الرئيسية - الدين والحياة - الحقوق الزوجية في الإسلام .. أمور تغافلها الناس !!
الحقوق الزوجية في الإسلام .. أمور تغافلها الناس !!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

جاء الإسلام مؤكدا على قدسية الحياة الزوجية المبنية على أسس من التقوى والاحترام المتبادل ومراعاة الحقوق والواجبات لما يكفل تنشأة جيل يستقيم به المجتمع ,,, ولكننا في زمام هذا التحقيق الصحفي نستعرض العديد من الجوانب الحقوقية في الحياة الزوجية والتي تغافل عنها الكثير فكان الانفصال ودمار الأسرة هو مصيرها مقارنة بما دعا ونص عليه الشرع يوضح لنا ذلك عدد من الدعاة والعلماء ,, نتابع

البداية كانت مع شكوى بعض الزوجات من عدم مراعاة حقوقهن من قبل الأزواج حيث أفادتنا أم هيثم – ربة منزل بالقول : مرت عشر سنوات منذ زواجنا , وكأنها مئة عام لم أسمع من أبو هيثم كلمة طيبة ولا معاملة حسنة بل وكأنني مجرد جارية تطبخ وتنظف وتغسل , وفوق كل ذلك يحرمني من الخروج والدخول حتى لزيارة أهلي بحجة أن أهلي يعلمونني العصيان والتمرد عليه وهو بذلك واهم , وإن طالبته ببعض المصاريف الخاصة يشتط غضباٍ ويقول : هذه حياتي , وإن لم تعجبك فالباب يفوت جمل , حتى صارت حياتنا الزوجية أشبه بسجن مؤبد !!

حل الطلاق ربما حال أم هيثم لم يختلف كثيرا عن حال بدرية حسن -33عاما والتي استطردت واقعها الأسري بالقول : أنا من أنفق على البيت وأصرف على الأولاد واهتم بشئون المنزل من مختلف جوانبه , وزوجي العاطل لا يراعي فيني حقا ولا ذمة , ومع ذلك يجلس منتظرا عودتي من الوظيفة أمام عتبة باب المنزل لأعطيه قيمة القات ثم يباشرني بكل أنواع الشتم والإهانة إن لم أعطيه وإن لم يكن معي فيقول أذهبي للجيران دبري المبلغ بأي طريقة , لا يعرف أدنى مسؤولياته تجاهي ولا تجاه أبنائه بل يلوث سمعتي أمامهم ويضربني ضربا مبرحا لأتفه الأسباب , ولولا خوفي على أبنائي منه لطلبت الطلاق منذ زمن !!

والأزواج يردون … وفي الجانب الآخر يطرح عددا من الأزواج معاناتهم وشكواهم من الزوجات , حيث أوضح ذلك الأخ سلطان عبد الحميد – موظف , بالقول : للأسف لقد تمردن النساء علينا بفعل ما تجره إليهن الفضائيات من المسلسلات المدمرة لكيان الأسرة, وقال عبد الحميد : بل والغريب العجيب أن الزوجات يرين في ذلك شطارة وإثبات ذات , فزوجتي تخرج المناسبات والأسواق من دون استئذان , تاركة شئون المنزل والأبناء , وإن مشيت في طريق لإرضائها سلكت طريقا آخر لعصيانك , لا تقتنع برأيك ولا تلبي رغباتك , تستصغرك أمام الناس وتفشي أسرارك وكأنها المظلومة المغلوبة على أمرها , ما تحدث بيننا من مشكلة إلا علم بها البعيد قبل القريب , فلا ملام لي إن اخترت الطلاق نهاية لحياة الإذلال !! مصطفى 25 عاما طرح قضيته باختصار قائلا : كل الحكاية إن زوجتي – عفوا من كانت زوجتي – تستهزئ بحديثي ورأيي أمام أهلها وتجعلني أضحوكة بينهم , ولهذا فلا خير بامرأة تقلل من كرامة زوجها أمام الناس !! خيركم لأهله وفي هذه الزاوية يبين لنا عددا من العلماء والدعاة الحقوق الزوجية التي بدأت تتلاشى اليوم في زمن العولمة الاقتصادية والسياسية والفكرية , حيث يقول العلامة محمد الجلال : حدد الإسلام حقوق وواجبات كلا الزوجين من أجل الحفاظ على حياة أسرية كريمة تتحقق فيها كل معاني الاستقرار والسكينة والسعادة الزوجية لما لذلك آثاره وتداعياته على المجتمع ككل . وتطرق الجلال إلى حق الزوجة على زوجها من حسن العشرة والتعامل اللين فعلى الرجل أن يدخل السرور على أهله وأن يسعد زوجته لتدوم المودة بينهما لقوله تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئٍا ويجعل الله فيه خيرٍا كثيرٍا ) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) وحق نفقة الزوج على زوجته بما يوفر لها متطلبات الحياة من مأكل ومشرب وملبس بقدر استطاعته وبقدر المعقول من دون اسراف ولا تقتير , لقوله جل في علاه : ( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسٍا إلا ما آتاها ) وقوله صلوات الله عليه وآله : (دينار أنفقتِه في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرٍا الذي أنفقته على أهلك ) بالإضافة إلى البشاشة في التعامل والتصرف لا أن يدخل الرجل بيته فيصرخ فوق هذا ويضرب هذا ويفتعل الصراخ والشجار مع زوجته على أتفه الأمور صابا مشاكله الحياتية والاقتصادية والعملية على زوجته من دون أسباب ولا مبررات مقنعة مستخدما أبشع الألفاظ وأقبحها متناسيا قول الحبيب المصطفى في حق الزوجة (إن تطعمها إذا طعمتِ وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح (أي: لا تقل لها: قبحك الله) ولا تهجر إلا في البيت) وقوله صلى الله عليه وآله و سلم : (استوصوا بالنساء خيرٍا فإن المرأة خلقت من ضلِع أعوج وإن أعوج ما في الضلِع أعلاه º فإن ذهبتِ تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوجاٍ) أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.

ذات الدين فيما تطرق العلامة محمد الغيلي إلى حق الزوج على زوجته وهو أن تطيع أوامره ما لم يأمرها يأمرها بمعصية الله بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا صلِت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) وقوله : ( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضُ º دخلت الجنة ) وأن تستأذن منه في حلها وترحالها في خروجها من المنزل حتى إن أرادت الذهاب إلى أهلها وحتى في أمور العبادة كالصيام فلا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد (أي وهو حاضر) إلا بإذنه , وأن تحافظ على عرضه وماله وسمعته وتستر عيبه و تظهر مزاياه , وتتزين لزوجها كالعروس وتكن له أما وأختا وزوجة صالحة في كل الأحوال فاظفر بذات الدين تربت يداك .

العدل وأما الداعية أماني العيني – من جامعة القرآن الكريم وعلومه فقد تطرقت في حديثها إلى ضرورة العدل بين الزوجات لمن كان له أكثر من زوجة لقوله تعالى : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط ) ومضت تقول : وقد بين لنا الإسلام و علمائنا الأفاضل كيف يكون العدل بين الزوجات المتمثل بالإنفاق عليهن بالتساوي في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمبيت عندهن أما العدل بينهن في الجانب العاطفي فذلك أمر لا يملكه الإنسان فقد يميل قلبه إلى إحدى زوجاته أكثر من ميله للأخرى وهذا لا يعنى أن يعطيها أكثر من الأخريات بأية حال من الأحوال , ومع ذلك يقول الله تعالى : { ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة }