الرئيسية - الدين والحياة - حرمة الاعتداء على المنشآت الحيوية
حرمة الاعتداء على المنشآت الحيوية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إن الله سبحانه وتعالى من حكمته وحسن تدبيره لشؤون خلقه جعل وظيفة الإنسان في هذه الحياة إعمار الأرض لا إفسادها¡ فعندما تعجبت ملائكته من خلقه تعالى للإنسان بأنه سوف يفسد في الأرض ويسفك الدماء قال لهم تعالى ” إني أعلم ما لا تعلمون “¡ وهذا دليل على أن غاية خلق الإنسان للعبادة¡ قال تعالى ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ” سورة الذاريات¡ ومن معاني العبادة إعمار الأرض والعمل الصالح فيها¡ قال تعالى على لسان صالح عليه السلام لقومه “هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب¡ “سورة هود¡ وسخر الله تعالى حياة الإنسان بالعمر دليل على أنه لا بد أن يعمر حياته بكل ما هو صالح لدينه ولأمته ولوطنه ولنفسه¡ قال تعالى “أولم نعمركم ما يتذكر في من تذكر وجاءكم النذير “¡ فاطر. هذه وظيفة الإنسان عموما◌ٍ في الأرض الإعمار لا الإفساد¡ فما بالنا بالإنسان المسلم الذي دينه هو الإسلام دار السلام والأمن في الدنيا وفي الجنة هي السلام قال تعالى ” تحيتهم فيها سلام “¡ أيليق بالمسلم أن يعتدي على حرمات الناس وممتلكاتهم ومقدرات البلاد والعباد من ماء وكهرباء وبترول وطرق وهو يستمع آناء الليل وأطراف النهار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده “وهو يستمع آناء اليل وأطراف النهار إلى ربه سبحانه وتعالى يأمر بالصلاح والإصلاح لا بالإفساد في الأرض ” ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين ” الأعراف¡ وقد أمر بأن نأخذ على يد الفاسد العابث بمقدرات البلاد والعباد ” فلو كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا◌ٍ ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين وما كان ربك ليهلك القرى بظلم أهلها مصلحون ” سورة هود. فالمسلم الحق هو الذي يبني ولا يهدم ويصلح ولا يفسد ويعمر ولا يخرب¡ قال تعالى ذاما◌ٍ للمفسدين في الأرض في كل زمان ومكان ” إن الله لا يحب المفسدين ” سورة القصص¡ وأيضا◌ٍ لا يصلح الله أعمالهم “إن الله لا يصلح عمل المفسدين ” يونس. إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ترويع المسلم بالهزل¡ فهذا أحد المسلمين يأخذ نعلا◌ٍ لصاحبه يخبئه على سبيل المزاح ويبحث صاحبه عنه ويغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا◌ٍ شديدا◌ٍ ويقول له أروعته¡ فكيف يمكن يقطع على الناس طريقهم أو يقطع عليه ضياءهم بتفجير أبراج الكهرباء أو تفجير أنابيب النفط في وقت يحتاج المريض لأجهزة تعمل بالكهرباء والطالب يحتاج المذاكرة وغير ذلك الكثير والكثير الذين لا يستغنون بحال من الأحوال عن الكهرباء¡ والذي يقوم بذلك إنما هو دليل على فساد الفكر وخلل في الإيمان وأسوأ ما تعانيه أمتنا في هذه الأيام أصحاب الفكر الفاسد الذي يفسد في الأرض ويظن أن يتقرب إلى الله بهذه التفجيرات¡ قال تعالى ” الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنونا◌ٍ صنعا◌ٍ ” فليرعو المسلم عموما◌ٍ الذين يقوم بذلك أيا◌ٍ كان يعمل ذلك من أجل مال يعطيه من يريد الإفساد في الأرض أو من أجل عصبية مقيتة لفكر وخلافه. إن هؤلاء للأسف يروجون للصورة النمطية السلبية لدى الغرب والشرق عن المسلمين أنهم همجيون وإرهابيون وهذا دينهم يأمرهم بذلك¡ والإسلام بريء من تبعات وأفعال أتباعه¡ فالإسلام يحمل همهم ولا يحملون هم الإسلام . حري بالمسلم أن يبتعد عن كل مافيه ضرر للناس ” المسلم أخو المسلم لا ي◌ْسلمه ولا يظلمه ولا يحقره ومن كان في حاجه أخيه كان الله في حاجته”. نسأل الله الأمن والاستقرار لليمن ولكل بلاد المسلمين إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة قدير.

فضيلة الشيخ/ صبحي زكريا زايد عضو البعثة الأزهرية باليمن