شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين
أما الكيفية التي قرر بها المناضل خالد باراس أن يتحول من مجرد جندي في جيش البادية الحضرمي إلى ثوري مناضل فيسردها في الصفحات 116-117 من مذكراته (وداعا أيها الماضي) حينما يروي كيف أنه في نهاية مشاركته سنة 1961 مع الرائد البريطاني اليس والقوات القعيطية النظامية والطيران البريطاني استطاعوا أن يدحروا تمرد قبيلة الخامعة في غيل الحالكة قرر أن يصنع ثورة. فقد كتب: “بعد الحصار والقصف الشديد حتى للأغنام التابعة لقبيلة الخامعة وعمليات التمشيط استسلمت القبيلة وتعهد مقادمتها بعدم اعتراض السيارات وتم اعتقال عدد منهم لمحاكمتهم. وفي طريق العودة خطر في ذهنه عدد من التساؤلات وكتب: “سألت نفسي: ماذا لو أني قـْتلت هنا برصاصة غاضب من رجال هذه القبيلة الذين أنا أصلا متعاطف معهم وأشعر بظلمهم¿ ماذا لو قرر هؤلاء اقتحام السرية مباشرة ودارت معركة حقيقة في مواجهة لا سبيل للنجاة منها وقتلت واحدا منهم وقتلني آخر¿ أزمة حقيقية كان لها آثر إيجابي عظيم وفقا لحسابات في ذلك الوقت. لقد توصلت الى استنتاج في تلك اللحظات العصيبة: إني أن نجوت من هذه المصيبة سأعمل بكل قوة ونشاط من أجل تحرير الوطن من الاحتلال على أساس أن الاحتلال هو جذر المشكلة ومسببها وكذلك إزاحة السلطة التي قبلت أن تعرض مواطنيها البسطاء لغارات الطائرات البريطانية وهي أي هذه السلطة وموظفيها السبب الحقيقي لما حدث. لقد تألمت عندما رأيت في مضيق المدحر آثار الدماء وما يدل على أن هنا حدثت مجزرة ما كان يجب أن تحدث. لقد قتل المواطنون إخوانهم هنا. عشت بعد ذلك كل الأيام التي تلت تلك الأحداث أتألم جدا لكني ضاعفت جهودي من أجل كسب المزيد من الأعضاء والمزيد من العمل من أجل تقويض سلطة الاحتلال والسلطة المعتمدة عليه”. استقلالية باراس وكبرياؤه وذكاؤه: يبدو أن من أهم العوامل التي ساعدت اللواء خالد باراس على المرور بسلام في جميع المنعطفات التاريخية التي مر بها الجنوب حتى يومنا هذا – ووفق ما يقوله هو في سيرته الذاتية- (وبالإضافة -طبعا- إلى دعوة الوالدين): عدم السعي إلى الحصول على كرسي في رأس هرم الدولة وكبرياؤه ونزوعه إلى الاستقلالية واتخاذ القرار الذي يمليه عليه ضميره. وقد أكد ذلك في سياق حديثه عن إبعاده عن قيادة أمن حضرموت في عام 1968 قائلا: “تأكدت أن الرفاق في حضرموت قد توصلوا إلى قناعة بضرورة إبعادي عن المحافظة لاعتقادهم إنني لن أنصاع لكل القرارات الحزبية لأنني حسب تقديرهم أرى نفسي فوق أولئك الذين يصدرونها. وبصراحة فأن شيئا من هذا ربما كنت أعتقده في بعض الحالات وقد عرفت هذا وغيره فيما بعد فمثلي عليه أما أن يكون ضمن شلة أو تكتل وأما أن يتحمل بمفرده ما ستقف في وجهه من عراقيل ويواجه الحياة السياسية وحيدا ويصبر على ما يصيبه فالسياسيون ـ أصحاب الطموحات والتطلعات – ليسوا بحاجة إلا لمن ينصاع وينقاد بسلاسة ولا يشكل عليهم أي نوع من التهديد. ومثل هؤلاء هم الذين يصنعهم القائد الطموح. وصاحب السيرة ليس واحدا من هؤلاء حيث لم يصنعه طامع في الهيمنة وإنما صنعته الثورة ونضاله المشهود له به ولهذا فهو يعد نفسه في كثير من الحالات مقابل معظم هؤلاء الذين يحق له إلا يكون تابعا لهم”.