فتاوى
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إعداد | عبداللطيف الصعر

“حرمة التوسل بالقبور” * السائل (س.ل) من محافظة عمران –مديرية السودة- يسأل عدة أسئلة يوجد قبر ولي كما يقال يأتي إليه العامة من الرجال والنساء للزيارة والتبرك والتوسل بصاحب القبر ويحثون التراب على أجسادهم وتحدث حول هذا القبر عجائب ومنكرات نستحي عن ذكرها .. فما حكم الشريعة في ذلك¿ – الجواب: اعلم بأن كل ما جاء في هذا الاستفتاء حرام فقصد القبور وشد الرحال إليها محرم شرعا◌ٍ بنص حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام¡ ومسجدي هذا¡ والمسجد الأقصى) واختلاط الرجال بالنساء حرام لأنه من وسائل الجريمة¡ وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى النساء عن الاختلاط في صلاة الجماعة وأمرهن أن يتأخرن عن الرجال وهن في حالة الصلاة¡ فبالأولى والأحرى تحريم اختلاط النساء بالرجال على القبور¡ وهكذا الاستغاثة قال تعالى: (إن الذين تدعون من دون الله عبادا◌ٍ أمثالكم. فادعوهم فليستجبوا لكم إن كنتم صادقين) (الأعراف:10). – ونقول لهم: اعملوا لأنفسكم لأن الميت لا يقدر على نفع نفسه¡ فكيف ينفعكم وقد انقطع عمله¡ وإذا كان الميت لايستطيع نفعكم فبالأولى والأحرى التراب الموجود على قبره لا ينفع أحدا◌ٍ¡ وكذلك وطء القبور حرام.

“الجن لا تعلم الغيب” * هل حديث (الإيمان لا يزيد ولا ينقص) صحيح أم ضعيف¡ وما حكم الشرع فيمن يؤخر النذر عن موعده المعين¡ وهل صحيح مايدعيه البعض أنهم يرون الجن ويتكلمون معهم وأن الجن يعلمون الغيب¿ – الجواب: حديث (الإيمان لا يزيد ولا ينقص) أخرجه (ابن عدي) من حديث عبدالله بن عمر –رضي الله عنه- ولكنه غير صحيح عند الحفاظ وقد سئل عنه البخاري في ورقة أرسلها إليه (ابن كرار) فأجاب البخاري في ظاهر الورق بقوله: من حدث بهذا استوجب الأدب الكبير والحبس الطويل¡ كما جاء في كتاب الأباطيل ونقله عن البخاري (الذهبي) و(ابن حجر) وغيرهما¡ وقد عده من الموضوعات الكثير ممن ألف في الموضوعات المرتبة على الأبواب كابن الجوزي في موضوعاته الكبرى والسيوطي في اللآلئ المصنوعة وابن عراق في تنزيه الشريعة وغيرهم¡ والسبب الذي جعل الحفاظ يجعلون هذا الحديث من الموضوعات هو أن في سنده أحمد بن عبدالله ويقال له أيضا◌ٍ (الجوباري) وهو من الكذابين الوضاعين كما نص على ذلك من تقدم ذكرهم كالجرجاني وابن الجوزي والسيوطي وبن همات الدمشقي وغيرهم من المحدثين¡ كما نص على كونه كذابا◌ٍ وصناعا◌ٍ دجالا◌ٍ كثيرا◌ٍ من الحفاظ الذين ألفوا في تراجم الوضاعين من المحدثين المتقدمين كالنسائي وابن عدي وابن حبان وغيرهم. – والجواب على السؤال الثاني هو الإسراع في إخراج النذر مهما كانت فيه قربة لأن المسارعة إلى فعل الخير كما دلت عليه الأدلة الشرعية من الكتاب العزيز والسنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم. – والجواب على السؤال الثالث: أن من ادعى أنه يرى الجن وأنه يتكلم مع الجن وأنهم يعلمون الغيب فلا تصدقوهم فهي دعوى مجردة عن البراهين¡ والدعاوى إن لم تقام عليها بينات¡ أبناؤها أدعياء. إن الأدلة قد دلت على أصل هذه الدعاوى وهي الأدلة على أن الجن لا يعلمون الغيب وأن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى¡ قال عز وجل: (عالم الغيب فلا ي◌ْظهر على غيبه أحدا◌ٍ) (الجن:26). وقال تعالى عن عدم معرفة الجن للغيب: (فلما قضينا عليه الموت مادلøهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خرø تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين) (سورة سبأ: 14).