وزير الشباب والرياضة يطلع على استعدادات فريق تضامن حضرموت لبطولة كأس الخليج للأندية
الإرياني: ميليشيا الحوثي تستنسخ "دبلوماسية الرهائن" الإيرانية وتحوّل بيئة العمل الإنساني إلى ساحة ابتزاز
السفير طريق يقيم أمسية دبلوماسية في أنقرة لتعزيز العلاقات اليمنية–التركية
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: عاصفة الانتفاضات تقترب من إسقاط خامنئي
السفير السنيني يلتقي ممثل الحكومة اليابانية للسلام والاستقرار الدولي
اليمن يشارك في (منتدى الواحة– OASIS) الأول حول الاقتصاد الأزرق
إجراء 60 عملية جراحية للعظام في تعز بدعم مركز الملك سلمان للإغاثة
مجلس الأمن يجدد التزامه بوحدة وسيادة واستقلال اليمن ويدين احتجاز ميليشيا الحوثي للموظفين الأمميين
الارياني يرحب بأكبر حزمة عقوبات أمريكية ضد ميليشيا الحوثي ويدعو المجتمع الدولي لتجفيف منابع تمويلها
أمين عام محلي المهرة يلتقي وفد الـUNDP لمناقشة المشاريع التنموية في المحافظة

> قال الله سبحانه وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار” سورة التحريم الآية – 8 . تناول القرآن الكريم موضوع التوبة في أكثر من ثمانين موضعاٍ إضافة إلى المئات من الآيات الكريمة التي تتناول رحمة الله ومغفرته وذلك رأفة بعباده ومحبة لهم وهذه الآيات الكريمة تعالج موضوع المذنبين العاصين ليفتحوا صفحة جديدة في علاقتهم مع الله سبحانه وتعالى وليجدوا الله غفوراٍ رحيما”وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاٍ ثم اهتدى” سورة طه الآية- 82 . والمراد بالتوبة: الرجوع عن الذنب والمراد بالتوبة النصوح: التوبة الصادقة أي الرجوع عن الذنب بصدق وعزيمة من دون خداع ولا تردد ولهذه التوبة شروط لا بد من توفرها مجتمعة حتى تعتبر توبة نصوحاٍ وهي: 1- الإقلاع عن المعصية أي الابتعاد عنها وتركها: فمن كان يلعب القمار على سبيل المثال يتوجب عليه ترك هذا اللعب ومن كان يشرب الخمر عليه ترك شرب الخمر ومن كان مرابياٍ عليه ترك الربا وهكذا . 2- الندم على فعل المعاصي: أي يندم التائب على ارتكابه للمعاصي التي سبق أن صدرت عنه فالتائب الذي يحس بالندم والحسرة تكون توبته صادقة بينما الذي يميل ويحن إلى ذنوبه ويتوق إليها هو إنسان كاذب خادع في توبته . 3- عدم العودة إلى مثلها: أي أن يعزم ويصمم على ألا يعود إلى ارتكاب المعاصي والذنوب . 4- إعادة الحقوق إلى أصحابها: ذلك إذا كانت المعصية تتعلق بحق من حقوق العباد كالسرقة والاعتداء على أملاك الآخرين والإساءة إليهم باللسان أو باليد وهكذا فينبغي على التائب أن كان سبق وأن سرق أن يرد المال إلى أصحابه وإن كان قد أتلف ممتلكات غيره أن يعوض أصحابها عنها وإن كانت فعلته غيبة ونميمة أو إهانة طلب العفو والمسامحة ممن اعتدى عليهم وهكذا . والسؤال: إذا كان التائب لا يعرف صاحب المال المسروق فكيف يتصرف¿ والجواب: أن يتصدق بقيمته على الفقراء والمحتاجين لتبرأ ذمته وينبغي على المذنبين والعصاة أن يسارعوا في الاستغفار والتوبة وألا يسوفوا ويؤجلوا حتى لا يدركهم الموت فجأة ولات ساعة مندم وذكر علماء التوحيد حالتين لا تقبل فيهما توبة بالاستناد إلى النصوص الشرعية وهاتان الحالتان هما: 1- حين احتضار الإنسان لقوله سبحانه وتعالى: “وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال: إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما (سورة النساء- الآية 71) . وقوله عليه الصلاة والسلام: “إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر” – روه ابن ماجة والترمذي عن الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما . والغرغرة هي الاحتضار حتى الموت . وبما أن الإنسان لا يعلم متى سيدركه الموت فينبغي عليه أن يسارع في التوبة وأن يكون جاهزاٍ للامتحان في أي لحظة فلا مجال للانتظار والتسويف فالسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه . 2- حين طلوع الشمس من مغربها: أي حين يتوقف قبول الأعمال ويتوقف تدوين الحسنات والسيئات فلا مجال حينئذ للتوبة والمعلوم أن طلوع الشمس من مغربها من العلامات الكبرى ليوم القيامة واستدل علماء التوحيد على هذه الحالة بالحديث النبوي الشريف “إن الله يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها”- رواه مسلم والنسائي عن الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- . من المحتمل أن يمر التائب بمرحلة صعبة فيها عذاب الضمير والوسوسة والتردد والقلق والاضطراب فنقول لهذا التائب: ان الله سبحانه وتعالى خاطب عباده بقوله: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم” سورة الزمر- الآية 35 . ويقول سبحانه وتعالى في سورة النساء: “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومِن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما”- الآية 74 . ثم نقول للأخ التائب: يمكنك أن تردد تلاوة سورتي المعوذتين وهما: سورة الفلق وسورة الناس وذلك لطرد وسوسة الشيطان وعليه فالأمر منوط بك وبعزيمتك وإصرارك وإرادتك وبمدى سيطرتك على نفسك ومجاهدتك لها . ● رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس