الرئيسية - الدين والحياة - الأمن مسؤولية كل مسلم
الأمن مسؤولية كل مسلم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يقول تعالى «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» وبمفهوم هذه الآية الكريمة تغدو المساهمة في تثبيت الأمن والاستقرار وإعلاء القيم الدينية والوطنية والترابط الاجتماعي مسؤولية مناطة بالجميع كبيرا وصغيرا وجنديا ومواطنا ورجلا وامرأة في كل محافظة ومديرية وقرية وحي حيث وقد أصبح الجميع متضررا ويعيش حالة قلق وخوف جراء الأوضاع المتردية والفوضى العارمة. وما نعيشه من افتقاد لنعمة الأمن والاستقرار لنهنأ بالعيش الكريم والمستقبل المشرق في ظلها والحفاظ عليها والإسهام في ترسيخها. ولكن كيف والبعض منا يتنصل عن مسؤولية ما يجري من أحداث متسارعة تهلك الحرث والنسل وتجلب الذعر والهلع بين صفوف العامة وتسلبهم السكينة والطمأنينة .. والعجيب أن البعض يرى جاره ينتهك عرضه أو يتعرض للاعتداء ولا يكلف نفسه حتى أن يقوم بإبلاغ الجهات الأمنية عن الجاني وكأن الأمر لا يعنيه. وكيف سيقوم رجل الأمن. بواجبه في ضبط المعتدي إذا لم يقم المواطن بواجبه في إبلاغ الأمن إن ما جرى أمس لجارك سيصبح غدا في دارك فلا نتخيل أننا سننجوا فالسيئة تعم ولا خير فينا إن لم نقف إلى جانب رجال الأمن والجيش في ترسيخ الأمن والاستقرار فالإبلاغ عن ارهابي مختل أو معتدي مشين أو مجرم مضر أمر بمعروف ونهى عن منكر قد يؤدي إلى كارثة وعواقب وخيمة ألم يأمرنا الله تعالى في كتابه بقوله «لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس» مبينا لنا أنه لا خير فينا وفي كلامنا إن لم نفعل ذلك أو تكون نجوانا فيما بيننا.. والمسلم لا بد أن يهتم بأمر المسلمين من حوله ومن لم يهتم بأمر أخيه المسلم فليس بمسلم لقول نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم أو كما قال «فلو تنصل كل منا عن مسؤوليته وسكوتنا عن المجرم حتى يزيد في جرائمه والخاطف في اختطافاته والسارق في سرقة والذي يقطع الكهرباء ويفجر أنابيب النفط ويخرب المنشآت ويدمر المؤسسات ويمارس الاغتيالات في أفعالهم وإجرامهم لهلكوا هلك المجتمع بأكمله كما في حديث السفينة التي أرادوا أن يخرقوها حتى لا يؤذوا من فوقهم كلما أرادوا أن يسقوا فلو أن الذين في أعلى السفينة تركوهم أو سكتوا عما أرادوا فعله ولم يأخذوا على أيديهم ويمنعوهم لهلكوا وهلك جميع من في الأسفل وكذا من في الأعلى ولكن جميع من في أعلى السفينة استشعروا بالمسؤولية وأن عليهم واجبا في ترسيخ أمن واستقرار السفينة فمنعوهم فمسؤولية تثبيت الأمن والاستقرار والحفاظ على القيم الدينية والوطنية والتصدي لقوى الشر والإرهاب وكذا التصدي لقوى الفساد الداعمة وعصابات القتل والغدر والاغتيالات وأصحاب النفوس المريضة والعقول المختلة والأفكار المرفوضة التي تسعى لإفشل الحوار الوطني وتتلذذ بإراقة الدماء الطاهرة وإزهاق الأرواح البريئة وتدمير ممتلكات الشعب من مستشفيات ومؤسسات وغيرها ليس واجب رجال الأمن والجيش فحسب بل واجب الجميع. فإن ما تشهده الساحة اليمنية من كل هذه الانتهاكات والفوضى المفرطة انتهاك لحقوق كل مواطن يمني قبل أن يكون انتهاكا للقوانين بل واعتداء غاشما وسافرا على الوطن وعلى الإنسانية وحق المواطنة المكفولة للجميع كما أن العمل على السعي الصادق في تثبيت الأمن والاستقرار أمر بمعروف ونهي عن منكر وأمر يعنينا فلا تقل الأمر لا يعنيني أو تقل نفسي نفسي وبادر مع أخوانك أصحاب الفكرة والمنطلق للمبادرة الشعبية «اسناد» لتثبيت الأمن والاستقرار في وطنك ومديريتك وقريتك وحيك وبيتك لتحقيق العدالة الاجتماعية وكذا المساواة واحترام النظام والقانون وكن مساهما في دعم نتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل فالتعاون على البر والتقوى أمر من المولى جل جلاله حيث قال «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» فالسكوت على الإثم شراكة في تفشيه أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل شر ومكروه وأن يوفق من يسعى لترسيخ الأمن والاستقرار في بلادنا الغالي..

مدير الأوقاف والإرشاد بمديرية آزال