الأونروا: إمدادات الغذاء في غزة لا تكفي سوى 6% من احتياجات السكان رئيس مجلس القضاء يؤكد أهمية دعم المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في العلوم القانونية وزارة الشباب والرياضة تكرّم بطل العرب للشطرنج خالد العماري وزير الصحة يناقش مع منظمة بيور هاندز تدخلاتها في القطاع الصحي وزارة العدل تدشن برنامجاً تدريبياً متخصصاً لتحسين خدمات التقاضي للنساء في عدن اليمن يشارك في المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة بالرياض مجلس القيادة الرئاسي يواصل مناقشاته للسياسات العامة للدولة الجالية اليمنية في ماليزيا تنظم ندوة عن "مسارات الصراع وآفاق الحلول" بمناسبة عيد الاستقلال أمين التعاون الإسلامي يدعو العالم لتحرك عاجل لوقف عدوان الاحتلال على غزة محاضرة في عدن تستعرض أسس تصميم السدود وأهمية مشروع سد حسّان بأبين
عن الحكمة الإلهية من جعل اليتم رفيقا للنبي الأعظم محمد عليه أزكى الصلاة والتسليم وفقده لأبيه وهو لم يزل في بطن أمه التي فقدها هي الأخرى وهو في السادسة من عمره يحدثنا الشيخ صابر النوفاني إمام وخطيب جامع فطينه فيقول: إن يتم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اليتم الذي كان مركبا ومتعددا ومتواصلا وكان مقصودا من رب العالمين لأنه حلقة مهمة في سبيل إعداد النبي صلى الله عليه وسلم للرسالة وكل الأحداث والحوادث التي مر بها رسول الله صلى عليه وسلم أو التي مرت به منذ ولادته إلى بعثته كانت جميعا تصب في خانة إعداده لذلك النبأ العظيم . ويستطرد بقوله: ما من يتم كيتم النبي صلى الله عليه وسلم الذي مات أبوه وهو في بطن أمه فهذا يتöم أولا ثم ما إن ولöد حتى أضيف إلى هذا اليتم يتم آخر وهو حرمانه من صدر أمه من الرضاعة وعدم إرضاع الأم لطفلها هو يتم من نوع فريد ومؤثر فالولادة ليست هي الأمومة وإنما الأمومة هي الولادة والإرضاع لقوله تعالى: (والوالöدات يرضöعن أولادهن حولينö كامöلينö لöمن أراد أن يتöم الرضاعة وعلى المولودö له رöزقهن وكöسوتهن بöالمعروفö لا تكلف نفس إöلا وسعها لا تضار والöدة بöولدöها ولا مولود له بöولدöهö وعلى الوارöثö مöثل ذلöك فإöن أرادا فöصالا عن تراض مöنهما وتشاور فلا جناح عليهöما وإöن أردتم أن تسترضöعوا أولادكم فلا جناح عليكم إöذا سلمتم ما آتيتم بöالمعروفö واتقوا الله واعلموا أن الله بöما تعملون بصöير). فالتي لا ترضع طفلها ليست أما وإنما هي مجرد والدة وهذا يتم ثان وما من حالة تجعل الطفل لصيقا بأمه كحالة الإرضاع فقد قال الله (وأمهاتكم اللاتöي أرضعنكم) فالحمل كما هو قول سيدنا أبو بكر الصديق –رضي اله عنه- عندما تخاصم عاصم بن عمر وزوجته على الطفل قال له: (دعه لها فإن مسها ومسحها وريحها خير له من المسك عندك) أحضان الأم لطفلها وشمه لرائحتها وتعرفه بأمه من رائحتها هذا شأن المخلوقات جميعا. إن المئات من الفصائل إذا أطلقتها على مئات من الغنم فإن كل فصيل يعرف أمه يعرف النعجة التي ولدته من رائحتها إن الأغنام عندما تذهب إلى الرعي فإنها تحجب عن الفصائل وذلك لكي لا تلهيها عن الرعي وعندما تعود الأغنام إلى المراح ليلا تطلق عليها الفصائل وهي بالآلاف وعندها يذهب كل فصيل إلى أمه التي يعرفها من رائحتها من بين الألوف من الأغنام فكيف بك بالبشر. وما من شيء يعوض رضعة واحدة من أم لطفلها فالنبي صلى الله عليه وسلم حرم هذه الأمومة لأمر ما ولأمر أراده الله عز وجل فذهب هذا الطفل إلى حليمة السعدية -رضي الله عنها- ليرضع منها وشتان بين إرضاع الأم وإرضاع المرضعة فإرضاع المرضعة وظيفة المرضعة قد ترضع العشرات من الناس ولهذا فإن عاطفتها لا تكون مركزة نحو هذا الطفل دون غيره كما هو حال الأم. ويختتم النوفاني بقوله: النبي صلى الله عليه وسلم حرم حنان الأمومة فصار يتم الأم كيتم الأب ثم بلغ السادسة من العمر عندما ذهبت أمه لكي يزور قبر والده وفعلا ذهب إلى قبر أبيه وزار أباه وتعرف على أخواله من بني النجار ثم أرادت أمه أن تعود به وإذا بها تموت في ذلك المكان ودفنت أمه أمامه في نفس المكان الذي توفي ودفن أبوه فهذا اليتم الثالث. وعليك أن تتخيل أن طفلا حدث معه كل هذا في ست سنوات في مجتمع مشغول بكل ما يمكن الانشغال به لتحصل لقمة العيش حتى أن لكل الناس رحلتين رحلة الشتاء والصيف وهذا الطفل ينتقل من يتم إلى يتم ثم احتضنه من بعد ذلك جده عبدالمطلب وكان به حفيا وكان متولها به ولها عظيما ولم تطل الفترة التي لا تتجاوز السنتين حتى مات عبدالمطلب وكان حينئذ اليتم الرابع وهو أشق أنواع اليتم عليه.