الرئيسية - الدين والحياة - الاحتفال بمولد الرسول يستوجب منا طاعته
الاحتفال بمولد الرسول يستوجب منا طاعته
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مما لاشك فيه أن ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم الذكريات على الأمة الإسلامية في جميع بقاع الأرض ومن ثم ففي مثل هذه المناسبات علينا أن نعلم أن أعظم احتفال نقدمه لرسولنا صلى الله عليه وسلم طاعته فيما أمرنا به ففي مثل هذه المناسبة نذكر أنفسنا بطاعة الحبيب صلى الله عليه وسلم لأن طاعته أمر واجب على كل مسلم ومسلمة بل على كل عاقل في هذا الكون قال تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) سورة المائدة (92). فقد أمرنا الحق سبحانه وتعالى بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وحذرنا من عدم الاستجابة لأمره حيث أن العقاب يكون من قبل الله فما على الرسول صلى الله عليه وسلم إلا البلاغ. وكما أن الله أمرنا بطاعته فقد أمرنا في الوقت نفسه بالانتهاء عما نهانا عنه صلى الله عليه وسلم قال تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) سورة الحشر (7).. فالله تعالى يحذرنا من عدم الاستجابة لأمره والانتهاء عن نهيه فقال (واحذروا فإن توليتم فاعلموا إنما على رسولنا البلاغ المبين) لكن لمن هذا العقاب وهذا الوعيد لمن أعرض عن الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأتمر بأمره ولم يترك ما نهى عنه. ومن ثم فالواجب على الأمة الاسلامية في الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم أن تجد الإيمان بالحبيب فيما أمر به ونهى عنه. ان الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم يحتم على البشرية أن تعرف أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نهانا عن الخلاف والعصبية والفرقة والنزاع وقتل النفس البشرية. فمن مظاهر طاعته صلى الله عليه وسلم ان تقف البشرية عند هذه الأمور هل العصبية هذه تتوافق مع منهج الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وآله¿ كيف ذلك وهو يقول صلى الله عليه وسلم (ليس منا من دعا إلى عصبية أو قاتل على عصبية أو مات على عصبية) ان طاعة النبي صلى الله عليه وسلم توجب على الأمة ان تترك هذه الأمور جانبا وهذا أهم ما نتذكره في مناسبة مولده. كما أن طاعته صلى الله عليه وسلم وآله التي علينا أن نقف معها في ذكرى مولده تستوجب منا أن نترك الفرقة جانبا وان نعتصم بحبل الله جميعا كما أمرنا ربنا قال تعالى (واعتصموا بحل الله جميعا ولا تفرقوا) آل عمران. كما تستلزم منا في الوقت نفسه أن نترك النزاع جانبا قال تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا….) فهذا من مقتضيات الايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أعظم ما يجب على الأمة أن تفعله في ذكرى مولده.. فعلى الأمة أن تقف في هذه المناسبة وقفة مع النفس أين هي من طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل ما يحدث الآن من فرقة وخلاف وتناحر وقتل للنفس البشرية وإرهاب الضعفاء وترويع الآمنين يتوافق مع طاعته¿ هذا سؤال لابد أن يدور في أذهان الأمة في مثل هذه الذكرى العطرة. أما ان للأمة أن تترك العصبية والخلاف والفرقة والتنازع والجدال جانبا وتاخذ من ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم درسا عمليا إلا وهو طاعته فيما أمر والانتهاء عما نهانا عنه وهذا يستوجب أن نترك مثل هذه الأمور من قتل للنفس وترويع للآمنين وتنازع وجدال…الخ. إني أرى أن أعظم احتفال بمولده ان نقف مع مثل هذه الأمور حتى تعيش البشرية في آمن وأمان وسلم وسلام. أما أن تدعي الأمة طاعة النبي صلى الله عليه وسلم وحبه والاحتفال به ومع هذا نجد قتلا للنفس البشرية وإرهابا للناس وعصبية وفرقة فلاشك أنها غير صادقة في قولها. ● عضو بعثة الازهر الشريف في اليمن