الرئيسية - عربي ودولي - لا شيء يبعث على التفاؤل
لا شيء يبعث على التفاؤل
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

هذا ما ذهبت إليه عديد وسائط إعلامية أوروبية في شأن ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة العربية بعد ثلاث سنوات من انتفاضات الأمل من أجل الكرامة والحرية والديمقراطية ولقمة العيش الكريمة. القراءت تعددت لكنها بدت وكما لو أنها مسبقا وضعت هذه النظرة التشاؤمية فالأمآل التي أطلقتها تلك الانتفاضات الجماهيرية السلمية “تبخرت وتحطمت تحت أقدام القمع والإرهاب والحديد والنار والفوضى والتخبط والموت والدمار وأزير الرصاص والمتفجرات صارت عنوانا لثوراتنا” بحسب مجلة “المشاهد” …… و”خيبة الأمل كبيرة في نهاية السنة الثالثة من الثورات العربية, ففي مصر يقوم الجيش بترميم الأوضاع القديمة بعد ما عمل الإسلاميون على أسلمة كامل البلاد وفي سورية تدور حرب وحشية لا مثيل لها وشعوب المنطقة كلها تعاني منها الآن.. أما في ليبيا فالمليشيات أصبحت لها الكلمة العليا وأصبحت البلاد مهددة بالانقسام إلى أقاليم متعددة ومن خلال هذا الوضع المؤلم هناك إدراك متزايد بأن إقامة نظام يقوم على قواعد الحرية وسيادة القانون في السياق الثقافي والديني للعالم العربي أمر لا يحتاج لبضعة شهور وإنما لسنوات عديدة وربما عقود حسب صحيفة فرار نكفورتر الالمانية. القراءة على هذا النحو بدت تجمع ما بين تقارب حاد ولكنه بالسطحية وأغفلت أهم الحقائق ومن الأبرز أن الأوضاع في المنطقة العربية بلغت حدود عدم الاحتمال لفقدان المواطن كامل حقوقه ليس بكرامة وإنسانية بيد أن الانتفاضات التي كانت زلزالية سياسيا واجتماعيا انطلقت في الغالب بعفوية وهي لم تفتقد الى التنظيم فقط بل ان المكونات التي انبثقت من بحر الأمواج الشعبية وبخاصة الشبابية كانت اشبه بالانفجار وجانبتها خبرة التقاط الاحداث وبخاصة لملمة هذا التعدد من التكوبثات ما اوجد فراغا أملته تلك القوى التي سقطت على الساحات في اللحظات الأخيرة وهو ما مثل عملية اختطاف لتلك الانتفاضات بالخداع والتضليل ونعيق الشعارات الفراسة الزائفة بما ترتب عليها من نتائج عكسية كان التدخل الخارجي فاعلا بما ترتب في النتيجة. نعم لقد كانت هناك اخفاقات غير بسيطة إلى درجة أن العديد من المهتمين بهذا الشأن اعتبروا وما حدث من انفجار غضبا تعثر لكنهم أقروا بأن ما بدأ لن يتوقف وربما أن للجانب السلبي الذي تمثل بالاندفاع المحموم من قبل أولئك الذين سقطوا على الساحات الثورية حسنة انكشاف حقيقتهم مناهضة التحولات الجذرية وهو ما أدى إلى هذه التطورات التي تتلاحق على سبيل المثال في مصر وتونس فيما يشبه إعادة الاعتبار لمسار هذه العملية التاريخية.