شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين
استطلاع/ أمين العبيدي –
صلاة الجمعة وخطبتاها هي من أعظم الشعائر الإسلامية حيث يجتمع فيها المسلمون في كل أسبوع خلف إمام واحد وقبلة واحدة في صفوف يتساوى فيها الفقير والغني مجسدين أجمل معاني الوحدة والأخوة والتلاحم.. لكن الحاصل وما نراه على أرض الواقع في بلادنا أن أغلب من يحضر يشتكي والبعض يتساءل والبعض يعلو صوته بالصراخ والاحتجاج وأصبح المصلون بين مؤيد ومعارض لما استمعوا إليه من الخطيب فماذا يريد الناس من خطيب الجمعة وما هي الأمور التي يجب أن يناقشها وبماذا يمكن أن يتكلم ليرضي ربه ومجتمعه.. هذه التساؤلات طرحناها على عدد من الشباب والشخصيات فكانت الحصيلة كالتالي:
الدكتور جميل الزبير (طبيب( أشار بالقول: نريد من خطيب الجمعة أن يكون منارة للحب والتوسط والحرص على حفظ المودة بين الناس بعيداٍ عن الأفكار السياسية التي تفرق أكثر مما تجمع ويكفينا ماهو موجود من خلافات ومناكفات حزبية وسياسية خارج المسجد أما المسجد فنريد أن ندخله لنصفي قلوبنا ونجدد علاقتنا مع الله ونعرف أمور ديننا لا أن نزيد الطين بلة. وأضاف: نريد من الخطباء إنكار الفساد الموجود بجميع صوره والمطالبة بإصلاح ما أمكن وبيان حق الرعية على الراعي وبيان أن علاج الفساد يكون بالخير والرشاد لا بما هو أفسد منه وقتúل امرئ مسلم أعظم عند الله من كثير من المنكرات الدنيوية التي يْراد تغييرها والتأكيد على أن الحوار الجاد هو خير سبيل لحفظ الدماء وليعلم الجميع أن الفتن مهما أِنúشبتú أظفارها وفاحِ نتنْهاº فلابد من الرجوع إلى العقل. ويضيف الزبير: ما أجمل أن يلفúت الخطباء أنظار الناس إلى أن المستفيد من القتل والتخريب هم أعداء الإسلام ومن يتربصون بنا الدوائر وأن مصالح الأمة ومقدراتها ومنشآت البلاد ملúكَ للشعب وحده واليمن هو الذي سيدفع الثمن غاليٍا من جرِاء الحرق والتخريب والتدمير فلا نكون ممن يخربون بيوتهم بأيديهم والتحذير من الانزلاق في منزلق الحرب الأهلية التي يستمر شرها إلى عدة أجيال بدعوى الثأر القبلي أو المناطقي أو المذهبي أو غيره. احترام العقول وفي الصعيد نفسه قال المهندس علي راجح (مهندس الكترونيات): إن أبرز سلبيات الكثير من الخطباء اليوم هو ضعف الإلقاء وروتينية الطرح وقلة العلم وعدم التحضير المسبق فنتمنى من الخطباء أن يحترموا عقول الناس وعليهم أن يعلموا أن صلاة الجمعة يجتمع فيها الأستاذ والدكتور والمهندس والآباء والأطفال وكل شرائح المجتمع ويستمعوا بإنصات بمعنى أن يسلموا عقولهم وأبصارهم وأسماعهم لما سيقوله الخطيب وهم يتوقون لمعلومة جديدة.. وفي الأخير يقول راجح: نقول للخطباء والوعاظ والمرشدين.. يكفينا بكاء على الماضي نريد أن نهتم بجيل اليوم. والحث على تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والشخصية والحزبية والحذر من التقليد الأعمى والولاء الحزبي الضيق والحرص على استعمال العقل السليم والفطرة الصحيحة في كل ما يتلقاه المجتمع من أوامر فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وإنما الطاعة في المعروف وإذا لم يِقْم الناس بهذا الأمر لسبب من الأسبابº فلا أقلِ من أن كل منطقة يتفق أهلها على تجنيب بلادهم القتال والفتن والاتفاق على حماية المصالح العامة فيها وحقوق الناس وأموالهم وأعراضهم والتصدي لأي مْخرب فيها أومن يحاول إثارة الفتنة بين أهلها حتى تنكشف الغمة وبذلك نكون قد ساعدنا في حل الأزمة. وعلى الخطباء نصيحة الناس بكثرة الدعاء والابتهال إلى الله تعالى في أوقات استجابة الدعاء بكشúف الغمة وجمúع الكلمة والعفو والعافية والنجاة من الفتن وعدم المؤاخذة العامة بما فعل السفهاء منا. البعد عن الحزبية أما الشيخ أحمد الصالحي (عاقل حارة) فيقول: نريد من الخطباء أن يلامسوا معاناة وهموم الناس وواقعهم الذي يعيشون فيه بعيداٍ عن الحزبية فنحن في هذه