الرئيسية - عربي ودولي - عام إضافي من الفوضى الخلاقة !!
عام إضافي من الفوضى الخلاقة !!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عباس غالب – يدلف العالم عاما◌ٍ جديدا◌ٍ ¡ تتوالد فيه المشكلات الواحدة تلوى الأخرى وتتقلص فيه رقعت التفاؤل وتتعاظم خلاله أزمات الإنسان ومشكلات التنمية والتخلف على حدا◌ٍ سواء ¡ تتقلص فيه الموارد وشحت الإمكانات ¡ فضلا◌ٍ عن مشكلات البيئة وتغيرات الم◌ْناخ وانعكاسات ذلك على إضطراد النمو وتحديدا◌ٍ في الدول التي تتنازعها عوامل الاحتراب وظروف الفقر ومحدودية الموارد وغياب الإدارة . لقد كان العام المنصرم 2013م بخيلا◌ٍ في إنجازاتهö على ص◌ْعد تفعيل وترسيخ حركة السلام والتسوية في منطقة الشرق الأوسط – كما هو حال باقي مناطق العالم – وعلى نحو خاص بين الفلسطينيين والإسرائيليين جراء تعنت قيادة الدولة العبرية ومداهنة ساسة واشنطن ¡ خاصة إذا ما عرفنا بأن هذه القضية المستعصية هي بمثابة المرض المزمن في صدع دول هذه المنطقة ودول العالم أجمع ¡ حيث يتضح ذلك جليا◌ٍ من خلال عدم تمكن الأطراف المعنية في دول منطقة الشرق الأوسط إعادة ترتيب أولويات السلام وغياب القدرة في صياغة مشروع سلام عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية وفقا◌ٍ لمرجعيات مؤتمرات السلام ومنها (( مدريد )) و (( أسلو )) فضلا◌ٍ عن اتفاقية السلام العربية ذات الصلة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشريف .. وهو ما رفضته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الدوام ! ولكن التطورات الدراماتيكية التي تعيشها المنطقة العربية وتحديدا◌ٍ دول ثورات الربيع العربي لا تزال تتفاعل في ارتداداتها ¡ فإن ثمة وقتا◌ٍ طويلا سيأخذ مداه حتى يعود الهدوء والاستقرار إلى هذه الدول ومنها مصر وليبيا وتونس ¡ فضلا◌ٍ عن الآمال المعقودة على مؤتمر جنيف 2 لحل القضية السورية مطلع هذا العام .. وكلها عوامل مؤثرة في ارتداداتها السلبية على حالة الاستقرار والأمن الذي يمكن أن تشهده◌ْ هذه المنطقة خلال العام 2014م وعلى نحو خاص انعكاسات هذه التطورات على القضية الفلسطينية. إن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تخمينات أو ت◌ْكه◌ْنات بل هو رؤية تحليلية تتعاظم صدقيتها مع المقدمات التي تشير إلى أن جميع المعطيات على الساحتين الإقليمية والدولية لا تساعد على التأثير في محاصرة تداعيات المشكلات الأزلية انطلاقا◌ٍ من القضية الفلسطينية مرورا◌ٍ بعمق الأزمة بين دول العالم تجاه ما يجري داخل سورية وغيرها من دول ثورات الربيع العربي وانتهاء◌ٍ بحالة التصدع التي إصابة بعض قوى التحالفات الدولية ( الرياض – واشنطن ) والتي ظلت ردحا◌ٍ طويلا تغزل خيوط الأزمات والحلول لمشكلات هذه المنطقة .. وهو ما يقتضي – بالضرورة – الإشارة إلى انعكاسات هذا التفسخ في هذه التحالفات ¡ مخافة إقحام دول المنطقة في مزيد◌ُ من التوتر والاضطراب ¡ عسى أن تنقشع الغيمة عن شيئا◌ٍ ما ¡ لا أحد يستطيع حتى الآن التكهن بماهية هذه المتغيرات وحجمها وتأثيراتها ¡ غير التوقع بالفوضى الخلاقة التي بشر بها الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ◌ْ عدة أعوام ¡ متمنيا◌ٍ أن يحفل العام الجديد على الأوطان جميع◌ْها بأثواب الاستقرار والنماء وبعيدا◌ٍ عن تداعيات تلك الفوضى الخلاقة !!