الرئيسية - الدين والحياة - الجمعة كقوø◌ِة◌ُ تربويا◌ٍ !
الجمعة كقوø◌ِة◌ُ تربويا◌ٍ !
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

سأستحضر هنا بعض الشواهد التاريخية على قوø◌ِة الجمعة تربويا◌ٍ وسنشير إلى خطبة الجمعة التاريخية وطاقتها التربوية غير المحدودة في صياغة المجتمع والحياة والدولة منذ عهد النبي عليه وآله الصلاة والسلام وحتى الآن¡ فالحبيب المصطفى أمضى ما يربو عن عشر سنوات في الهجرة في المدينة المنورة يقيم صلاة الجمعة بخطبتها ولم يكن من يحضر الصلاة هم عوام الناس والمستضعفون فقط¡ بل كان من يحضر الصلاة هو “الجيش” الذي يحارب به صلوات ربي وسلامه عليه وأركان المجتمع الإسلامي ! واستمر الحال بعد ذلك طيلة الخلافة الراشدة فمن كان يقيم صلاة الجمعة بخطبتها هو الخليفة وأمير المؤمنين¡ وإلى ما بعد الخلافة الراشدة¡ وعبدالملك بن مروان الخليفة الأموي مثلا◌ٍ هو من قال:” شيø◌ِبني صعود المنابر!!” ظل الخليفة وأمير المؤمنين هو من يقيم صلاة الجمعة بخطبتها ومن يحضر لم يكن عوام الناس بل هو ” الجيش” أيضا◌ٍ وأركان الدولة !! ـــ وهذه لمحات سريعة نقولها ونوردها عن خطبة الخلافة الراشدة في الجمعة كأمثلة: صعد الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى المنبر فقال:”أيها الناس إنøöي قد وليت عليكم ولست بخيركم أطيعوني ما أطعت الله فيكم¡ القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحقø◌ِ منه¡ والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحقø◌ِ له”. وصعد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر في يوم الجمعة أيضا◌ٍ وقال: “أيها النø◌ِاس إن أصبت فيكم فأعينوني وإن أخطأت فقوøöموني” فقال سلمان الفارسي رضي الله عنه: ” والله لو وجدنا فيك اعوجاجا◌ٍ لقوø◌ِمناه بسيوفنا !!” فقال عمر بن الخطاب: “أو تفعلون¿” فقالوا جميعا◌ٍ: “نعم والله نفعل ” ففرح الفاروق بذلك وقال: “الحمدلله الذي جعل في الأمة من يقوøöمني إن أخطأت¡ وي◌ْعينني إن أصبت !!” ـــ وقد يحتج البعض بأنø◌ِ هذه الخطب لم تكن بالضرورة في يوم الجمعة وهو اعتراض غير مقبول لأن هذه الخطب عكست نهج دولة وبالتالي ستكرر نفسها في كل مناسبة وسوف تفعل ذلك باستمرار ولن تغفل يوم الجمعة بالتأكيد¡ ولا ندري والله كم جمعات أضاع علينا المؤرخون !! ـــ وببداية الحكم الأموي تحولت الجمعة من خطاب الدولة من أجل الناس إلى خطاب الناس من أجل الدولة. يروى أن الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان خطب يوم الجم عة من على منبره حتى أطال ودنا الوقت من صلاة العصر فقام رجل من الناس وقال:”يا أمير المؤمنين الناس في انتظار وأنت ذو مهلة¡ فأنصفنا بفصلك من طول مهلك !!¡ ولعلهم قد سمعوا حتى لم يعودوا يسمعون¡ واستطابوا حتى لم يصبحوا يستطيبون !” فقال عبدالملك بن مروان صدقت والله قد أطلنا¡ ومن كان مثلك لا ينبغي أن يكون الناس في رؤيته في كل جمعة وساحة !!” فقال الناس “والله لم نجده بعد ذلك ولم نعرف أين مضى وذهب !!”

● مستشار وزارة الأوقاف والإرشاد لشئون الإعلام والعلاقات العامة خطيب مسجد الإحسان بمديرية شعوب بأمانة العاصمة

[email protected]