الرئيسية - اقتصاد - السوق المحلية تعيش مرحلة الموت السريري
السوق المحلية تعيش مرحلة الموت السريري
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يشكو أصحاب المحال التجارية من حالة الركود الحاد الذي تشهده السوق المحلية هذه الأيام نظراٍ لانعدام السيولة المالية لدى أرباب الأسر والتراجع المستمر للقوة الشرائية للمواطن اليمني وهو ما انعكس سلباٍ على الحركة التجارية بشكل عام.. وتعود الأسباب كما يقول أصحاب المحلات إلى أن آثار الأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد خلال السنوات الأخيرة أثرت سلباٍ على مستوى دخل المواطن الأمر الذي انعكس سلبا أيضا على حركة الأسواق المحلية. ويقول التجار: إن العشرة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة من كل عام تشهد الأسواق المحلية ازدهاراٍ وتكون الحركة التجارية في ذروتها لأن المواطنين ينزلون الأسواق لاقتناء احتياجاتهم العيدية من كسوة ومواد غذائية ومكسرات وملابس وغيرها. «الثورة» نزلت إلى بعض الأسواق المحلية وقامت بعمل استطلاع لآراء بعض التجار والمواطنين وسؤالهم حول استعداداتهم للعيد وكيف يرون الأسواق العيدية مقارنة بالأعوام الماضية.. فإليكم الحصيلة: البداية كانت مع الأخ رائد العتبي –محل الملابس- الذي أكد أن السوق هذا العام ضعيف مقارنة بالعام الماضي وأن عدد الزبائن يتراجع من عام إلى آخر كما أن المواطنين يكتفون بشراء ملابس العيد في عيد رمضان فقط ويستخدمونها لعيد الأضحى.. مشيرا إلى أن الأعوام السابقة كان الطلب على الملابس العيدية أفضل بكثير من هذا العام. ويرجع العتبي أسباب تراجع طلب الزبائن للملابس إلى ضعف دخل المواطن العادي والمشاكل التي يواجهها البلد يوما بعد آخر.. داعيا الحكومة إلى عمل كافة التدبيرات لإعادة الأمن والأمان للمواطنين والتجار قبل إعلان إفلاسهم واغلاق محلاتهم التجارية. بسام العذري –موظف في الكهرباء- وهو يكسو أولاده الثلاثة وعند سؤاله عن أسعار السوق مقارنة بالأعوام الماضية أكد أن الأسعار من عام إلى آخر تزداد وهذا العام اضطر إلى شراء كسوة واحدة فقط لكل واحد من أولاده الثلاثة حيث كان يكسوهم كسوتين على الأقل في العيد الواحد. وأضاف العذري: إن مصدر دخله الوحيد هو الراتب الحكومي الذي بالكاد يكفي تغطية المعيشة ومتطلبات الأسرة.. كما أنه يضطر بعض الأوقات إلى الاستدانة من بعض أقربائه وأصحابه لتوفير ما نقص وتغطية احتياجات الأسرة من الاحتياجات الاساسية والضرورية.. متمنيا أن تمر اليمن من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها وأن ينتعش الاقتصاد في أقرب وقت. شكاوى ويشكو بعض التجار بمرارة جراء مشكلة انقطاع التيار الكهربائي خصوصا محلات الخياطة التي تعتمد اعتمادا كاملا على التيار الكهربائي.. فقد زرنا أحد محلات الخياطة.. وتحدثنا مع الأخ معاذ عبدالسلام الشيباني –صاحب محل الشيباني للخياطة الرجالية- الذي شكا لنا بمرارة وحرقة عن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي وخصوصا هذه الأيام الذي تعتبر الموسم الوحيد باعتبار أن المواطنين يذهبون إلى محلات الخياطة لاقتناء الأثواب.. إلا أن انقطاع الكهرباء يكون عائقا أمام تلبية رغبات الزبائن. أعباء وأضاف الشيباني: إن اشترى «ماطوراٍ» يعمل على البنزين لتغطية عجز الكهرباء وإدارة ماكينات الخياطة الثلاث التي يمتلكها.. مما شكل عبئا إضافيا عليه ويصرف على الماطور في الشهر ما بين خمسين إلى ستين ألف ريال.. داعيا الجهات المعنية إلى