الرئيسية - عربي ودولي - “مؤتمر جنيف2”.. هل يوقف نزيف الدم السوري¿¿
“مؤتمر جنيف2”.. هل يوقف نزيف الدم السوري¿¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تدخل سوريا عامها الدموي الثالث وسط ترجيحات بقاء الأوضاع كما هي وعدم التوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار وإقامة ممرات إنسانية آمنة وإن كانت هناك مؤشرات لمفاوضات ربما لن تكون مجدية بين الحكومة والمعارضة , وتمترس القوى الدولية خلف رؤاها ومصالحها الخاصة بعيدا عن معاناة سوريا ومستقبلها وفقا لما يراه المحللون. وعقد أمس, اجتماع ” جنيف2″ في مدينة مونترو السويسرية بمشاركة قوى عالمية, باستثناء إيران , وحضور ممثلي عن الحكومة وبعض فصائل المعارضة السورية, ومثل الاجتماع مجرد محطة لن يغير شيئ على الأرض على الاقل , على المدى القريب. ويرى مراقبون بان المؤتمر لا يمكن ان يطرح مخرجا آمنا للوضع السوري, وليس هناك آمال كبيرة معلقة على الخروج من المؤتمر بنتائج كبيرة. وفي ظل استمرار وحشية الحرب الأهلية السورية يصعب على العالم حاليا الإمساك ” بمربط الفرس” لجر سوريا الى خارج مربع الصراع , في ظل تمترس الجيش السوري والجماعات المسلحة والتي يقدر قوامها بأكثر من 200 مجموعة خلف السلاح, ولا سيما وأن الجانبين لا يريدان التخلى عن مواقفهما الحالية. كما ان النظرة المتباينة تماما للقوى الدولية تجاه مستقبل سوريا لاتنبئ عن حلول ناجعه ونتائج مثمرة يمكن ان تساهم في إيقاف نزيف الدم السوري أو الخروج برؤى سياسية تضمن ولوج السوريين في مرحلة غير التي على الأرض. وعلى الرغم من النجاحات الدبلوماسية للقوى العالمية واجتماعهم في مؤتمر ” جنيف2″ يوم امس , وجمع ممثلين عن بعض الفرقاء السوريين على طاولة واحدة الا ان ذلك لا يعطي مؤشرا على إيجاد حلول ومعالجات للوضع الكارثي والوحشي في الأراضي السورية والتي تشتعل منذ حوالي 33 شهرا. ومن المرجح أن يتفق الجانبان السوريان المشاركان في المؤتمر ” الحكومة والمعارضة” على بناء إطار لاستمرار المفاوضات بينهما مستقبلا فيما يرى مراقبون بان السبيل الوحيد امام القوى الدولية كأميركا وبريطانيا وبعض الدول الغربية والعربية التخلى عن التدخل العسكري وحل الأزمة السورية من خلال تسوية سياسية تفاوضية تنسجم مع بعض مصالحها الخاصة والتعاون والتنسيق ومع الاطراف المؤثرة على الحكومة السورية كموسكو والصين وايران وغيرها من الدول , باعتبار هذا التوجه هو الخيار الصائب والاقرب لتفكيك الملف السوري الشائك.. وفي كلمته في افتتاح المؤتمر دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تحول الاجتماع إلى فرصة لـ”الوحدة” وقال أن مسؤولية إنقاذ سورية تقع على عاتق الوفدين السوريين المشاركين, الا ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم شن هجوما قاسيا على المعارضة واتهمها بموالاة إسرائيل والسعودية, في حين أكد ممثل المعارضة بان بشار الاسد يجب ان لا تكون له اي مشاركة في الحكومة الانتقالية, وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الأميركي جون كيريمن أن الرئيس بشار الأسد لن يكون له مكان في سوريا, الا الذي لا ينذر بأي افق للحل للقضية. وثبت الموقف الروسي كعادته , حيث اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن على الشعب السوري تقرير مصيره بنفسه وحذر من تحول سوريا إلى “بؤرة للإرهاب” الدولي بما يؤدي إلى انتقال الصراع إلى دول الجوار, منتقدا استبعاد إيران من المشاركة في المؤتمر, وطالب بحل يستند إلى رؤية السوريين, وهذا ما يعني بان المشاركين في المؤتمر لا يزالون بنفس التوجه والرؤى ولم يغيروا من مواقفهم , وهو ما يجعل الاجتماع مجرد محطة مفاوضات ولن يستطيع وقف نزيف الدم السوري.