الرئيسية - رياضة - إستاد سيئون.. 12 عاما من الأشغال الشاقة
إستاد سيئون.. 12 عاما من الأشغال الشاقة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

حكاية المنشآت الرياضية في بلادنا .. حكاية طويلة وعريضة ولن تنتهي بل مع مرور كل يوم تزداد غرابة وتشعباٍ. والأستاد الرياضي بصحراء ووادي حضرموت (سيئون) أحد هذه المنشآت التي لها قصة غريبة ليست هي الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة. 12 عاماٍ من البناء في أستاد سيئون ولم يكتمل إلى الآن .. فكل هذه الأعوام ظل فيها الأستاد تحت وطأة تنفيذ المرحلة الأولى فقط والتي تمثلت في بناء الهيكل كاملاٍ .. والبقية تأتي في المرحلة الثانية والتي لم يعلن عن بدء تنفيذها وربما قد تستمر 12 عاماٍ أخرى. مأساة أخرى عاشها أستاد سيئون في إطار متواصل من المآسي التي تشهدها منشآت شباب ورياضيي هذا الوطن.. ليظل الشباب والرياضيون محرومون من ممارسة هواياتهم وألعابهم في المساحات التي تخصص لهم ولكنها في الأخير تظل قيد الإنشاء والبحث جارُ عن المشروع. ورغم أن 12 عاماٍ من عمر المشروع شهدت إيكال حقيبة وزارة الشباب والرياضة لأربعة وزراء (عبدالرحمن الاكوع, حمود عباد, عارف الزوكا معمر الارياني) إلا أن هذا المشروع الحيوي ما يزال تحت وطأة الأشغال الشاقة. الأستاد الرياضي يمثل منعطفاٍ هاماٍ في مسيرة رياضة هذه المنطقة ورياضيوها إلا أن التعثر طال المشروع منذ وضع حجر الأساس له في العام 2002م. التأخر في إنشاء المشروع كلف خزينة الدولة مبالغ إضافية تضاعفت بسبب ارتفاع الأسعار من عام إلى آخر حيث كانت تكلفة المشروع في العام 2001 نصف مليار ريال وفي العام 2003 ارتفعت إلى مليار ريال فيما ارتفعت في العام 2011 إلى مليار وثلاثمائة مليون وسبعمائة ألف ريال لتصل في العام 2013 إلى مليار وستمائة ألف ريال. يؤكد مدير مكتب الشباب والرياضة بسيئون علي عبيد بامعبد أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع العام 2013م وتم الاستلام من الشركة المنفذة خلال مايو الماضي موضحاٍ أن المرحلة الأولى ظل العمل فيها 12 عاماٍ كاملة بسبب أن الدولة تعتمد كل عام جزءاٍ بسيطاٍ من ميزانية المشروع البالغة ملياراٍ وستمائة مليون مشيراٍ إلى أن الجميع ينشد الإسراع في إنهاء المشروع من خلال بدء العمل في المرحلة الثانية حتى يتم تشغيل الأستاد ويستفيد منه أبناء الوادي والصحراء خاصة والوطن عامة. ورغم أن المرحلة الثانية من المشروع تتمثل في التشطيبات كاملة والتعشيب والإنارة إلا أن مكتب شباب سيئون وفي إطار متابعته للمشروع اتفق مع الجهات المعنية على أن يتم حصر المرحلة الثانية في التعشيب والإنارة دون التشطيبات المتكاملة كونها ستتأخر. يقول بامعبد: “أخر اتفاق تم بموجبه الموافقة على عمل التعشيب والإنارة دون بقية التشطيبات حتى نتمكن من تشغيل الملعب والاستفادة منه وإلى الآن ورغم حصر المرحلة الثانية لم يتم إعلان المناقصة الخاصة بهذه المرحلة وما زلنا بانتظار إعلانها وحقيقة فنحن موافقون على هذا المقترح كونه إذا ما جهز التعشيب والإنارة فسيتم تشغيل الملعب أما التشطيبات الأخرى فلن تعرقل التشغيل على أن يتم اعتماد موازنة بقية التشطيبات في وقت لاحق”. مكتب الشباب رضخ للأمر الواقع ووافق على حصر المرحلة الثانية كون المشروع أصبح كابوساٍ يؤرق الكثير فالمدة طالت وزادت عن حدها. وأوضح بامعبد أن المشروع أصبح مشكلة كبيرة فخلال اثني عشر عاماٍ لم يستفد أبناء سيئون من المشروع والخوف من أن تطول المدة أكثر منوهاٍ أن المشروع كان سيساعد كثيراٍ في تطوير كرة القدم في هذه المنطقة وكان سيحقق الكثير للشباب والرياضيين مؤكداٍ أن التعشيب والإنارة تحتاج لثلاثمائة مليون تقريباٍ وهو مبلغ ليس بالكبير. وتطرق مدير مكتب شباب سيئون إلى أن المسئولية تقع على عاتق وزارتي الشباب والرياضة والمالية اللتين لم تعتمدا ميزانية المشروع كاملة وأن المشروع مركزي ولا علاقة للسلطة المحلية به معتبراٍ أنه كان يجب اعتماد الميزانية كاملة ولدفعة واحدة حتى يحقق المشروع الأهداف المرجوة منه. العجيب في الأمر أن ميزانية المرحلة الثانية تعتبر فائضاٍ من المرحلة الأولى وكان بالإمكان الانتهاء من المشروع وتشغيل الأستاد في وقت قياسي لكن ووفقاٍ لبامعبد فإن الفائض من المرحلة الأولى موجود في رصيد وزارة الشباب ولكن لجنة المناقصات رفضت ذلك وأكدت أنه لا بد من إنزال مناقصة جديدة لاستكمال المشروع. ويواصل بامعبد حديثه قائلاٍ: “أستاد سيئون يعتبر مشروعاٍ إستراتيجياٍ وحيوياٍ فتصميمه يعد أحدث تصميم على مستوى اليمن سواءٍ من ناحية السعة الجماهيرية حيث يتسع لأربعين ألف متفرج أو من ناحية الشكل الهندسي الحديث والرائع”. وناشد مدير مكتب الشباب بسيئون الجهات المعنية سرعة إنجاز المشروع في مرحلته الثانية خاصة بعد التنازلات التي قدمت من أجل تشغيل الملعب وحتى يتم الاستفادة منه وتشغيله في أسرع وقت ممكن بما يجعله يحقق الأهداف التي أنشئ من أجلها ولكي يعمل على تطوير كرة القدم تحديداٍ في منطقة صحراء ووادي حضرموت التي لا تمتلك أي ملعب سواه.