المخضرم صاحب الذكريات والتجارب الغنية ابتداء بمشاركته في مظاهرات وإعتصامات الستينات والسبعينات.. مرورا باشتراكه في حروب تحرير سيناء.. إلى أن وجد نفسه اللحظة وسط جموع تتدفق على الميدان من كل الجهات.. ينخرط ليمارس ماكان يمارسه على جبهات القتال من نقل الجرحى والقتلى.. وجد نفسه يقوم بنفس الدور . يتذكر بأنه يوما أتخذ موقفا ضد الحاكم(السادات) لعدم مشاركته أو مشاورته في اتخاذ القرارات المصيرية التي يتخذها في حق مصر..وهو الغاضب أبدا بعد أن حولته السلطة إلى رجل دون فحوله دون مستقبل.. رغم استخدامه لوصفات عديدة إلا أنها لم تفلح في إعادة خصوبته في ظل ظلم لا يتحمله حتى هرقل . في التحري يلحظ (سري)وجود جرادة على حائط .. أنشغل رغم صخب الميدان بمراقبتها وهي تحاول التخلص من درعها الذ يحد من نموها.. تحاول التخلص من الموت.. مقلدة بذلك الثعابين حين تغير جلودها كل سنة.. وهكذا توحي له تلك الكائنات البسيطة بأن الحياة بحاجة إلى ديمومه تغيير ..وان الجمود يعني الفناء والموت. وأن ميادين الثورة هي الوسيلة لتغيير الجلود الميتة. يرصد لنا شباب الضباط وهم في مواجهة الثوار يخفون وجوههم بنظارات شمسية كبيرة. مؤثثا صفحات الرواية بتلك الشعارات التي انطلقت من حناجر التحرير إلى بقية الميادين المصرية والعربية.. ولا أبالغ إن قلت العالمية. الرواية بتعدد أصوات رواتها منحت القارئ متعة مضاعفة.. كما هو المزج الذي أتبعه الكاتب بين جبهات القتال على أرض سيناء وجبهات الثورة في التحرير وبقية ميادين الثورة .. مستدعيا تلك المشاعر والذكريات التي تنبئ عن شعب عظيم يصنع الغد لأجياله القديمة. ثورة الشعب المصرية ملهمة لشعوب الأرض.هاهي تتواصل حتى 30يوليو2013 بعد أن فتحت مبدأ أبواب الجحيم على الطغاة كنهج إنساني في العالم.