صادرات السعودية غير النفطية ترتفع 22.8 بالمائة في سبتمر 2024 العميد الأكحلي: شرطة تعز ماضية في تثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة اللواء الجبولي: الوحدة 16 طيران مسير تلعب دورًا محوريًا وحاسما في ميدان المعركة قائد لواء الريان بالمنطقة العسكرية الثانية يؤكد أهمية تعزيز الحس الأمني تدشين برنامج الطبيب الزائر الـ41 لجرحى القوات المسلحة في مأرب انطلاق البطولة الثانية لكرة اليد لأندية محافظة مأرب اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان
كثيراٍ مايؤلمنا في واقعنا اليمني والعربي عموماٍ ظاهرة حرمان المرأة من ميراثها الشرعي الذي كفله الإسلام قبل أربعة عشر قرناٍ من الزمان ووضع له نظاماٍ دقيقاٍ أعطى فيه للمرأة نصيباٍ بعد أن كانت لا تنال شيئاٍ منه.. وللأسف الشديد يأبى البعض إلا أن يخالفوا شرع الله بهذا السلوك المرفوض دينياٍ واجتماعياٍ الأمر الذي يجعلنا في مواجهة مسئولية التوعية لمحاربة الظاهرة حرصاٍ على الحق والعدل وعلى صلة الرحم وتغيير العادات الجاهلية وإحلال صحيح الدين محلها ليعرف كل من الأشقاء والشقيقات حقوقهم وتصبح لديهم القدرة على المطالبة بها وهذا هو واجب وسائل الإعلام و العلماء والدعاة وتوعية المرأة في المجتمعات المغلقة بضرورة التمسك بحقها وإيجاد طرق تستطيع من خلالها إيصال شكواها إلى من يضمن حقوقها.
عن رأى الدين في هذه القضية يقول الدكتور محمد كمال أستاذ الشريعة الإسلامية: إن التوريث حق إلهي.. ولا يملك المورث حرمان أحداٍ من ورثته وإن كان يجوز للأب توزيع ممتلكاته على أولاده في حال حياته بشرط العدل فحرمان أي شخص من الميراث لا يجوز شرعاٍ وهو طريق للنار وتحتل أحكام المواريث مكانة بارزة في الشريعة الإسلامية لارتباط هذه الأحكام بحقوق الأفراد في الأمور المالية فيقول الله سبحانه وتعالى: “للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا” وتمثل أحكام المواريث نظاما دقيقا حيث تولى القرآن الكريم تفصيله وانفرد الإسلام بذلك عن سائر الديانات السماوية والأنظمة الوضعية سابقاٍ ولاحقاٍ ولذا يعد نظام المواريث في الإسلام نظاماٍ فريداٍ من نوعه. ولابد أن يعلم كل من يحرم أحد أبنائه أو إخوته من الميراث أنه في الحقيقة يلقي نفسه في النار من دون أن يستفيد شيئاٍ ولا معين ولا شفيع له في الحياة الأخروية كما أن الأبناء يكسبون إثماٍ كبيراٍ إذا وافقوا والدهم على الباطل فالإثم لا يلحق الأب فحسب بل يشملهم أيضاٍ وإذا أراد الأبناء أن يصححوا الوضع وأن يرجعوا إلى الحق فيتوجب عليهم تحكيم القرآن الكريم والالتزام بالنصوص الشرعية التي توضح الأسهم والأنصبة . ولابد أن تعي المجتمعات الإسلامية أن أعداء الإسلام يتخذون من مسألة حرمان البنات مثلاٍ من الميراث وسيلة لمهاجمة المسلمين ولتشويه الدين الإسلامي رغم أن ذلك التصرف لا علاقة له بالإسلام من قريب أو من بعيد. منتهى العدل ويضيف: إنها حكمة إلهية بأن يكون نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين يقول الله سبحانه وتعالى: “يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين” ويقول سبحانه في السورة نفسها: “وإن كانوا إخوة رجالاٍ ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين” وتتعلق هاتان الآيتان الكريمتان بتوزيع التركة بين الإخوة والأخوات فقط ولا علاقة لهما بمن يستحقون الميراث من الذكور والإناث وكما هو معلوم فإن أصحاب الفرائض في الميراث هم اثنا عشر صنفاٍ أربعة من الذكور (وهم: الزوج الأب الجد الأخ والأم).. وثمانية أصناف من الإناث (وهن: الزوجة الأم الجدة البنت بنت الابن الأخت الشقيقة الأخت لأب الأخت لأم).. فالمحصلة النهائية أن مجموع أنصبة الإناث في غالب الأحيان يفوق مجموع أنصبة الذكور فلا مجال للادعاء المزعوم بأن الشريعة الإسلامية تحابي الذكور وتظلم الإناث أما إعطاء الذكر ضعف نصيب أخته فلأن الرجل عليه التزامات أكثر من التزامات الأنثى فهو مطالب بنفقات الزواج على سبيل المثال والإنفاق على أولاده وأسرته وعلى أخواته إذا كن غير متزوجات أما الأنثى فلا يطلب منها أي التزام من هذه الالتزامات وإن مشاركتها إذا رغبت في ذلك إنما تكون من قبيل التبرع والهبة وعلى ضوء ذلك فإن أخذ الأخ ضعف نصيب الأخت لا يعنى الأفضلية ولا يقصد به التمييز وإنما بسبب الالتزامات التي على كاهله مع التأكيد على أن الذكر والأنثى متساويان أمام الشرع وأنهما متكافئان في الإنسانية.