الرئيسية - الدين والحياة - تحريم قتل الأنفس
تحريم قتل الأنفس
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إن ديننا الإسلامي ليس دين إرهاب وسفك دماء ولا دين بغي وعدوان بل هو دين العدل والسماحة والتراحم والأخوة الأخوة الإسلامية والأخوة الإنسانية كذلك قال تعالى : ” إنِمِا الúمْؤúمنْونِ إخúوِةَ ” الحجرات. وهتف نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في المسلمين قائلاٍ: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره). ثم كان في طليعة أعماله التي أرساها بعد الهجرة (المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار). ورتب بمقتضى هذه الأخوة للمسلم حقوقا على أخيه منها : رد السلام عيادة المريض اتباع الجنائز وتشميت العاطس وإجابة الدعوة. ورب العباد وضع الأخوة الإنسانية بين البشرية جميعاٍ فقال ربنا عز من قائل: ” إنِا خِلِقúنِاكْمú منú ذِكِرُ وِأْنثِى وِجِعِلúنِاكْمú شْعْوباٍ وِقِبِائلِ لتِعِارِفْوا إنِ أِكúرِمِكْمú عنúدِ اللِه أِتúقِاكْمú “سورة الحجرات والإسلام أكد على تحريم سفك الدماء كيف وقد جاء في محكم التنزيل “لا إكúرِاهِ في الدين “البقرة. والإسلام قرر أن المؤمن لا يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما. والمراد بسفك الدماء هو القتل وفي الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أول ما يقضي بين الناس في الدماء) أي الدماء التي وقعت بينهم في الدنيا. وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه : قال : إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا نشرك بالله شيئاٍ ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : أكبر الكبائر : الإشراك وقول الزور وشهادة الزور. قتل النفس الواحدة كقتل الناس جميعاٍ بين مولانا في القرآن الكريم أحداث أول جريمة قتل وقعت على الأرض ورتب عليها جزاءها قال تعالى : “واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناٍ فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين” المائدة. واختلف المفسرون في قوله تعالى (فكأنما قتل الناس جميعاٍ). الرأي الأول : أن من قتل نبيا أو إماما عادلاٍ فكأنما قتل الناس جميعا. الرأي الثاني : يروي عن ابن عباس من قتل نفسا واحدة وانتهك حرمتها فهو مثل قتل الناس جميعا. ورجح ابن كثير قول سعيد بن جبير (من استحل دم مسلم فكأنما استحل دماء المسلمين والناس جمعياٍ ومن حرم دم مسلم فكأنما حرم دماء الناس جميعاٍ. والغرض من هذه الآية تسلية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين عزم معسكر الكفر على الفتك به. قتل الجماعة بالواحد من حرمة الدماء المصونة وحرمتها عند خالقها جاءت في الإسلام نصوص بأن تقتل الجماعة بالفرد الواحد منها: أن غلاما قتل غيلة فقال عمر رضي الله عنه لو اشترك فيها (أي في جريمة القتل) أهل صنعاء لقتلتهم. وما روى عن جرير بن حازم أن المغيرة بن حكيم الصناعي حدثه عن أبيه أن امرأة غاب عنها زوجها وترك في حجرها ابنا له من زوجة أخرى يقال له أصيل فاتخذت المرأة بعد زوجها خليلاٍ فقالت له إن هذا الغلام يفضحنا فاقتله فأبى فامتنعت منه فطاوعها فاجتمع على قتل الغلام الرجل ورجل آخر والمرأة وخادمتها فقتلوه ثم قطعوه ووضعوه في بئر لم تطو ليس فيه ماء ثم اعترفوا بجريمتهم فكتب أمير صنعاء , إلى عمر رضي الله عنه – فكتب إليه عمر – اقتلهم جميعاٍ وقال لو أن أهل صنعاء اشتركوا في قتله لقتلتهم جميعاٍ. الإسلام ليس دين إرهاب ولا عدوان ولا تخويف الخوف من الله تبارك وتعالى من العبادات التي نتعبد لربنا تبارك وتعالى بها مع الطمع ورجاء رحمته ومغفرته. قال تعالى : “فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين” آل عمران وقال تعالى :”وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة). وإعداد العدة لا يكون إلا لأعداء الدين والوطن. ونهى الإسلام عن ترويع وتخويف المسلم بأي صورة من الصور , روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يديه فيقع في حفرة من حفر النار). وفي سنن النسائي عن أبي سلمه (إن الملائكة تلعن أحدكم إذا أشار إلى الآخر بحديده وإن كان أخاه لأبيه وأمه ). النهي عن العدوان على غير المسلمين ليس لأحد أن يدعي ويقول بأن النصوص سالفة الذكر التي تنهي عن ترويع المسلم فقط أو إخافته أو أذيته خاصة بالمسلمين وحدهم فإن لغير المسلمين المستظلين بحماية الإسلام ومجتمع الإسلام لهم مالنا وعليهم وما علينا روى الترمذي بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله سلم أنه قال “ألا إن من قتل نفسا معاهدة (أي لهذا الشخص ذمة الله وذمة رسوله) فقد أخفر بذمة الله فلا يروح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفاٍ. والمعاهد : من كان له من المسلمين عهد شرعي سواء كان ذلك يعقد جزئية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم. أي نقض عهده . وفي حديث أبي بكرة في سنن أبي داوود. (من قتل رجلاٍ من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماٍ. من هذا يتبين أن المسلم وغيره في تحريم الدم المحقون سواء. وكان صلى الله عليه وآله وسلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين فقال (اعزوا باسم الله قاتلوا من كفر ولا تقتلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا). وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم رأى أمرأة مقتولة فكره ذلك ونهى عن قتل النساء والصبيان. ووصى الصديق رضي الله عنه يزيد بن سفيان حين أرسله إلى الشام بعدم قتل النساء والصبيان والرهبان والمرضى والشيوخ والأجراء والفلاح إلا أن يكون منهم أذية. وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ● رئيس بعثة الأزهر الشريف بالجمهورية اليمنية