سجلت منظمات دولية 232 مليون شخص من المهاجرين غير الشرعيين الباحثين عن وطن مؤقت يلوذون ويحتمون في ظلاله. واحتفل العالم أمس باليوم الدولى للمهاجرين 2013م تحت شعار “أنا مهاجر”. واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ديسمبر عام 2000م يوم 18 ديسمبر يوما دوليا للمهاجرين بعد الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة والمتزايدة للمهاجرين فى العالم. كما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نفس اليوم الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم. وياتي هذا العام على المهاجرين كواحد من اكثر الأعوام سوادا, حيث سقط المئات من الضحايا وتقطعت بهم السبل قبل الوصول للهدف. وبينت احدث الأرقام الصادرة عن إدارة الأمم المتحدة للشئون الاقتصادية والاجتماعية لعام 2013م ارتفاع عدد المهاجرين إلى 232 مليون شخص أو ما يعادل 3.2 % من سكان العالم يعيشون خارج أوطانهم فى أنحاء العالم. وسجلت الاحصائيات الاممية 175 مليونا فى عام 2000م مقارنة بـ 154 مليونا فى عام 1990 م. وحسب الأمم المتحدة فان أكثر من سبعة الاف مهاجر ربما لقوا حتفهم غرقا او خلال عبور الصحراء أثناء محاولتهم الوصول الى ملاذات آمنة هذا العام وهو رقم قياسي بالنسبة لعدد القتلى. وذكرت , انه “في أول تقييم عالمي استند الى بيانات وكالات الحدود وجماعات ناشطة مات ما لا يقل عن 2360 مهاجرا خلال العام الجاري. واضافت ان كثيرين منهم دفعوا أموالا لعصابات تهريب البشر التي أخذتهم في رحلات مهلكة. ويرى مراقبون بان هذه الأرقام قد تكون متدنية مقارنة بالاعداد التي تلقى حتفها وهي قادمة من أفريقيا الى الشرق الأوسط. واشارات الوكالة الدولية للهجرة أن ما يتراح بين 2000 و5000 أفريقي يعتقد انهم لقوا حتفهم اثناء عبور سيناء وخليج عدن للوصول الى اليمن البوابة الرئيسية لدول الخليج العربية الغنية لكن الارقام المؤكدة غير متوفرة. وقال وليام لاسي سوينج المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة “لا نعرف أبدا الرقم الاجمالي الحقيقي لان عددا كبيرا من المهاجرين يموتون دون ان يعرف عنهم شيء في الصحراء والمحيطات او حوادث أخرى.” وسجلت العديد من كوارث الهجرة لهذا العام 2013. ووفق الوكالة الدولية للهجرة- قتل أكثر من 360 معظمهم من الإريتريين عندما غرقوا لدى توجههم إلى جزيرة إيطالية في أكتوبر الماضي. ويعترض المهاجرين الشرعين الكثير من المنغصات تبدأ من كيفة الخروج من بلدانهم , وكيفة تخطي العقبات والوصول الى الوطن المؤقت , ان لم تنتهي تلك الرحلات بالموت. وتغلق العديد من البلدان المتخمة بالبثروات ابوابها في اوجه المهاجرين. واكدت الوكالة الدولية للهجرة , بان كثيرين من المهاجرين يسقطون ضحايا سياسات غلق الابواب التي تنتهجها الدول الغنية. ومثلت هذه السياسات في تشجيع التجارة الممنوعة التي تنتهجها عصابات متخصصة. ونوهت الوكالة , بان القيود المشددة التي تفرضها هذه الدول على حدودها ساهمت في وقوع المهاجرين في براثن عصابات الاتجار بالبشر التي تقدر عائداتها بنحو 35 مليار دولار في العام. وبمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين , عبر المهاجرون عن سخطهم في عدد من دول نظرا للتعامل السيئ الذي يواجههم. وذكرت وسائل اعلام , بان نحو 200 من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين تظاهر في القدس احتجاجٍا على وضعهم في مركز احتجاز في جنوب إسرائيل. وكان المهاجرون بدأوا الإثنين بمسيرة احتجاج سيرٍا على الأقدام باتجاه القدس للاحتجاج على وضعهم في مركز احتجاز جنوب إسرائيل. وحمل المتظاهرون لافتات تقول “نحن لاجئون ولسنا مجرمين” و”نحن في خطر ولسنا خطيرين” أمام مسكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وأمام البرلمان الإسرائيلي. وشارك عشرات من نشطاء المنظمات الحقوقية الاسرائيلية في التظاهرة. وفي ايطاليا .. ساد استياء من تعامل سيئ مع المهاجرين حيث عوملوا كالحيوانات. وأظهر تسجيل فيديو مهاجرين يقفون عرايا في البرد ويخضعون للرش بمطهرات للعلاج من الجرب تسبب بموجة غضب في إيطاليا. واتهم منتقدو الفيديو الاتحاد الأوروبي بالفشل في معالجة أزمة اللاجئين التي ازدادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة. وبث تلفزيون “راي 2” الحكومي التسجيل وظهر فيه صبية صغار ورجال يؤمرون بالتجرد من ملابسهم لكي يتسنى رشهم تحسبا لحملهم أي أمراض. وذكر أحد المهاجرين إنهم اصطفوا وعوملوا “كالحيوانات.” وتحدثت لورا بولدريني رئيسة مجلس النواب الإيطالي “إن تجريد الرجال والنساء من ملابسهم في العراء خلال الشتاء أمر شائن لا يليق بدولة متحضرة.”. واكدت وزارة الداخلية الإيطالية إنها تحقق في الأمر. وعلى الرغم من هذا التعامل السيئ الا ان هناك نماذج دول تتعامل مع المهاجرين بطرق انسانية . وتبرز اليمن كواحدة من الدول الفقيرة والتي يتقاسم ابناءها لقمة العيش مع المهاجرين الافارقة والذين يتدفقون الى البلاد شبه يومي . وسجلت الاحصائيات الرسمية اكثر من مليون و200 الف لاجئ مهاجر افريقي في اليمن . وتعيش اليمن اوضاعاٍ انسانية معقدة , إلا انها ملتزمة دوليا وانسانيا في استقبال المهاجرين شبه يومي.