الأونروا: إمدادات الغذاء في غزة لا تكفي سوى 6% من احتياجات السكان رئيس مجلس القضاء يؤكد أهمية دعم المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في العلوم القانونية وزارة الشباب والرياضة تكرّم بطل العرب للشطرنج خالد العماري وزير الصحة يناقش مع منظمة بيور هاندز تدخلاتها في القطاع الصحي وزارة العدل تدشن برنامجاً تدريبياً متخصصاً لتحسين خدمات التقاضي للنساء في عدن اليمن يشارك في المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة بالرياض مجلس القيادة الرئاسي يواصل مناقشاته للسياسات العامة للدولة الجالية اليمنية في ماليزيا تنظم ندوة عن "مسارات الصراع وآفاق الحلول" بمناسبة عيد الاستقلال أمين التعاون الإسلامي يدعو العالم لتحرك عاجل لوقف عدوان الاحتلال على غزة محاضرة في عدن تستعرض أسس تصميم السدود وأهمية مشروع سد حسّان بأبين
على أعتاب الجلسات الأخيرة للحوار الوطني وإجماع مختلف القوى السياسية على وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية والشروع نحو المدنية الحديثة ونبذ ثقافة الكراهية والعداء وصراعات الماضي , يؤكد عدد من العلماء والدعاة على ضرورة التحلي بروح التسامح وثقافة السلم والحفاظ على الوحدة والانطلاق إلى البناء وتوطيد جذور الأمن والاستقرار وإدراك نعمة التوافق والحوار بعيدا عن ويلات التصدع والحروب إيذانا لوطن يتسع لجميع أبنائه.
البداية يستهلها الشيخ سلطان الكبودي الذي أكد في حديثه أهمية الجنوح إلى طريق التسالح والسلم والالتفاف نحو المخرجات الحوارية بشكل لا يتنافى مع القيم والشرائع الإسلامية وتقدير وتثمين هذا النصر المحقق لليمنيين باعتباره سفينة الأمن والاستقرار وتلبية لقوله تعالى : (يِا أِيْهِا الِذينِ آمِنْوا ادúخْلْوا في السلúم كِافِةٍ وِلاِ تِتِبعْوا خْطْوِات الشِيúطِان إنِهْ لِكْمú عِدْوَ مْبينَ ) وهي دعوة صريحة واضحة من الله عز وجل موجهة إلى عباده المؤمنين أن يقيموا علاقاتهم بعضهم مع بعض على أساس من البر والسلم. وجاء التعبير عن ذلك بكلمة (ادúخْلْوا) الدالة على الأمر بالتوجه إلى هذا المبدأ الإنساني الشامل بطواعية ورغبة ذاتية وقناعة داخلية. صراع البناء ومن سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يستشهد الكبودي بالحديث الصحيح: (إن السلام اسم من أسماء الله تعالى فأفشوه بينكم) وقال : مسلك السلم لا يستوي ومسلك العنف ومسلك العفو لا يستوي ومسلك الانتقام ومسلك اللين لا يستوي ومسلك الشدة والغلظة ولذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم – يدعو ويوصي دائماٍ أصحابه بالدفع بالتي هي أحسن والإحسان إلى المسيئين مصداقاٍ لما قال تعالى موصياٍ سيد الخلق أجمعين -صلى الله عليه وآله وسلم : ( وِلاِ تِسúتِوي الúحِسِنِةْ وِلاِ السِيئِةْ ادúفِعú بالِتي هيِ أِحúسِنْ فِإذِا الِذي بِيúنِكِ وِبِيúنِهْ عِدِاوِةَ كِأِنِهْ وِليَ حِميمَ) كما أنهم دعوا إلى الجنوح للسلم فقال تعالى : (وِإنú جِنِحْوا للسِلúم فِاجúنِحú لِهِا وِتِوِكِلú عِلِى الله). وأضاف بالقول : ولهذا فلنجعل من مخرجات الحوار بداية سلام ومحبة وتسامح وليتحول الصراع على السلطة فيما مضى إلى صراع نحول البناء والتنمية فيما أتى. المصالحة فيما تطرق الشيخ مصطفى الريمي إلى تجسيد روح المصالحة الوطنية بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية يمثل تتويجا للتضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء الشعب وتفاديا للخطوب المدمرة التي أهلكت الحرث والنسل وأدخلت البلاد في مرحلة الجمود على مختلف الأصعدة والمجالات متحلين بصفة العفو والتسامح التي نحن اليوم في أشد الحاجة إلى تطبيقها امتثالا لدعوات الاسلام السمحاء ( وِإنú تِعúفْوا وِتِصúفِحْوا وِتِغúفرْوا فِإنِ اللهِ غِفْورَ رِحيمَ ) : (وِلúيِعúفْوا وِلúيِصúفِحْوا أِلاِ تْحبْونِ أِنú يِغúفرِ اللهْ لِكْمú) (وِإنِ السِاعِةِ لآتية فِاصúفِحú الصِفúحِ الúجِميلِ). مستطردا بقوله: سيرة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أنموذج وقدوة في الصفح والعفو من أجل السلم مبدأ وغاية والحفاظ على كيان المجتمع المسلم من التصدع والتمزق رغم الأذى الذي لحق شخصه الكريم وآل بيته فلم يرد السيئة بالسيئة بل كان يرد رداٍ جميلاٍ فحين كان أبو لهب يرميه بالحجارة وأم جميل تلقي في طريقه الأشواك وبعض الكفار يلقي سِلِى الشاة على رأسه وهو قائم يصلي عند الكعبة وبعضهم يبصق في وجهه الطاهر الشريف وأبو جهل يشج رأسه وغيرها كان صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ” اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ” ثم إنه لما انتصر على قوى الكفر والطاغوت ورجع إلى مكة فاتحاٍ كان أرحم بأهلها من الأم بولدها وحقق السلم المطلق فلم تْرق قطرة دم في فتح مكة ولما قال بعض أصحابه : ” اليوم يوم الملحمة ” قال: ” بل اليوم يوم المرحمة ” وخاطب أهل مكة قائلاٍ : ” ما تظنون أني فاعل بكم ” وقد أقدره الله عليهم قالوا : ” أخ كريم وابن أخ كريم ” فقال : ” اذهبوا فأنتم الطلقاء ” وكان يوماٍ سجله التاريخ في تحقيق الفتح بالسلم فهل هناك سلم مثل سلم محمد صلى الله عليه وآله سلم . الشراكة المجتمعية وأما فضيلة الشيخ محمد العماري فقد تحدث عن كيفية بناء الدولة الحديثة على أساس الشراكة المجتمعية والتعاون سواء بين الأفـراد أو الجماعات. معتبراٍ أن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقـق في جو التنافر والحرب والخراب والدمار وإنما يتحقق في جو التعايش والتفهم والمحبة والسلام الذي يتيح تبادل المصالح والمنافع والحوار المثمر والدعوة الحسنة .. وفي هذا السياق يورد العماري قول الحق تبارك وتعالى : ( ادع إلى سـبيل ربـك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) مؤكداٍ أن الآية الكريمة تنطوي على دعوة بينها العلماء الأفاضل بأنها تنطلق من قبول الاختلاف المرتبط بحرية الاختيار وما ينتج عنه من تعددية وتنوع ويضيف: حسبنا بقوله تعالى : ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) مجسدا لتجنيب الخصومات والنزاعات لأنهـا لا تفـضي إلا إلى الخسران , وفي ذلك يقول سبحانه لما ذكر قصة ابني آدم وقتل قابيل أخيه هابيل بسبب الحسد الذي نشأ عن قبول قربان أحدهما دون الآخر : ” فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين” الاصطفاف الوطني من جانبها تقول الداعية إيمان النجدي – جامعة القرآن الكريم وعلومه : إن واجب اليمنيين اليوم هو تعزيز الاصطفاف الوطني لاستتباب الأمن والاستقرار في البلد وإرساء دعائم الدولة الجديدة , فالأمن من أعظم النعم وهو هبة من الله لعباده ونعمة يغبط عليها كل من وهبها ولا عجب في ذلك فقد قال الله (( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )) وقال صلى الله عليه وآله سلم : (من أصبح آمناٍ في سربه معافاٍ في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بما فيها ) ولا يتحقق الأمن إلا بتطبيق الحدود والقوانين لتغدو الدولة دولة قانون يهابه الجميع وقد وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( لحد يقام في الأرض أحب إليكم من أن تمطروا أربعين يوماٍ ) لأن في إقامة الحدود ردعاٍ لأولئك الذين في قلوبهم مرض وقديماٍ قيل القتل أنفى للقتل , وقوله صلوات ربي وسلامه عليه وآله : لا يحل لمسلم أن يروع مسلماٍ وقال لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباٍ ولا جاداٍ. موضحة أن التناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي من مقومات أمن المجتمع واستقراره وتقول عائشة دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي يوماٍ وقد حزبه أمر عرفته في وجهه تقول : دخل ولم يكلمنا ثم توضأ ثم خرج إلى منبره بين الناس تقول فالتصقت بباب البيت أستمع إلى كلامه حمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إن ربكم تبارك وتعالى يأمركم أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وإلا تدعوني فلا أستجيب لكم تسألوني فلا أعطيكم تستنصروني فلا أنصركم. ثقافة السلم ويقول الشيخ إبراهيم جمعان : كان وما زال للعلماء دورهم في نجاح كل مراحل الحوار التي مضت مجريات أعمالها ولم يبق سوى إقرار المخرجات النهائية في الجلسة العامة والختامية للحوار الوطني المخرجة لدستور جديد ويمن جديد , وذلك من خلال دورهم في نشر ثقافة السلم والحوار والبناء المجتمعي من خلال خطبهم ومواعظهم وحلقات الذكر التي تقام باستمرار والخواطر والمنشورات الدينية التذكيرية كيف لا وهم أصحاب الكلمة والدعوة وتأثيرهم أقوى وأبلغ من مختلف وسائل الإعلام أو الدورات والبرامج والمؤتمرات المقامة هنا وهناك وتابع قائلا : وقد لاحظنا هذا الدور جليا خلال أحداث العام الماضي على مستوى اليمن بأسره وهي بالمقابل صرخة مدوية ورسالة أبعثها إلى مختلف العلماء والخطباء والدعاة أن يكونوا على كلمة واحدة بعيدا عن الحزبية والطائفية والمناطقية ويخرجوا من قيدها وأسرها إلى رحب الوطنية بتأجيج روح التوحد والاتفاق وتهيئة النفوس لتقبل الآخر بفكره ورأيه ومرجعيته بكل رحب وسعة بشكل يخدم المصلحة العامة ويضيق دوائر الاختلاف وللشروع نحو بناء اليمن الجديد. مضيفا : ومنذ أشهر ونحن نتطرق إلى هذا الموضوع الشاغل لعقل وحال كل مواطن يمني في مختلف المحاضرات والندوات – والحمد لله – وجدنا من الناس تقبلاٍ واهتماماٍ بالغاٍ بترقب قلق لمخرجات مؤتمر الحوار وضمانات تنفيذها وحرصهم على أن تكون هي المخرج الآمن للأزمات والأحداث التي مروا بها وبالمقابل هي رسالة للمسئولين والجهات المعنية أن يكونوا على مقدار هذا الحرص الذي يشغل أحوال هؤلاء البسطاء وأن يجعلوا اليمن فوق كل مصلحة وفوق كل حزب حتى يتحقق البناء والتنمية والنصر التاريخي للحكمة اليمانية وفي ذلك يقول الرب عز وجل (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا ونذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) وقال صلوات الله عليه وآله: (من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه). اليمن الجديد وأما الشيخ مصطفى الجاففي فقد استهل حديثه بقوله تعالى : ( لكْل أْمِةُ جِعِلúنِا مِنúسِكاٍ هْمú نِاسكْوهْ فِلا يْنِازعْنِكِ في الúأِمúر وِادúعْ إلِى رِبكِ إنِكِ لِعِلِى هْدىٍ مْسúتِقيم . وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون. الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون ) وقوله : ( وِاتِقْوا فتúنِةٍ لا تْصيبِنِ الِذينِ ظِلِمْوا منúكْمú خِاصِةٍ وِاعúلِمْوا أِنِ اللِهِ شِديدْ العقاب ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : يتقارب الزمان ,ويقلْ العمل ويلقى الشح وتكثر الفتن ) . وقال : هي رسالة أوجهها لبعض الوسائل الإعلامية في هذا الظرف التاريخي الحرج لانتهاء مجريات الحوار أن تكون بريد العلماء والدعاة إلى المسئولين عامة والمجتمع خاصة بما يتلاءم مع النهج الإسلامي ويتوافق مع مصالح الوطن العليا بأسلوب مهني محايد ملتزم بوثيقة شرف المهنة ونقل الحقائق لا تلفيقها لتصفية حسابات شخصية حزبية ضيقة بل لا بد أن تشتغل وسائل الإعلام وتكثف جهودها في زرع الوطنية من باب التأهب للمخرجات الحوارية وصناعة اليمن الجديد .