الرئيسية - الدين والحياة - حرمة المال العام
حرمة المال العام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> إن المؤسف جدا أن يكثر وتتزايد جريمة أكل المال الحرام في مجتمعنا وبعد أن كانت جريمة يجتهد بعض الواقعين فيها لإخفائها فإن الحال تغيرت فأصبح ذلك ليس مهما عند الكثيرين وأصبح كثير من الناس الذين يهمهم فقط هو الحصول على المال والظفر به بأي طريق أو بأي وسيلة سواء من حلال أم من حرام فإن حل المال أو حرمته لم يعد أمرا مهما عند صنف من البشر ولم يذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ من المال أمن الحلال أم من حرام». إن جريمة أكل المال الحرام هي جريمة تقع في ساحات المال العام ومال الدولة ومال الأوقاف وتقع في ساحات المال الخاص وحقوق الأفراد وهي جريمة من الجرم وفاعلها يحق أن يوصف بالمجرم ولذلك فقد استحقت العقوبة في الشرع الذي هو مصدر الحكم عند المؤمنين بشرع الله تعالى ودينه وفي غالب القوانين بمختلف مشاربها واليد التي تمتد لأخذ المال والتنعم به بغير حقه ورد الشرع بأن حكمها «القطع» وهو مقتضى الحكمة لننظر في قول الله تعالى «والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم» فيجب أن يعلم من تمتد يده إلى مال غيره أو المال العام أن هذا هو حكم الله فيه وفي يده وأنه يستحق النكال وأن هذا من مقتضى حكمة الله تعالى وعزته. يجب أن يعلم أن أخذ الأموال بغير حق سواء المال العام أو مال الأفراد والتلاعب به وإضاعته أو سرقته هو من التعدي على الحقوق فالمال العام ملك الناس كافة الفقراء والأغنياء المرضى والأصحاء الرجال والنساء والأطفال الصغار والكبار والطلاب والمعدمين واللقطاء والمسجونين وغيرهم من أفراد المجتمع فأخذ مال هؤلاء هو من الجرائم العظيمة بلا شك. وكأنهم لا يدرون ما سيكون في يوم القيامة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة» البخاري إنه وعيد شديد ترجف منه قلوب المؤمنين وتصلح به أعمال الخائفين وتطيب به مكاسب المتقين فلتكن منهم بل لتحرص وتجتهد في ذلك حتى لا تهلك نفسك فالخاسر أولا وأخيرا هو أنت أيها المسكين. لقد توفي رجل يوم حنين فذكروه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال صلوا على صاحبكم فتغيرت وجوه الناس حيث لم يرد أن يصلي عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال «إن صاحبكم قد غل في سبيل الله ففتح الصحابة متاعه فوجدوا فيه خرزات من خرز يهود لا تساوي درهمين». لنتأمل «خرزات» فكيف بمن تمتد يده للملايين من الريالات وكيف بمن يمتلك العقارات والعمارات من المال الحرام سواء بسرقة أم برشوة أم بتزوير أو بدلالة وغير ذلك ألا يخشى من فضيحته العاجلة في الدنيا ومن فضيحته على رؤوس الأشهاد في يوم يفر فيه منه أقرب الناس إليه ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. فهل يليق بمن يؤمن بالله تعالى ويؤمن بهذه النصوص أن تمتد يده إلى الأموال العامة من أموال الدولة أو أموال الناس ليأكلها بالباطل.