الأيام خصوصاٍ نحتاج إلى ما يجمع الصف ويكون مفتاحاٍ للخير ومغلاقاٍ للشر وعلى من يعتلون المنابر أن لا يميلوا إلى جهة دون أخرى وأن يْرضوا جميع الأطراف بقدر ما يستطيعون. أما عبدالرحمن الموشكي (محاسب قانوني) فيقول: نتمنى من جميع الخطباء أن يناقشوا ويحاضروا في أمور الدين وقبل أن نفهم الصراعات الحزبية والمذهبية نريد أن نفهم أمور ديننا ونعرف ما أمرنا الله به فنؤتمر به وما نهانا عنه فنجتنبه وأن يذكروا الناس بتاريخ أمتهم المشرق وأن صلاح الأمة منوط بطاعة الله وذكúره لا بمعصيته والغفلة عن دينه. هيشات الأسواق أما الأستاذ صادق الشهاري (مصمم جرافكس) فقد أشار بالقول: إن هذه المرحلة التي تمر بها اليمن تتطلب من الخطباء والدعاة أن يتكلموا بما يهدئ ثائرة الناس وبما يصون بيوت الله عن هيشات الأسواق التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف (إياكم وهيشات الأسواق في المساجد) ويحفظ قلوب المسلمين ومودتهم لبعضهم ما أمكن ولذلك أنصح بالحذر من حدة اللهجة في الخطاب فإن هذا كمن يصب الزيت على النار والرفق ما خالط شيئٍا إلا زانه وما فارق شيئٍا إلا شانه والحكمة في الدعوة مطلوبة دائمٍا وفي هذه الأيام الحاجة إليها أشد وليس المقام مقام نِكúأ الجراح أو ذكúر عيوب المخالفين فإن النفوس لا تحتمل ذلك الآن إنما المقام مقام تهدئة الفوران في نفوس الناس والنزاعات بينهم في المساجد والمجالس وغير ذلك ولذا فلúيحذر من يْؤجج الخلاف من مآل صنيعه. وكذلك أنصح الناس بحفظ ألسنتهم عن الثرثرة والاشتغال بنقل الحديث هنا وهناك وترويج الإشاعات والفتن سواء عبر وسائل الإعلام أو على مستوى المنابر والمحاضراتº فإن هذا مذموم دائمٍا لاسيما في أوقات الشدائد وفيه تشبْه بالمنافقين في الأزمات لإيقاع الفتنة وإشعال نارها بين المسلمين ورْبِ كلمة يقولها المرء لا يْلقي لها بالاٍ من سخط الله تهوي به في نار جهنم سبعين خريفٍا. ويضيف الشهاري: نريد تحذير بعض الخطباء من الجرأة على دماء المسلمين سواء يذكروا المدنيين أو غيرهم من الأبرياء في الجيش والأمن وعليهم أن يذكروا الناس بالأدلة على حرمة دم المسلم وأن يتوسعوا في ذلك ويوجهوا نصيحة صريحة لكل طرف بما يلزمه شرعٍا تجاه الطرف الآخر في هذا وأن ما هم فيه لا يبيح دماء بعضهم بعض فإن الإسلام لا يْحل دم المسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفúس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة.
الاقتداء بخطبة المصطفى أما العقيد محمد شرف القارة فيقول: الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت خطبته قصيرة وروي عن بعض الصحابة أنهم كانوا يعدون كلماته عدداٍ في خطبته الشريفة فنتمنى من الخطباء أن تكون الخطبة قصيرة ما بين 10 إلى 15 دقيقة والاعتماد على الكتاب والسنة وأقوال السلف رحمهم الله تعالى, لا أقول السياسيين والحقوقيين وغيرهم من الناشطين والتحضير والاستعداد الجيد للخطبة وتجنب الأحاديث الموضوعة والمكذوبة والضعيفة, وعدم تكرار الخطب فإن ذلك يؤذي الحاضرين… ونصيحتي لمن يعتلي المنبر أن يستفيدوا من الخطب القديمة الخاصة بالمشايخ والعلماء وطلبة العلم الكبار مع الابتعاد عن التقليد الأعمى. وأن يكون هناك اهتمام بالمناسبات كرمضان والحج مثلاٍ واستغلال الفرص vw لإرشاد الناس كصلاة الجنازة بعد خطبة الجمعة فيحاول الخطيب أن يركز على التوبة والاستعداد للرحيل والموت. نريد ربط الخطبة في واقعنا المعاصر وحبذا أن تكون الخطبة ارتجالية مدروسة فذلك أفضل من الخطبة الورقية لكونها تؤثر في الناس أكثر وكذلك مخاطبة الناس بما يعرفون فالناس أعداء ما جهلوه. وما أجمل أن تكون الخطبة نابعة من القلب لتصل إلى القلب وعلى الخطيب الفاهم أن يتجنب الدخول في المسائل الخلافية التي لها حظ من النظر والمهم أن تكون أقوال الخطيب مطابقة لأفعاله فالناس في هذا الزمن بحاجة ماسة للقدوة الحسنة.