العمل على تأمين خطوط الكهرباء وتوفيرها والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة التي تتفاقم يوما بعد آخر دون حلول. الأخ عبدالرب النهاري –موظف في قطاع خاص- كان في محل الخياطة وعند حديثنا معه يقول: إن انقطاع الكهرباء شكل أزمة ليس على القطاع التجاري فقط وإنما على المواطن العادي فالمواطن يصرف مبالغ إضافية على مواطير الكهرباء وأجهزة الإضاءة الأخرى مما شكل عبئا إضافيا عليه أيضا. خسائر وقال النهاري: إن ما يواجهه القطاع الخاص خصوصا وان الكهرباء تكون جزءاٍ أساسياٍ لتحريك أعمالهم كمحلات الخياطة والمصانع من خسائر مادية كبيرة يكون سببها انقطاع التيار الكهربائي خسارة كبيرة لا يستطيعون تجاوزها إلا إذا توفرت الكهرباء وهذا لن يتم إلا بوجود حكومة تقوم على توفير الأمن والأمان وتطبق القانون على الكبير والصغير. العطور وللعطور الزكية مكانة هذه الأيام.. حيث تشهد محلات العطورات هذه الأيام أيام ما قبل عيد الأضحى المبارك إقبالا كبيرا عليها من قبل المواطنين حيث تعتبر العطور المادة الوحيدة التي يتفنن فيها الناس لاقتناء أفضلها وأجودها لرشها على ضيوفهم خلال أيام العيد المبارك. الأخ هشام العواضي –صاحب محل عطورات بسوق الزمر- يقول: إن حركة السوق تأثرت كثيرا منذ العام الماضي بسبب إلقاء أحد الأشخاص قنبلة راح ضحيتها ثلاثة أشخاص منهم صاحب القنبلة.. إلا أن السوق بدأ يستعيد عافيته خلال الفترة الأخيرة.. مشيرا إلى أنه قام بالاستعداد لهذه الأيام وجلب العديد من أنواع العطور لتلبية رغبات الزبائن خصوصا هذه الأيام التي يزيد الطلب على العطورات بمختلف أنواعها من قبل الناس استعدادا لاستقبال الضيوف المعيدين خلال أيام عيد الأضحى المبارك. وأضاف العواضي: إن الحملات التي تقوم بها البلدية على البسطات تشكل سلبا على المحلات التجارية فأكثر المواطنين يذهبون إلى الأسواق الشعبية بهدف اقتناء أغراضهم واحتياجاتهم من البساطين الذين يعرضون بضائعهم بأسعار تلبي رغباتهم.. مشيرا إلى أن البسطات تعمل على استقطاب الزبائن إلى المحلات التجارية.. متمنيا من الحكومة العمل على تنظيم الأسواق الشعبية والأسواق المحلية وكذلك ضبط الأسعار وتسهيل المعاملات أمام التجار للحصول على تنمية حقيقية والسير بعجلة الاقتصاد المحلي لتحقيق أهداف التنمية. الرقابة من جانبه أوضح نجم الدين أن هناك أنواعاٍ من العطور التجارية منتشرة على أرصفة وشوارع المدن الرئيسية والبعض منها خطرة على صحة المواطن.. داعيا الجهات المعنية بالرقابة والتفتيش إلى تحمل المسؤولية والقيام بإجراء حملات تفتيش ومصادرة مثل هذه العطورات التي تضر بصحة الإنسان وسلامته. ضعف الأخ عبدالواحد فيصل الجهمي –صاحب محل ملابس بسوق الزمر- يقول: إن حركة السوق هذا العام ضعيفة مقارنة بعيد رمضان كما أن الإقبال على محلات الملابس أضعف بكثير من الأعوام السابقة والسبب يعود إلى ما مرت به البلاد منذ عام 2011م حتى اليوم.. مشيرا إلى أن هذه الأحداث كان لها الأثر الأبرز في إضعاف الأسواق المحلية حيث أغلق كثير من التجار محلاتهم التجارية ومترددين إلى الآن حول مواصلة العمل في الاتجار خوفا من الإفلاس والخسارة. وأضاف الجهمي: إن العمل في بيع الملابس لم يعد مجديا بسبب ضعف الإقبال وضعف حركة السوق.. ففي كل عام هذه الأيام يكون المحل مزدحما بالزبائن.. إلا أن الدخل لهذا العام ضعيف مقارنة بالأعوام السابقة.. متمنيا أن يخرج مؤتمر الحوار بقرارات وتوصيات تخدم المواطن البسيط وبما يحسن من الاقتصاد الوطني.