الرئيسية - الدين والحياة - التسامح والتعايش في‮ ‬الإسلام
التسامح والتعايش في‮ ‬الإسلام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

 -  ‬الاسلام دين التسامح والسلام حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في‮ ‬التسامح‮ " ‬بعثت بالحنيفية السمحة‮" .‬

> ‬الاسلام دين التسامح والسلام حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في‮ ‬التسامح‮ ” ‬بعثت بالحنيفية السمحة‮” .‬ وللتسامح قيمة كبرى في‮ ‬الإسلام فهو نابع من السماحة بكل ما تعنيه من حرية ومن مساواة في‮ ‬غير تفوق جنسي‮ ‬أو تمييز عنصري‮ ‬‮ ‬بحيث حثنا ديننا الحنيف على الاعتقاد بجميع الديانات حيث قال الله تعالى في‮ ‬سورة البقرة‮ “..‬آمن الرسول بما إنزل إليه من ربه والمومنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله‮” ‬والتسامح ليس هو التنازل أو التساهل أو الحياد اتجاه الغير‮ ‬بل هو الاعتراف بالآخر‮.‬ إنه الاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق العالمية للشخص‮ ‬وبالحريات الأساسية للآخرين وإنه وحده الكفيل بتحقيق العيش المشترك بين شعوب‮ ‬يطبعها التنوع و الاختلاف‮ ‬بحيث قال صلى الله عليه وآله وسلم‮: “‬الدين هو المعاملة‮” .‬ وروي‮ ‬عن عبادة بن الصامت أنه قال‮: ” ‬يا نبي‮ ‬الله أي‮ ‬العمل أفضل‮ ‬قال‮: ” ‬الايمان بالله و التصديق به والجهاد في‮ ‬سبيله‮” ‬قال أريد أهون من ذلك‮ ‬يا رسول الله قال‮: ” ‬السماحة والصبر‮”.‬ لقد رسِخ الإسلام تحت عنوان التسامح أشياءِ‮ ‬كثيرة‮ ‬فلقد رسِخ في‮ ‬قلوب المسلمين أنِ‮ ‬الديانات السماوية تستقي‮ ‬من مِعينُ‮ ‬واحد‮ ‬من أجل التسامح‮ ‬فقال القرآن الكريم‮ : ( ‬شرع لكم منِ‮ ‬الدين ما وصِى به نوحا‮ ‬ٍوالذي‮ ‬أوحينا إليك وما وصِينا به إبراهيم وموسى وعيسى أنú‮ ‬أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه‮ ) . ‬ رسِخ الإسلام من أجل التسامح في‮ ‬قلوب المسلمين أنِ‮ ‬الأنبياء إخوة‮ ‬لا تفاضلِ‮ ‬بينهم منú‮ ‬حيث الرسالة‮ ‬ومن حيث الإيمان بهم‮ ‬فقال القرآن الكريم‮ : ( ‬قولوا آمنِا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتيِ‮ ‬موسى وعيسى وما أوتيِ‮ ‬النبيون منú‮ ‬ربهم لا نفرق بين أحدُ‮ ‬منهم ونحن له مسلمون‮ ) . ‬لا نفرق بين أحدُ‮ ‬منهم‮ ‬لا نفرق على الإطلاق‮ ‬فالكلْ‮ ‬في‮ ‬نظرنا أنبياء‮ ‬ونحن له مسلمون‮. ‬ ورسِخ الإسلام تحت قنطرة التسامح