> ورد في الأثر أن الدين والإيمان يعززان من قيمة حب الوطن وتعليان من شأنه ,وقد علمنا سيد المرسلين “صلى الله عليه وآله وسلم “هذه القيمة عندما قال وهو يغادر مكة مهاجرا “والله إنøكö لمن أحب بقاع الله إلى قلبي ولو أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت “ فالوطن مغروس في فطرة الإنسان ,يمثل حنينا◌ٍ عميقا◌ٍ في النفس يفيض شعرا◌ٍ ونثرا◌ٍ, وأصبح تمجيد الوطن نشيدا◌ٍ وطنيا◌ٍ عذبا ,وأعلى مراتب الولاء والانتماء . فالشاعر يستطيع أن يرسم مشاعر حب الوطن على شكل قصيدة والآخر يمكن أن ينثر تلك المشاعر بطريقة إبداعية ومن لم يستطع أن يعøبر عن تلك المحبة بكلمات فإنه يستطيع أن يصيغها إلى أفعال ,فالموظف عندما يقوم باكرا◌ٍ إلى عمله ويقوم بواجباته خير قيام, إنما هو يعبر عن حبه لوطنه, والمعلم الذي يغرس بذور المحبة والأمن الفكري في عقول الطلاب وينمøي فيهم حب الوطن والمواطنة إنما هو يعøبر عن حبه لوطنه . وعلى النقيض من ذلك فهناك بعض التصرفات التي تخدش حب الوطن وتتناقض مع أدعياء الانتماء للأرض والوطن وتعد خروجا على القيم العليا ,فمن يمارس الفساد ويعتدي على المال العام ولا يقوم بواجبات وظيفته ويعتدي على الناس ويشوه صورة اليمن في وسائل الإعلام المتنوعة هؤلاء قد أساءو لوطنهم ومارسوا الكذب والخديعة بل كل من يتمرد على النظم والقوانين والمبادئ التي ترسم قواعد المواطنة الصالحة فقد خرج من الانتماء لوطنه وأفسد علاقته بمجتمعه . صدقوني أن حب الوطن لا يكون فقط بالكلام والخطب ونظم الشعر ونسج المقالات بل ينبغي أن تترجم تلك المحبة إلى أفعال وسلوكيات,تنتج منظومة قيم وفلسفة حياة ومعايير للحدكم والتقويم ورابطا عاما بين الأفراد والمجتمعات. وبعد أن بلغنا ذروة المشهد في هذا الوقت من الزمن فإن حب الوطن يستدعي منøا تقديم التنازلات والتضحيات وبين أيدينا فرصة الحوار الوطني التي لا تعøوض وليس لنا أن نتردد أو نتصل من كل ما سينتج عنه من توصيات وقرارات وأرجوا أن لا نبقى مكتوفي الأيدي والأفواه ونسكت حتى عن الكلام المباح تجاه ما يتعرض له الوطن من هجمة إرهابية منظمة تستهدف أمنه واستقراره في المقام الأول, وأن نوحد صفوفنا وطاقاتنا تجاه تلك المخاطر حفظ الله وطننا من كل مكروه ..