الرئيسية - عربي ودولي - جنود الإنسانية تحت ركام الحروب
جنود الإنسانية تحت ركام الحروب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بين ركام الدمار المتناثر على الأرجاء وأنين الرصاص التي تخترق الأجواء وتهاتف القوى على انتزاع الأرواح بلا ضمير أو مبدأ, يعمل أولئك الأشخاص الإنسانيون بصمت دون كلل أو ملل في تضميد جراح هذا بعد أن تخثر جسده بالجروح المميتة التي كادت تزهق روحه , وإغاثة ذاك بعد أن تملك الجوع والعطش خلايا دماغه وشل حركته , ومساعدة كل من طلب يد العون حيا كان أم ميتا , كل ذلك وأكثر من القيم الانسانية التي يحملونها أولئك حتى في احلك الظروف وأوج الصراعات والحروب التي يعج بها العالم لإرساء القيم النبيلة والإنسانية التي ترقى بالإنسان عن باقي الكائنات وتصون كرامته بعد أن أهدرت على الأراضي الصلبة وارتوت التربة بدمائه البريئة هؤلاء هم حملة شارات الهلال الأحمر والصليب الأحمر على قمصانهم البيضاء. الهلال الأحمر العربي ومن يعملون فيه أكانوا دكاترة أم متطوعون أثبتوا خلال الصراعات والحروب في البلدان العربية أنهم رسل سلام يحملون مبادئ وقيم إنسانية وأساسية قامت عليها المنظمة في أنحاء العالم وهي (الإنسانية عدم التحيز الحياد الاستقلال الخدمة التطوعية الوحدة العالمية ) .يعملون عليها رغم الصعوبات التي يواجهونها أثناء تأديتهم لعملهم في الميدان من قتل واختطاف وردع وشحة في الدعم الذي يصل إليهم , وشهدت البلدان العربية النصيب الأكبر من عمل هذه المنظمة وبالذات في الدول الأكثر صراعا ومنها سوريا والعراق ومصر واليمن وليبيا ولبنان. وتعتبر منظمة الهلال العربي السوري أكثر المنظمات الإنسانية عملا نظرا لتواصل الحرب والأزمة الخانقة التي تعصف بسوريا منذ قرابة ثلاث سنوات وإلى حد الآن ,تكثف فيها جهود العاملين في المنظمة وتوسعت مساعداتهم من الطبية والعلاجية إلى الإنسانية والتي تمثلت في إيواء النازحين وتوفير أبسط المقومات المعيشية من المساعدات الغذائية و بعض الملابس إلى جانب توفير المساكن الآمنة حتى يتم نقلهم إلى مخيمات في البلدان المجاورة . وبحسب بيان للمنظمة نشرته خلال الأيام الماضية قتل اربعة وثلاثون متطوعا من متطوعي المنظمة أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني في الميدان منذ أن بدأت الحرب القائمة في سوريا, جميعهم قْتلوا وهم يحملون شارة الهلال الأحمر والتي تشير بوضوح إلى انتمائهم إلى الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والتي يفترض أن تْوفر لهم الحماية من طرفي النزاع وفقا للقانون الدولي الإنساني. الجدير بالذكر أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري حصلت على جائزة السلام والإنسانية خلال اجتماع الهيئة العامة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في سيدني باستراليا نهاية العام الماضي. وتعتبر هذه الجائزة التي لم تعط منذ 15عاماٍ لأي جمعية أو منظمة وطنيةº منحت للمنظمة تقديراٍ للدور الإنساني الذي لعبته المنظمة ممثلة بجهود أعضائها في الأزمة الحالية ببلدهم سوريا . أما منظمة الهلال العراقي فهي الآخرى واجهت أعنف المراحل في الميدان وخصوصا مع اشتداد الصراعات وامتدادها إلى بعض المحافظات العراقية وبالذات في محافظة الأنبار نتيجة للعمليات العسكرية المكثفة , وتذكر المنظمة أن العديد من أعضائها