الرئيسية - رياضة - القذر
القذر
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بدخول المال عالم الكرة الجميل والرشيق والأنيق والمثير والممتع فإن أشياء كثيرة تغيرت وتبدلت وتحولت من معالم للجمال والفتنة إلى عوالم للقبح والمراهنة .. وصارت الكرة الجميلة عبارة عن (مومس) يتقاذفها المال والدفع الأعلى أجرا ..فدخول المال /القذر/ هو من أفسد علينا متعة الكرة وحلاوتها وجمالها .. كنا بالأمس نعرف اللاعب باسمه وفريقه الذي لا يفارقه حتى لحظات الاعتزال ويرتبط اللاعب بالفانيلة والقميص واللون والرقم منذ بدايات تكوينه الكروي حتى إشهار الاعتزال وانحصر تاريخ اللاعبين بين دفتي فريق أو اثنين على الأكثر ويجد المشجع أو المناصر أو المحب اللاعب أو الفريق أن بغيته ومراده محصور فقط في قائمة ناد واحد أو فريقين لا أكثر .. أما اليوم وفي عصر المال والسمسرة واللهث وراء الكسب السريع والارتفاع الجنوني بأسعار اللاعبين فإن المقياس وشهادة التفوق الكروي لا تحسبها ولا تقيسها نجومية اللاعب وفطرته الكروية أو مدى تأثيره على الفريق ومستوى ودرجة ونسبة إسهاماته للظفر أو الفوز أو معانقة التروس والكؤوس للفريق الذي يلعب له أو يلعب به .. وإنما تقاس نجوميته وشهرته ودرجته الكروية العالمية بمدى وارتفاع أسهمه وقيمته في بورصة وأسواق الانتقالات العالمية الكروية وما هي المداخيل والأرقام الفلكية التي دفعت له .. وأين موقعه من لائحة وقائمة العشرة / المبشرين / عفوا العشرة الأوائل أصحاب أعلى الأرقام القياسية في سوق الانتقالات .. وأصبحت لنا مسميات وأسماء مختلفة في تفانين هذه الترهات .. فهذا اللاعب الأغلى في العالم .. من حيث سعر بيعه والشراء .. وهذا اللاعب الأعلى أجرا في راتبه الأسبوعي ومدخوله .. وذاك هو الأرفع قيمة وأجرا من حيث تقاضيه السنوي .. ونوع آخر من النجوم دخل موسوعة غينيس للأرقام الفلكية والخيالية باعتباره صاحب الأجر الأرفع من حيث المدخول السنوي في العام (بتاع كله) من مداخيل وإعلانات وخلافه .. وصار الكثير يتفاخر ويتباهى بأرقام وأشياء لا علاقة لها بالكرة وفنونها ..ولا صلة لها بالمتعة والإمتاع الكروي .. والمشكلة أنها تجد رواجا واهتماما وتجاوبا أقوى ووسائل إعلام فاضية ومتخصصة لمثل هكذا أخبار ومعلومات. ونحن /المشاهد والمتابع / ننقاد ونساق كما تساق الإبل لكل ماهو مثير ومدعاة لإشباع خيالاتنا المريضة وحوائجنا وآمالنا المستحيلة التحقق وتعويضها بما يحققه النجوم الكرويون. الطامة : صار البعض يشجع اللاعب وليس الفريق وينتقل من الأندية بانتقالات اللاعب المحبوب له وهذا ملمح لمستقبل كروي قاتم.