ص406-407 ومع ذلك عند قراءة سيرة اللواء خالد باراس يبدو لنا أن ميوله كانت أقرب إلى تيار اليمين في الجبهة القومية وينتقد بشكل واضح ممارسات اليساريين بما في ذلك خطوة 22 يونيو 1969 التي يعدها من الأحداث العبثية التي عاشها الجنوب. وعلى الرغم من أنه لم يسلم تماما من اضطهاد بعض قيادات اليمين له حيث تم القبض عليه هو ورفيقه علي سالم البيض وآخرين في عام مطلع عام 1968 يؤكد قربه من أصحاب اليمين ويكتب: “صحيح أن اليمين لم يمل للعنف ضد خصومه مطلقاº فدخول السجن أو الاعتقال في المعسكرات أو أقسام الشرطة لا يخيف أحدا وحتى القبض على المطلوبين وأخذهم من بيوتهم منتصف الليل لا يخيف أحدا أيضا بعكس ما آلت إليه الأمور عندما دارت دائرة الأيام وأطاح اليسار بـ (أخيه) اليمين في 22 يونيو 1969 والسنوات اللاحقة” ص387 ومن المعلوم أن باراس بعد أن اختلف مع رموز اليسار في حضرموت في يوليو 1968 غادر الى عدن وقبل العمل تحت قيادة اليمين التي عينته قائدا للأمن في المحافظة الرابعة.ص390 و مع ذلك بعد قيام 22 يونيو 1969 لم يحاول باراس أن يدخل في صراع أو مواجهة مع رفاقه اليساريين. لكن حينما طـْلب منه في عام 1971 – حينما كان قائدا لسلاح المدفعية – الذهاب إلى حجر ليقود انتفاضة ضد ملاك الأراضي قال: لا. لهذا في الأخير صْنف خالد باراس –من قبل اليسار الفوضوي- ضمن عناصر اليمين التي ينبغي التخلص منها أي لحسها. وقد سجل في سيرته الذاتية محاولة (لحسه) على النحو الآتي (ص422-424): “في بداية يوليو 1971 أفادني السائق سعيد صالح الصليعة الكازمي الذي كان مكلفا سائقا معي بصفتي قائد سلاح المدفعية أفادني أن بعض الضباط من قبيلة باكازم طلبوا منه عدم الاستمرار في عمله مع قائد المدفعية الرائد خالد باراس لأن باراس سيتعرض للخطر كما قال لهم ضابط من مركز التدريب وحتى لا يتعرض السائق للخطر وتكون هناك مشكلة مع قبيلة باكازم. واكدت للأخ سعيد الصليعة أني سأحل هذه المسألة وأنه يجب فعلا ترك العمل معي ويكفي أنه حذرني من هذا الخطر وقدمت شكري وتقديري له. لكن سعيد الصليعة أقسم يمينا ان لا يتخلى عني وحدد لي اسماء المكلفين بتصفيتي الجسدية والذين لا لزوم لذكر أسمائهم هنا حيث قد رحلوا عن هذه الدنيا. ولم يمر وقت طويل بعد ذلك. وكنت خلال هذه الفترة قد اتخذت كل احتياطات الأمان وما يلزم للدفاع عن النفس. وكنت أدرك أن المكلفين بهذه الجريمة لن يحاولوا قتلي في كمين عادي فقد بلغني أن قائد المجموعة قد أقسم أنه (سيقود هذا الحضرمي مثل الغنمة وهو في ملابس نومه) –ويقصد صاحب السير- وقد بلغني أن الذين تم خطفهم في مناطق اخرى خلال الأشهر الماضية أخذوا ليلا من بيوتهم ولهذا استعديت جيدا ووضعت كل الاحتياطات…..وفي ليلة مشؤومة وحوالي الساعة العاشرة مساء وكنت أجلس في تلك الغرفة الصغيرة المظلمة صاحيا أستطيع أن أسمع حتى دبيب النمل في المنطقة كلها ويدي على زناد الآلي الكلاشينكوف ومجموعة قنابل يدوية عن يميني وشمالي. سمعت خطوات زوجتي وهي نازلة إلى المطبخ في الطابق الأرضي وفجأة سمعت منها صرخة واحدة ثم صوت باب المطبخ وهو يرتد مع خروج المجموعة وخطواتهم في الجهة الخلفية من الفلة ثم صوت محرك السيارة. حالا اتصلت بحارس باب الحي وهو عسكري واخبرته أني قائد سلاح المدفعية وطلبت منه معرفة منهم في السيارة القادمة إليه دون أن يسألهم هذا السؤال وكنت أعرفهم قبل أن لي الحارس. وفعلا أفادني بأسماء اثنين منهم ولم يتعرف على الثالث الذي يقود السيارة. لن أذكر أسماءهم فقد رحلوا عن هذه الدنيا..” في مواقع عدة من كتابه يتحدث اللواء خالد باراس عن رفيقه الشهيد المناضل محمود سالم صقران الذي تم تصنيفه ضمن اليمين الموالي لقحطان الشعبي بعد حركة 22 يونيو 1969 من قبل (اليسار الفوضوي). وقد أشاد به كثيرا ولاسيما باعتداله ومطالبته بمراعاة العادات والتقاليد السائدة في وادي حضرموت. وفي مطلع عام 1970 تم تعيين خالد باراس قائدا للأمن في المحافظة الخامسة (حضرموت) وكتب في مذكراته ص404-405: “اليوم التالي فوجئت أن الأخ العزيز المناضل المعروف محمود سالم صقران يطلب مقابلتي في رسالة أرسلها لي من سجن المنورة الذي وضع فيه صباح اليوم بعد أن تم اعتقاله في سيؤن. إنها المأساة بكل صفاتها وأوصافها. بأي وجه أقابل هذا الرفيق المناضل! وبأي حق ومن أجل ماذا أواصل بقائي هنا! هل قبلت أنا المناضل خالد باراس أن أصبح سجانا لرفاق النضال¿ جاء الأخ محمود ورحبت به والعرق يتصبب من جبيني خجلا من الوضع الذي أنا فيه. لكن محمود رجل حكيم ومناضل صلب أدرك معاناتي وقال لي: إن كل شيء يشير إلى أننا مقبلون على أحداث خطيرة جدا فالأخوة في السلطة هنا في حضرموت وغيرها مصممون على تصفية الآخرين حزبيا ووظيفيا ونامل ألا يكون الأمر أسواء من هذه التصفية. وأبلغته أني قد وصلت إلى قناعة كافية أني لا أستطيع أن أواصل العمل هنا وأني ذاهب بعد أيام إلى عدن ولن أعود مهما كان الأمر. وأثق أن هذا هو ما يسعى إليه الإخوة هنا ورغم ذلك فليس أمامي إلا هذه الموقف وتمنيت له كل خير وإلا يصيبه مكروه. وقد اتخذت هذه المواقف سواء مع العكبري ومع صقران وغيرهم ليس بحكم عواطفي ومشاعري الشخصية نحوهم فقط لكن لأني أدرك جيدا أنهم من أفضل الوطنيين المخلصين للثورة والوطن وما كان يجب أن يتعرضوا لهذه المعاناة. وهو نفس الشيء الذي كنت قد أدركته من قبل عندما كان المحسوبون على اليسار يزج بهم في المعتقلات أيام سلطة اليمين. أنها ثورة تأكل أبناءها فعلا وكارثة حقيقية حلت بوطن وشعب. وندعو الله أن يفك عليه ويفرج همومه”. ومن العوامل الأخرى التي ساعدته على عدم خسارة أي طرف من أطراف الصراع على السلطة في الجنوب بشكل دائم: ذكاؤه. فحتى سالمين الذي غضب عليه بسبب رفضه لقيادة انتفاضة الفلاحين في حجر والذي وافق على ابتعاثه (أو بالأحرى استبعاده) مرتين للدراسة في الاتحاد السوفييتي ولم يتردد في مطلع عام 1978 حينما بدأ يشعر بتناقص عدد مناصريه ومؤيديه في تكليف عضو المكتب السياسي علي سالم لعور (ص460) بإقناعه بالعودة ليكون قائدا للمدفعية. لكن خالد باراس كان يقضا وكتب في صفحة 461 من سيرته “كان ردي عليه: أني سعيد بهذا الذي سمعته وأرجو أن تبلغ الرئيس أنه يكفيني أنه عرف الحقيقة وأنا أسامحه من كل قلبي وأحترمه وقد زال كل شيء مما كان في خاطري من قبل أما قطع دراستي فإني أعتذر عنها. ولأكون صريحا معكم فأني لن أعود حتى لا أتعرض للمتاعب مرة أخرى في الماضي بسبب عدم ثقة الرئيس في والآن بسبب علاقتي الطيبة به. اليوم هناك خطر حقيقي يحيط بالرئيس ولا عندي قدرة على تحمل نتائج أخطاء لم أشارك في صنعها وأني أتمنى له التوفيق من كل قلبي”. وبالطبع عاد باراس إلى عدن بعد الإطاحة بسالمين في يونيو 1978. وقبل عودته في بداية أكتوبر صدر قرار رئاسي بترقيته إلى رتبة مقدم وتعيينه قائدا لسلاح المدفعية. ص464