الرئيسية - الدين والحياة - تربية الشباب في‮ ‬ضوء الوسطية والاعتدال وعدم الغلو
تربية الشباب في‮ ‬ضوء الوسطية والاعتدال وعدم الغلو
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الشيخ/ محمود عبدالرازق

أيها المسلم الكريم اعلم أن المنهاج في‮ ‬إعداد الشخصية‮ ‬يقوم على أربع دعائم أساسية وهي‮ “‬التميز في‮ ‬العقيدة‮ ‬التميز في‮ ‬العبادة‮ ‬التميز في‮ ‬الأخلاق‮ ‬التميز في‮ ‬المظهر‮ ‬وعليك أخي‮ ‬المسلم أن تعلم أن التميز في‮ ‬العقيدة هو من أظهر ما‮ ‬يجب أن‮ ‬يتحقق به المسلم لأن الإنسان إما مسلم صادق وإما مسلم مزيف‮ ‬وعليك أخي‮ ‬المسلم أن تعرف وأن تعلم أن المسلم الصادق لا‮ ‬يسمح لنفسه بحال أن‮ ‬يستقي‮ ‬عقيدته من‮ ‬غير عقيدة الإسلام وأن‮ ‬ينهل مبادئه من‮ ‬غير مبادئ الإيمان‮ ‬إن المؤمن الصادق لا‮ ‬يتخذ له في‮ ‬العقيدة والفكر والأمور الدنيوية إمامة‮ ‬غير إمامة القرآن الكريم ولا هديا‮ ‬غير هدى النبي‮ ‬محمد‮ “‬صلى الله عليه وسلم‮”‬‮ ‬والموقف القرآني‮ ‬في‮ ‬ذلك حاسم وفاصل‮ “‬فلا وربك لا‮ ‬يؤمنون حتى‮ ‬يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا‮ ‬يجدوا في‮ ‬أنفسهم حرجاٍ‮ ‬مما قضيت ويسلموا تسليماٍ‮” ‬سورة النساء أية‮ ‬65‮ ‬مما‮ ‬يؤكد هذا التميز أن النبي‮ “‬صلى الله عليه وسلم‮” ‬ربط أصحابه بالإسلام عقيدة وفكراٍ‮ ‬ومنهاجاٍ‮ ‬وذلك في‮ ‬مواقفه المتكررة مع أصحابه رضوان الله عليهم‮ .. ‬ولقد روي‮ ‬عن سيدنا جابر‮ -‬رضى الله عنه‮- ‬أن عمر بن الخطاب‮ -‬رضى الله عنه‮- ‬أتى النبي‮ “‬صلى الله عليه وسلم‮” ‬بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأة على النبي‮ “‬صلى الله عليه وسلم‮” ‬قال فغضب وقال‮ “‬أتتهوكون‮” ‬فيها‮ ‬ياابن الخطاب والذي‮ ‬نفسي‮ ‬بيده لو أن موسى كان حياٍ‮ ‬ما وسعه إلا أن‮ ‬يتبعني‮” ‬وهذا الموقف من الرسول صلى الله عليه وسلم‮ ‬يؤكد على أن العقيدة الإسلامية هي‮ ‬العقيدة الوحيدة المتميزة التي‮ ‬يجب أن‮ ‬يرجع المسلمون إليها ويستقوا منها ويعتمدوا عليها لما تحمله هذه العقيدة من مسلمات الفطرة ومقومات الخلود ومبادئ الشمول وصدق العلي‮ ‬القدير‮: “‬إن الدين عند الله الإسلام‮” (‬آل عمران‮: ‬19‮)‬‮ ‬وصدق الله العظيم‮: “‬ومن‮ ‬يبتغ‮ ‬غير الإسلام ديناٍ‮ ‬فلن‮ ‬يقبل منه وهو في‮ ‬الأخرة من الخاسرين‮” (‬آل عمران‮ ‬85‮).‬ أما التميز في‮ ‬العبادة‮ -‬أيها المسلم الكريم-فملحوظ من جانبين‮:‬ ‮١- ‬التميز في‮ ‬الشكل‮.‬ ‮٢- ‬التيمز في‮ ‬التطبيق‮.‬ أما التميز في‮ ‬الشكل فإن عبادة المسلم متميزة في‮ ‬شكلها وصورتها عن أي‮ ‬عبادة‮ ‬يتعبدها أهل الملل الأخرى لتبقى العبادة دائماٍ‮ ‬هي‮ ‬المتميزة وهي‮ ‬الرائدة‮ ‬ومما‮ ‬يؤكد هذا التميز أن الله سبحانه لما فرض على الأمة الإسلامية الصلوات الخمس أمر نبيه‮ “‬صلى الله عليه وسلم‮” ‬أن‮ ‬يتجه في‮ ‬أداء الصلاة جهة بيت المقدس ولكن اليهود لعنهم الله كانوا‮ ‬يشيعون ويقولون‮ ‬يخالفنا محمد في‮ ‬ديننا ويتبع قبلتنا ولولا ديننا لم‮ ‬يدر أين‮ ‬يتوجه في‮ ‬صلاته‮ ‬فكره النبى‮ “‬صلى الله عليه وسلم‮” ‬البقاء على قبلتهم لما‮ ‬يطلقونه من إشاعات وأحب‮ “‬صلى الله عليه وسلم‮” ‬أن تتحول القبلة إلى الكعبة لأنها قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام والنبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم قد أرسل لإحياء ملته وتجديد دعوته وبالتالي‮ ‬حتى تكون أمته صلى الله عليه وسلم رائدة الأمم في‮ ‬كل شيء حتى في‮ ‬أشكال العبادة‮. ‬ويروي‮ ‬أن النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام‮ “‬وددت لو أن الله صرفني‮ ‬عن قبلة اليهود إلى‮ ‬غيرها وجعل صلى الله عليه وسلم‮ ‬يديم النظر إلى السماء رجاءٍ‮ ‬أن‮ ‬ياتيه الوحي‮ ‬بتحويل القبلة إلى الكعبة فحقق الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم رجاءه وأمنيته وسرعان ما نزل الوحي‮ ‬بالأمر في‮ ‬تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام والله سبحانه وتعالى‮ ‬يقول‮: (‬قد نرى تقلب وجهك في‮ ‬السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين اوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما‮ ‬يعملون‮) ‬سورة البقرة‮: ‬144‮ .‬ أما‮- ‬أخي‮ ‬المسلم الكريم‮- ‬التميز في‮ ‬التطبيق فيظهر من حرص المسلم على القيام بواجب العبادات ولاشك أن العبادات بأسرها إذا التزمها المسلم في‮ ‬حينها واداها في‮ ‬وقتها تميز عن‮ ‬غيره من الناس أنه مسلم وأنه المؤمن الراسخ الذي‮ ‬لا‮ ‬يخاف في‮ ‬الله لومة لائم‮ ‬والله تعالى‮ ‬يقول‮ (‬ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاٍ‮ ‬وقال إنني‮ ‬من المسلمين‮) ‬فصلت‮ ‬33‮ ‬فما أجدر شبابنا أن‮ ‬يعرفوا هذه الحقيقة في‮ ‬الدعوة إلى الله وأن‮ ‬يتميزوا عن‮ ‬غيرهم في‮ ‬أداء العبادة‮.‬ هذا وبالله التوفيق

●عضو بعثة الأزهر الشريف باليمن