الرئيسية - رياضة - قضاة الملاعب.. هل نطلب منهم المستحيل!!
قضاة الملاعب.. هل نطلب منهم المستحيل!!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> حكام زمان كانت شهرتهم تفوق اللاعبين.. واليوم لم يسجلوا أي حضور > اتحاد الكرة يتحمل المسؤولية.. واللعبة لن تتطور بدون تطور التحكيم!

قضاة الملاعب.. حكام كرة القدم.. أصبح وضعهم اليوم لايسر عدوا◌ٍ ولا صديقا◌ٍ.. فحكام كرة القدم شريك أساسي ومهم جدا◌ٍ في تطوير اللعبة في أي بلد.. ولا يمكن أن تتطور اللعبة الشعبية الأولى بالعالم إذا لم يكن جانب التحكيم هو الآخر متطورا◌ٍ.. أي أن تطور مستوى اللعبة مرتبط بمستوى التحكيم والعكس أيضا◌ٍ.

وعندنا في اليمن.. مستوى التحكيم الكروي في تراجع مستمر ومن سيئ إلى أسوأ.. والشواهد كثيرة.. ففي الماضي عندما تشاهد مستوى التحكيم والحكام.. كنت ترى أمامك حكاما◌ٍ بمستوى عال◌ُ.. وأسماء كثيرة تقف أمامها تمتلك شهرة واسعة ويحملون الشارة الدولية ولهم صولات وجولات على المستويات المحلية والعربية والآسيوية أمثال المقبلي والمرحوم عبدالواحد الخميسي وسنهوب وعبدالله بهيان وصالح جوبان وبن عمر وعبدالله سالم وخلف اللبني وعبدالله الرحومي وأسماء كثيرة لا تسعفني الذاكرة لذكر أسمائهم كان وجودهم داخل الملعب يجعل الكل يتمتع بأدائهم الرائع يشعر الجميع بالثقة والهيبة التي يقف الجميع أمامهم باحترام وتقدير واللاعبون أنفسهم يعملون للحكام هؤلاء ألف حساب.. كانوا كبارا◌ٍ بأدائهم ونجوميتهم لا تقل وربما تزيد عن نجومية اللاعبين.. وحتى خارجيا◌ٍ فكان لحكامنا لهم تواجد واسع وتجدهم يشاركون في فعاليات عربية وآسيوية عديدة. اليوم تراجع مستوى التحكيم في بلادنا إلى أدنى درجاته وأصبح لدينا حكمان اثنان يابرزان على الساحة اليمنية هما الكابتن أحمد قائد.. والكابتن مختار صالح.. يتواجدان في بعض الفعاليات الآسيوية أو العربية وحتى على المستوى المحلي فلدينا حكام يديرون المسابقات الداخلية لم نعرفهم ولم يكن لهم حضور وشهرة مثل الحكام في السابق. لماذا!¿ لأنه لم يعد هناك اهتمام ورعاية للحكام والعمل على تطويرهم والأخذ بأيديهم وتأهيلهم بالشكل المطلوب من قبل اتحاد اللعبة بالمقام الأول.. وأيضا◌ٍ لم يعد لدى الحكام أنفسهم الطموح في تطوير أنفسهم من حيث الحفاظ على اللياقة البدنية ومتابعة كل جديد في قانون اللعبة.. لأنهم أصيبوا بإحباط من سوء التعامل الذي يلاقونه من قبل الاتحاد ولجنة الحكام العليا المتمثل في عدم الاهتمام والرعاية والدعم وهذا خلق لديهم الإحباط وقتل فيهم الطموح. إذا كان الحكام لم يتسلموا مستحقاتهم للموسم الماضي حتى الآن والدوري القادم سينطلق في 20 ديسمبر وهم ينتظرون صرف مستحقات الموسم الماضي هل هذا قتل لطموحهم ويخلق لديهم الإحباط¿ إذا كان الحكام طوال الموسم يتحملون الأعباء والضغوط ويستدينون تكاليف انتقالهم بين المحافظات لإدارة المباريات¡ بالإضافة إلى السكن والتغذية.. رغم أن المبلغ الذي يتقاضوا يتراوح ما بين السبعة إلى عشرة آلاف ريال لكل طاقم تحكيمي بحسب رئيس لجنة الحكام العليا الكابتن جمال الخوربي ومع هذا فلم تصرف لهم في الوقت المناسب وكما قلنا أن جزءا◌ٍ من مستحقاتهم الموسم الماضي لم تصرف حتى الآن.. وهددوا أنهم لن يشاركوا بمباريات الدوري للموسم القادم إذا لم تصرف مستحقات الموسم الماضي. > كيف نريد من الحكام أن يتألقوا ويبدعوا ويعملوا على تطوير أنفسهم وهم لا يلاقون أبسط المستحقات الأساسية ناهيك عن دورات التأهيل الداخلي والخارجي¿ > كيف نريد من حكامنا أن تكون أذهانهم صافية ويركزوا على المباريات وكل ما يدور داخل الملعب.. وعقولهم وقلوبهم مثخنة بالهموم والتفكير كيف يتدبرون تكلفة بدل السفر للمباراة القادمة التي ستقام في محافظة أخرى.. ومن أين سيستدينونها¿! هذا الضغط والهم الذي يعاني منه قضاة ملاعبنا لا يجعلهم مهيئين لإدارة مباريات خالية من الأخطاء. ما نعرفه أن الإنسان يستدين من أجل أمور تتعلق بمستقبله وبأسرته.. وما لا نعرفه وما لم يحدث في كل بلدان العالم أن يستدين الحكم من أجل السفر لمحافظة ليدير مباراة كرة القدم. الحكم يجب أن يجد وسائل الراحة والترفيه والاهتمام والرعاية وتحسين حالته المادية ويتفرغ كليا◌ٍ للتحكيم من أجل أن يكون مبدعا◌ٍ ومتألقا◌ٍ وناجحا◌ٍ في إدارة المباريات لأن المباريات تتطلب اللياقة وصفاء الذهن والقرار الصائب في أجزاء من الثانية¡ فهل حكامنا تجاه كل ما يحيط بهم من إحباط وعدم اهتمام يستطيعون أن يتفوقوا ويحققوا النجاح ويديروا مباريات خالية من الإخفاقات¿! لا اعتقد وإلا ما رأي اتحاد الكرة واللجنة العليا للحكام¿!