تعرضوا لهجمات من مسلحين اثناء تأديت مهامهم أدت إلى مقتل وجرح كثير من الأطباء والمتطوعون في المنظمة , وهذا ما أكدته مجلة ”المشاهد السياسي” البريطانية , حيث ذكرت أن هناك حملة تشن على الأطباء في العراق ممن يتبعون المنظمة أو يعملون في المستشفيات . وأكدت تورط العديد من الأطراف في هذه القضية والمحت إلى تورط بعض أجهزة الاستخبارات التابعة لدول أجنبية من خلال مجموعات سرية تقوم بمطاردة واغتيال الدكاترة والأطباء والعلماء والباحثين والمفكرين وتصفيتهم. وقد أدى ذلك إلى نزوح الآلاف من المناطق الدائر فيها الصراع , ولذلك لجأت منظمة الهلال الاحمر العراقي إلى تكثيف جهودها الإنسانية في تقديم المساعدات للمدنيين النازحين وقد قدمت في عام 2013م مواد غذائية وإمدادات أساسية أخرى لإغاثة ما يزيد على 22000 شخص في ديالى ونينوى وكربلاء وبابل وبغداد , بينما نزح 13500 شخص في هذا العام وبالذات مع اشتداد الصراع في الانبار وقد قامت المنظمة بتقديم معونات تمثلت في 7000 سلة غذائية إلى جانب الإسعافات الاولية في 15 مركزاٍ في مدينة الرمادي و3 في الفلوجة . ويذكر أن اللجنة الدولية للصليب الاحمر فقد نشأت في مدينة جنيف في العام 1863م على يد مؤسسها هنري دونان ,وتم اختيار هذا الاسم ” الصليب الأحمر” لأن علم جنيف هو صليب أبيض على أرضية حمراء وتكريماٍ لهنري دونان صاحب الفكرة تم اعتماد شعار هذه اللجنة على علم دولة هنري دونان ولكن بعكس اللون كي يصبح صليب أحمر على أرضية بيضاء. أما منظمة الهلال الأحمر العربي تعتبر منظمة غير حكومية إنسانية , تم تشكيل شعار المنظمة في زمن الامبراطورية العثمانية وهو شعار الهلال الأحمر للدول الإسلامية معادل للصل?ب الأحمر الدولي للدول الغربية وذلك من وازع التمييز ولكن يبقى اللون أحمر, وقد استخدمت الحكومة الإسلامية الإيرانية هذا الشعار في عام ????م بدلا من شعار الأسد والشمس الأحمرين. وقد ظهرت فكرة تأسيس الأمانة العامة لمنظمة جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية في عام 1965م أثناء اجتماع الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في فيينا – النمسا حيث كانت الجمعيات الوطنية العربية في ذلك الوقت لا تربطها أي رابطة ولا يوجد هناك أي تنسيق ولم يكن لها أي تأثير كمجموعة في أوساط الحركة الدولية وقد تم التنسيق بين الجمعيات العربية لانشاء منظمة بهدف توحيد الصف والخروج برأي موحد يدعم المنظمة في الوطن العربي وكان ذلك في عام 1966م وتوالت الاجتماعات واللقاءات فعقد اجتماع في القاهرة عام 69م ثم بيروت 71م وفى العراق 72م ثم الأردن 73م ثم الكويت 74م وتمخضت عن هذه الاجتماعات روح التنسيق والرغبة في تكوين هيئة موحدة للجمعيات العربية تقوم بمهام التنسيق والتنظيم لتوحيد الجهود . وفي عام 1975م عقد الاجتماع السابع بالرياض في المملكة العربية السعودية حيث تمت أنشاء الأمانه العامه لمنظمة جمعيات الهلال الأحمر العربي واختيرت مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مقرا دائما للمنظمة . ويشكل المتطوعين أكثر من 95% من مجموع القوى العاملة في هذه المنظمة في العالم ويعتمد الهلال الأحمر على المتطوعين في تحقيق رسالته وتقديم الدعم لمن يحتاجه ويقوم بتزويد متطوعيه بالتدريب اللازم الذي يؤهلهم لتأدية دورهم بأحسن طريقة كل حسب اختصاصه ومهامه .