الرئيسية - الدين والحياة - وقفات مع حياة النبي في شهر مولده
وقفات مع حياة النبي في شهر مولده
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لقد كان ميلاد النبي محمد صلىى الله عليه وآله وسلم ميلاد أمة من جديد وتغيير وجهة العالم بأسره من ظلمات حالكة إلى نور مبين ومن ضلال إلى هدى ومن يتخبط تخبط عشواء إلى السير على طريق الله المستقيم قال تعالى “يا أهل الكöتابö قد جاءكم رسولنا يبيöن لكم كثöيرا مöما كنتم تخفون مöن الكöتابö ويعفو عن كثöير قد جاءكم مöن اللهö نور وكöتاب مبöين يهدöي بöهö الله منö اتبع رöضوانه سبل السلامö ويخرöجهم مöنö الظلماتö إöلى النورö بöإöذنöهö ويهدöيهöم إöلى صöراط مستقöيم” 16 سورة المائدة. ويعتبر بحق النبي صلى الله عليه آله وسلم أكبر جامعة تربوية في التاريخ البشري بأسره فهو الأمي الذي علم المسلمين من أجل هذا فكل حركة من حركات النبي صلى الله عليه وسلم آله وكل موقف من مواقفه نعتبر دروسا عملية لنا في حياتنا. فمن مواقفه في بيته صلى الله عليه وسلم أنه كان يعامل زوجاته ببساطة وتواضع فكما تقول السيدة عائشة رضوان الله تعالى عليها “كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمازحنا ونمازحه ويضاحكنا ونضاحكه حتى إذا كانت الصلاة كان لا يعرفنا ولا نعرفه وهي التي سئلت عن خلق زوجها فقالت ” كان خلقه القرآن” أو كان قرآنا يمشي على الأرض. ولم يكن النبي صلى الله عليه آله وسلم في بيته مستبدا برأيه يرى أن رأيه لا يناقش بل كان النبي صلى الله عليه آله وسلم يستمع إليهن وإلى شكواهن ويأخذ برأي بعضهن إذا كان صوابا فهو الذي كان في الحديبية قد ساق الهدي معه هو والصحابة ولما حبسوا عن الدخول من البيت أمر أصحابه أن يذبحوا ما معهم حيث حبسوا ولكن الصحابة تباطؤوا بعض الشيء فدخل على زوجته أم سلمة غاضبا فقالت له يا رسول الله اخرج أنت واذبح أمامهم فلما فعل كذلك أسرع الصحابة فرادى وجماعات لتنفيذ الأمر حتى ينالوا شرف اتباع النبي صلى الله عليه آله وسلم ولم يكن يعنف ولا يضرب الوجه بل كان باشا ضاحكا معهم جميعا بل كان صلى الله عليه آله وسلم يعمل بعمل أهله في بيته فكان يخسف نعله ويحلب شاته ويخيط ثوبه على عكس كثير من الرجال الآن يرون أن في ذلك انتقاصا لرجولتهم مع أن أكثر الناس رجولة وهو الحبيب صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ومن مواقفه مع صحابته والناس أنهى لم يكن صلى الله عليه وسلم مaن هواة الزعامة ولا أن يسمع تصفيقا له فهو الذي كان يقول وهو الذي لا ينطق عن الهوى “لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبدالله ورسوله” وهو الذي جاءه رجل ذات يوم ترتعد فرائصه بيديه فقال هون على نفسك “إنما أنا بن امرأة كانت تأكل القديد بمكة” لم يكن يحب صلى الله عليه آله وسلم أن يكون مميزا بين الناس في مقعده ما كان يجلس في مكان مرتفع مثلا بل كان الداخل عليهم يقول وبقول يعرف النبي صلى الله عليه آله وسلم كان يكون غريبا مثلا يقول أين محمد فيكم وكذلك كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يطبق مبدأ المساواة على الجميع فهو الذي أتاه سيدنا أسامة بن زيد ونحن نعلم مدى حب النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه من قبله عندما سرقت المرأة المخزومية فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطبق عليها حد السرقة بقطع يدها فخاف أهلها أن يغيروا بها فقالوا من يشفع لنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختاروا أسامة بن زيد بن حارثة فلما كلم النبي صلى الله عليه آله وسلم في ذلك غضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وقال له “أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها إنما أهلك من كان قبلكم كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد”. وهكذا تتعدد المواقف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم التي يحتاج إليها الموجهون والمربون ينهلون من عذب مواردها ويبينون للناس أنه صلوات الله وسلامه عليه كان حقا قدوة للناس جميعا وصدق الله تعالى” لقد كان لكم فöي رسولö اللهö أسوة حسنة لöمن كان يرجو الله واليوم الآخöر وذكر الله كثöيرا” طبت يا رسول الله حيا وميتا في الأولين وفي الآخرين وصلى الله عليك ما دامت السموات والأرضين.