أنú‮ ‬لا إكراه في‮ ‬الدين‮ ‬فالعقيدة‮ ‬ينبغي‮ ‬أنú‮ ‬يستقبلها القلب والعقل بشكلُ‮ ‬واضح‮ ‬وبشكل جليُ‮ : ( ‬لا إكراه في‮ ‬الدين قد تبيِنِ‮ ‬الرْشد منِ‮ ‬الغِي‮ ‬فمِنú‮ ‬يكفر بالطاغوت ويؤمنú‮ ‬بالله فقد استمسكِ‮ ‬بالعروة الوثقى لا انفصام لها‮ ). ‬ ورسِخ الإسلام من أجل التسامح أنِ‮ ‬أمكنة العبادات على اختلافها محترمةَ‮ ‬في‮ ‬نظر المسلمين‮ ‬فها هو القرآن‮ ‬يقول‮: ( ‬ولولا دفعْ‮ ‬الله الناسِ‮ ‬بعضهم ببعض لهدمتú‮ ‬صوامعْ‮ ‬وبـيِعَ‮ ‬وصلواتَ‮ ‬ومساجدْ‮ ‬يذكِر فيها اسـم الله كثيرا‮ ) . ‬ ورسِخ الإسلام ايضا من أجل التسامح أنِ‮ ‬هؤلاء المسلمين‮ ‬ينبغي‮ ‬أنú‮ ‬ينظروا إلى‮ ‬غيرهم على أنِهم بشر‮ ‬يجادلونهم بالتي‮ ‬هي‮ ‬أحسن‮ ‬فقال القرآن الكريم‮: ( ‬ولا تجادلوا أهلِ‮ ‬الكتاب إلا بالتي‮ ‬هي‮ ‬أحسن‮) ‬ وأكد في‮ ‬قلوب المسلمين من أجل التسامح البر بأهل الكتاب‮ ‬وحْسúنِ‮ ‬الضيافة لهم‮ ‬فها هو القرآن‮ ‬يقول للمسلمين‮ : ( ‬وطعام الذين أوتوا الكتابِ‮ ‬حلَ‮ ‬لكم‮ ‬‮ ‬وطعامكم حلَ‮ ‬لهم‮ … ) .‬ وأكد أيضا في‮ ‬قلوب المسلمين أنú‮ ‬لا عداوة بين المسلمين وبين‮ ‬غيرهم‮ ‬لمجرِد كونهم‮ ‬غير مسلمين‮ ‬وتركِ‮ ‬الأمر ليوم القيامة‮ ‬اللهمِ‮ ‬إلا إذا اعتدى هؤلاء على المسلمين‮ ‬إلا إذا وقف هؤلاء في‮ ‬طريق دعوة المسلمين حجرِ‮ ‬عثرة‮ ‬عند ذلك قال القرآن الكريم‮ : ( ‬وقالت اليهود ليست النِصارى على شيءُ‮ ‬وقالت النِصارى ليست اليهود على شيءُ‮ ‬وهم‮ ‬يتلون الكتاب‮ ‬كذلك قال الذين لا‮ ‬يعلمون مثلِ‮ ‬قولهم فالله‮ ‬يحكم بينهم‮ ‬يوم القيامة فيما كانوا فيه‮ ‬يختلفون‮ ) .‬ وقد شهد كثير من المسيحيين واليهود بتسامح الإسلام قال السيد توماس أرنولد في‮ ‬كتابه‮ ” ‬الدعوة إلى الإسلام‮” : ” ‬لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم مند القرن الأول للهجرة‮ ‬واستمر هدا التسامح في‮ ‬القرون المتعاقبة‮ ‬ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي‮ ‬اعتنقت الإسلام إنما اعتنقته عن اختيار وإرادة وحرية‮ ‬وأن العرب المسيحيين الذين‮ ‬يعيشون في‮ ‬وقتنا هذا بين جماعات مسلمة لشاهد عل هذا التسامح‮”.‬ وهذا درس عملي‮ ‬لما‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يكون عليه التسامح الديني‮ ‬الذي‮ ‬يجب أن‮ ‬ينبع بنفس النهج الذي‮ ‬سلكه السلف الصالح‮ ‬وأن‮ ‬ينطلق من موقف القوة والاعتزاز لا من موقف الضعف والاستسلام‮.‬