الرئيسية - الدين والحياة - المدرسة.. الخندق الأول في معركتنا ضد الإرهاب والتطرف
المدرسة.. الخندق الأول في معركتنا ضد الإرهاب والتطرف
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تعتبر المؤسسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات وأن استثمار عقول الشباب وطاقاتهم واجب وطني يشترك فيه جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات في المجتمع فعندما تتعرض البلدان للأزمات أو الخطر فإنها تتجه إلى الشباب بشكل مباشر وإلى التربية والتعليم باعتبارها المدخل الأنسب للتغيير والتصحيح فالتربية هي المعنية بتكوين المفاهيم والقيم والمثل العليا السليمة وتعزيزها في أذهان النشء وهي المسئولة عن بناء الاتجاهات وضبط مسارها وبها يقوى بناء المجتمع وتتعزز وحدته الوطنية …..

أهمية دور المدرسة للمدرسة الدور الأساسي في تربية النشء على حب الآخر ونبذ التطرف وتشترك المدرسة مع مؤسسات المجتمع: الأسرة.. والمسجد.. ووسائل الإعلام ..إلا أن دور المدرسة أهم بكثير من هذه المؤسسات المجتمعية لأنها المعنية الأولى في التربية وتكوين شخصية الناشئ فمن خلالها يتم التخطيط للقيم والاتجاهات بشكل نوعي علمي مدروس والقائمون عليها يتم إعدادهم للقيام بهذه المهمة التربوية الإنسانية بصفة مهنية.. يقول الدكتور علي الغضان عميد كلية المعلمين -بالرياض “إن مسئولية مديري المدارس أكبر من مهام رجال الأمن لحماية المجتمع وإن دور المعلمين هو حراسة العقول مما يتطلب استشعار أهمية غرس القيم والاتجاهات التربوية الصحيحة في أذهان التلاميذ حتى لا يتم اختطاف عقولهم”… تعزيز الأمن الفكري يقول الأخ منصور العبسي: مدير إدارة التوجيه الخبت إن الأحداث المريرة والوقائع الإرهابية التي تلاحقت شرورها وتتابعت فلولها تجعلنا نعيش زمنا عصيبا وأياما مرعبة تستلزم منا أن تتآزر جهودنا نحن التربويين لتغيير بعض المفاهيم الخاطئة والمغلوطة عند الطلاب وتعزيز الأمن الفكري لديهم وهذا ليس بالأمر الصعب علينا معشر التربويين بشرط تضافر جميع الجهود ومن أهم ما يجب تعزيزه حب الوطن في أذهان الطلاب وحثهم على التعاون مع رجال الأمن للحفاظ على منجزات الوطن ومكاسبه في جميع المجالات .. إعداد الخطط والبرامج .. يقول الأخ منصور منصر: مدير مدرسة وتربوي .. الواجب علينا -نحن القائمين على التربية والتعليم- رسم الخطط ووضع البرامج لتعزيز الأمن الفكري للطلاب وغرس حب الوطن في أذهانهم وتذكيرهم بالمخاطر التي يجرها الإرهاب على العباد والبلاد من خلال استغلال حصص النشاط والإذاعة المدرسية وعقد ورش العمل والمسابقات الثقافية وعرض الأفلام الوثائقية الخاصة في ذلك ويمكن القول إن المدرسة يجب أن تتحمل مسئوليتها مع الأسرة والوعاظ والخطباء في تقليل الإرادة الإجرامية لدى أفراد المجتمع حيث إن الأمن يرتبط ارتباطا وثيقا وجوهريا بالتربية والتعليم فبقدر ما نغرس في أذهان الطلاب القيم والأخلاق النبيلة والمواطنة الصالحة بقدر ما يسود ذلك المجتمع الأمن والسكينة والطمأنينة ويمثل النسق التربوي أحد الأنساق الاجتماعية المهمة التي تؤدي عملا حيويا ومهما في المحافظة على الأمن والسكينة وكما قلت أولا لابد من التخطيط ووضع البرامج… ما دور المناهج¿¿ يؤكد الأخ عبدالله حبشي مدير التوجيه التربوي بالمحويت أن المناهج الدراسية لها الأثر الإيجابي والفعال في تكوين شخصية الطلاب والتي تتمثل في استقرار النظام الاجتماعي والثقافي في المجتمع وعلى رغم كل ما يتم طرحه الآن عن فشل المناهج الدراسية ودعوات النظر فيها إلا أني أعتقد أن هناك مؤشرات إيجابية في المناهج الدراسية ينبغي إبرازها من قبل المعلمين وقد ساعدت تلك المناهج وتساعد على المحافظة على الأمن والاستقرار وإخراج المواطن الصالح ونبذها لكل أشكال العنف والتطرف والإرهاب ولابد من التركيز على بعض المواد وتأهيل من يقوم بتدريسها فكريا وعلميا والتي تساهم بدور فعال في خدمة الأمن لدى الطلاب منها… التربية الإسلامية التي تدرس في جميع المراحل حيث تقوم التربية الإسلامية والقرآن الكريم على ترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوس الطلاب وانعكاس هذه العقيدة على سلوك الطلاب سوف يجعل منه مواطنا صالحا مساعدا في أمن وطنه وكذلك مادة التربية الوطنية والتاريخ والمواد الاجتماعية برمتها كلها مواد مترابطة مع بعضها من خلال غرس مفاهيم الانتماء وحب الوطن ومكافحة الجريمة والتعاون مع رجال الأمن ومكافحة الإرهاب. المسؤولية مجتمعية ولا يفوتني أن أذكر أن مسؤولية الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف مسؤولية مجتمعية بالمقام الأول قبل أن تكون أمنية تستدعي تكاتف جميع الجهود والطاقات في محاربة هذه الآفة الخطيرة والدخيلة على وطننا الحبيب والتي تسري في عقول شبابنا سريان النار في الهشيم ولكن دور المدرسة هو الأهم في ذلك لأنها تصنع الرجال وتخرج الأجيال وهي اللبنة الأولى التي يتلقى فيها المتعلم الجرعة الأولى في حب الوطن والقيم والاتجاهات الدالة على ذلك .