الرئيسية - عربي ودولي - ظاهرة تفتيت الدول
ظاهرة تفتيت الدول
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

طغت على السطح ظواهر ما يسمى تفتيت الدول إما عبر الحروب أو إثارة النزاعات والقلاقل كي تنسلخ هذه الدول الى دويلات وكانتونات مجزأة . غالبا مايقف وراءها من خلف الكواليس عراب استعماري قديم لبس ثوب التنديس الجديد والذي لم يجد له رواجا الا في بيئة خصبة بدول المنطقة الحبلى بالازمات والصراعات كي تفرخ نوعا◌ٍ من ظواهر الانسلاخ عن الوطن الأم . ولا يحدث ذلك الا في المنطقة العربية تغذيها للاسف بعض دول البترودولار .. ومايحدث في سوريا جزء من ذلك المخطط لسلخ الدولة السورية ومن خلال حرب كونية .. فيما الاخرى تكون بأدوات داخليه ملثما حدث في السودان .. والامثلة كثيرة وذلك بالرغم من أن المجتمع الدولي لا يزال يصر على أن الدولة هي النواة الأساسية المكونة للنظام العالمي , وأن المحافظة عليها وعلى سيادتها ووحدتها هو من أهم شروط الاستقرار في العلاقات الدولية , إلا ان ذلك الأمر وكما يبدو لم يعد قابلا للاستمرار خلال العقود الراهنة والقادمة , بحيث يمكن القول أن السنوات القليلة المقبلة سوف تشهد صراعا◌ٍ قاسيا ومريرا بين المبادئ المتعلقة بسيادة الدول وسلامتها الإقليمية واحترام شؤونها الداخلية , وهي مبادئ ميثاق الأمم المتحدة , وبين تلك التيارات الداخلية المنادية بالانفصال والتفكك بهدف الحصول على الحكم الذاتي عن الدولة المركزية. وكما يبدو فإن التحولات الجديدة في بنية النظام الجيوسياسي العالمي القادم قد بدأت بالتشكل والبروز بشكل مبكر , وخصوصا ظاهرة تقسيم الدول القائمة وتفتيتها الى كيانات جديدة , والتي ستشكل لاحقا مع تلك الكيانات الدولية التي تطالب بالانفصال والاستقلال عن المركز السياسي الذي تتبعه بحسب الجغرافيا السياسية الراهنة , والتي سيتم الاعتراف بها لاحقا بشكل أو بآخر , قائمة الدول التي سترسم معالم الخارطة الجديدة للجغرافيا السياسية في القرن الحادي والعشرين .

وقد بات من المحتمل وبحسب العديد من الدراسات السياسية والجغرافية وبعض النظريات والتحليلات والتوقعات الصادرة عن العديد من مراكز الأبحاث المرموقة والشخصيات العلمية ذات الاختصاص , أن في العالم اليوم ما يقارب من الـ 20 دولة اغلبها دول آسيوية منها على سبيل المثال عشر دول عربية مهددة بالتقسيم والتفتيت الى دويلات وكيانات اصغر , هذا بخلاف العديد من الدول في مختلف قارات العالم , ومن ضمنها القارة الآسيوية المهددة أكثر من غيرها بهذا الأمر , كون النظام الدولي القادم سترتسم معالمه من هذه القارة المحورية تحديدا . وكما أن تلك التحولات المحتملة في النظام الجغرافي الدولي الراهن , تسير في طريق تفتيت الجغرافيا القائمة ونهاية التاريخ السياسي القديم , فإنها ومن جهة أخرى تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك فإن هناك دولا◌ٍ وكيانات صغيرة قائمة , ستتوحد وتندمج مع كيانات دولية أخرى , مكونة بذلك دولا◌ٍ جديدة وأنظمة سيادية وسياسية مستحدثة , سترسم لاحقا مع تلك الدول المستقلة أو المنفصلة , خارطة العالم الجديد , والنظام الجيوسياسي القادم خلال العقود الــ 9 المتبقية من القرن الحادي والعشرين . [email protected]