أقيمت قرعة المونديال الكروي المرتقب هناك في ارض السامبا التي ستستقبل ضيوفها الرياضيين من كل أنحاء المعمورة في يونيو من العام القادم بالاحضان .. وأول ما ستقدمه لهم فور وصولهم أليها القهوة البرازيلية الفاخرة المصنوعة من بن فاخر عال الجودة شهير وصل صيته إلى كل الآفاق والأمكنة والعوالم بمذاقه الرائع ونكهته العالية التي لا تضاهيها سوى نكهة البن اليمني الأصيل أصالة التاريخ. وما أسفرت عنه قرعة المونديال البهيجة التي ازدانت بحضور نجوم كرة قدم كبار تحبهم جماهير الساحرة المستديرة لم يكن على البال والخاطر .. لتشهد بذلك ملامح مثيرة لحدث كروي يتشكل على إيقاع طبول رقصات السامبا الصاخبة ويطبخ على نار هادئة. وليس من قبيل الصدف أو من عمل مشعوذ خبيث أو كاهن ماكر أن تأتي حظوظ أصحاب الأرض والجمهور المنتخب الساحر البرازيلي بكل هذه الأريحية التي جعلته يتربع في مجموعه شبيهه بمن أطلق عليهم في الشقيقة مصر المحروسة خلال الربيع العربي المشتعل بحزب الكتبة باعتبارهم لا يشكلون أي رقم في الأحداث إيجابا أو سلبا .. وبالتالي فهم لا يشكلون أي خطر يذكر. وبالقدر الذي لا نقصد به التقليل من شأن منتخبات المكسيك والكاميرون وكرواتيا انطلاقا من قناعتنا الكاملة بان لا كبير في كرة القدم ألا أن منطق ومعطى الساحرة المستديرة في الوقت الراهن يشير وإن لم يكن يؤكد بأن منتخب السامبا لن يكون سوى مارد أصفر سيتجاوز كل العوائق والجدران بلا موانع وعلى الطريقة اللبنانية “بلا جوانح” .. وبيني وبينكم ياحضرات القراء الأعزاء المونديال بأذن الله. وكيف لا يكون الأمر كذلك بالنسبة للبرازيليين وكتيبتهم الكروية الساحرة والجسورة حسمت في شهر يونيو من هذا العام بطولة كأس القارات بالتتويج بلا خسارة وبالعلامة الكاملة وهو الشهر نفسه الذي ستقام فيه منافسات المونديال العام القادم وفي نفس تلك الملاعب البرازيلية التي شهدت تتويج منتخب السامبا بكأس القارات الغالي على حساب منتخبات كبيرة وعريقة وصاحبة ألقاب مونديالية عزت سقوطها أمام فتيان السامبا بقيادة المدربين الكبيرين العالميين سكولاري وباريرا إلى الطقس الحار الذي شهدته بطولة القارات وهو نفس الطقس الذي سيسود المونديال المقبل. وقد لايكون الطقس هوا العامل الذي يمكن المراهنة المنطقية عليه في ملاعب بحجم المونديال .. غير أن المنتخب البرازيلي هو نفسه منتخب السيلاساو الذي فاز بكأس بطولة غير عادية كبطولة القارات التي تشير وثائق تاريخها بان الفائز بلقبها وكأسها هو نفسه الفائز المحظوظ بلقب المونديال .. وفي أغلب الأحوال يكون التاريخ على حق.