الرئيسية - الدين والحياة - انتهى الحوار وحان جني ثماره
انتهى الحوار وحان جني ثماره
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

المرحلة التأسيسية تتطلب صدق النوايا للمحافظة على الأمن والسلم المجتمعي

يوم فقط يفصلنا عن الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني , بعدها تبدأ النقلة التاريخية والحضارية للدولة المدنية القائمة على سيادة القانون وسيادة العدالة الاجتماعية والمساواة.. هي مرحلة الحصاد لطيلة 9 أشهر مضت , جمعت كل الأطراف على طاولة واحدة بعيداٍ عن التمترس للوصول إلى منظومة سلمية عادلة .. علماء ودعاة يشددون على أهمية دعم وثيقة المخرجات وتكثيف الجهود لإنجاحها ومعاقبة القوى المعرقلة لسير مهامها لكونها المخرج السلمي لليمن ومستقبله الآمن والمزدهر .. إلى التفاصيل:

البداية كانت مع العلامة عبدالله صعتر الذي أشاد بما حققه مؤتمر الحوار عبر فرقه التسعة في توطيد جذور السلم والعدالة والتنمية المستدامة وتعزيز الوحدة الوطنية كمخرج تاريخي سلمي لليمن تشهده وتباركه الأمم عربيا وعالميا داعياٍ الجميع إلى الاصطفاف في تنفيذ هذه المخرجات وإخراجها إلى حيز الوجود والتطبيق مستشهداٍ بقوله تعالى: (لكْل أْمِةُ جِعِلúنِا مِنúسِكاٍ هْمú نِاسكْوهْ فِلا يْنِازعْنِكِ في الúأِمúر وِادúعْ إلِى رِبكِ إنِكِ لِعِلِى هْدىٍ مْسúتِقيم . وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون. الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون) وقوله : (وِاتِقْوا فتúنِةٍ لا تْصيبِنِ الِذينِ ظِلِمْوا منúكْمú خِاصِةٍ وِاعúلِمْوا أِنِ اللِهِ شِديدْ العقاب) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : يتقارب الزمان, ويقلْ العمل ويلقى الشح وتكثر الفتن). وأضاف صعتر: وهي بالمقابل رسالة أوجهها للوسائل الإعلامية في هذا الظرف التاريخي الحرج لانتهاء مجريات الحوار أن تكون بريد العلماء والدعاة إلى المسئولين عامة والمجتمع خاصة بما يتلاءم مع النهج الإسلامي ويتوافق مع مصالح الوطن العليا بأسلوب مهني محايد ملتزم بوثيقة شرف المهنة ونقل الحقائق لا تلفيقها لتصفية حسابات شخصية حزبية ضيقة بل لابد أن تشتعل وسائل الإعلام وتكثف جهودها في زرع الوطنية من باب التأهب والتطمن للمخرجات الحوارية وعامل رئيس لتنفيذها ورقابة سير مجراها لما يعزز ثقة الشعب بانتصار ونجاح الحوار. بوابة السلم ومن جهته يقول الشيخ مصطفى الريمي: إقرار الوثيقة النهائية للحوار واجب ديني ومطلب وطني ومصلحة اليمن أرضاٍ وإنساناٍ هي مقدمة على كل مصلحة فهي وثيقة مرحلية هامة وبوابة للسلم الاجتماعي ودفن لأحقاد وتراكمات الماضي وركن من أركان استتباب الأمن والاستقرار في البلاد ولأننا نطمح في طي صفحة الماضي برؤية مستقبلية نحو بناء الدولة المدنية الحديثة ولما فيه مصلحة اليمن وأمنه ووحدته حتى لا تظل تلك المسائل الشائكة والأحقاد العالقة في أذهان من يستغلون أجواء هذا الحوار للمزيد من التعقيد ووضع العراقيل في سبيل إفشال متطلبات إنجاح هذا الحوار. وأضاف: إن هذا الحوار يعد مثالاٍ ونموذجاٍ يحتذى به وهو فعلاٍ ما أستوجبه داعي منطق العقل والحكمة وكان ذلك الحدث التاريخي الذي صنعه اليمانيون مبعث فخر بين الأمم رغم أن هناك عوامل هامة وهي في حقيقة الأمر تدفع نحو إنجاح هذا الحوار وهو القرار الإقليمي والدولي بشأن دعم اليمن في بقائه آمناٍ مستقراٍ وموحداٍ وخروجه من أزمته وذلك لما يمثله اليمن من موقع استراتيجي هام ومؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار المنطقة وباب المندب والمياه الإقليمية المترامية على طول الحدود اليمنية. وقال: إن أي فوضى أو انفلات أمني وسياسي أو انقسام داخل اليمن قد يشكل ذلك تهديداٍ حقيقياٍ لمصالح وأمن دول المنطقة والعالم. تطلعات شعبية ويرى الشيخ محمد طاهر أن مخرجات الحوار ستحقق آمال الشعب والشباب في التغيير والوصول إلى دولة النظام والقانون والدولة المدنية الحديثة . وقال طاهر: إن المتطلع لهذه المخرجات وما احتوته موادها الدستورية والقانونية يرى أنها جاءت موافقة لتطلعات الشعب وتضحيات شبابه ولما فيه مصلحتهم ومصلحة مجتمعهم وإلى الآن لا توجد أي صعوبات أو عراقيل تعيق سير أعمال وثيقة المخرجات وذلك لحرص القوى والمكونات السياسية على إنضاج مخرجات تليق بالتغيرات الراهنة وتواكب المتطلبات والاحتياجات العصرية وتخدم اللحمة الإنسانية والدينية وتنبذ الصراعات الطائفية والحزبية والمناطقية وتحقق مبدأ التعايش السلمي بين أفراد وأبناء المجتمع الواحد. واقع ملموس العلامة جبري إبراهيم حسن يرى أنه حان وقت التكاتف الوطني الجاد لمرحلة العمل والشروع نحو بناء الدولة الحديثة ونبذ كل خلافات وصراعات الماضي والنظر للمستقبل وتحكيم شرع الله ونهجه امتثالاٍ لقوله تعالى: {وِمِا اخúتِلِفúتْمú فيه منú شِيúءُ فِحْكúمْهْ إلِى اللِه} هذه هي رسالتنا ومبدأنا. وقال جبري: فكم دعونا إلى حوار يتسم بالحكمة وتقبل الآخر مهما كان مختلفاٍ, حوار ينهي كل أنواع الخلاف والحروب والاقتتال ويجر اليمن إلى ” أسس الديمقراطية والعدالة وحفظ كرامة الإنسان وحياته وممتلكاته في وطن يأمن فيه الفرد على نفسه وحقه وحريته المكفولة التي نصت عليها الشريعة الدين الإسلامي قال تعالي: ودعا إليها الإسلام وقال تعالى: {فِإنú تِنِازِعúتْمú في شِيúءُ فِرْدْوهْ إلِى اللِه وِالرِسْول إنú كْنúتْمú تْؤúمنْونِ باللِه وِالúيِوúم الúآخر ذِلكِ خِيúرَ وِأِحúسِنْ تِأúويلٍا). ومضى يقول: وبعد أن تحقق هذا المنجز والمكسب يجب أن يتحول من حبر على ورق إلى واقع ملموس يجني ثماره كل أبناء الشعب شمالاٍ وجنوباٍ شرقاٍ وغرباٍ . عقد جديد من جانبه يقول الشيخ إبراهيم العلفي: كان وما زال للعلماء دورهم في نجاح كل مراحل الحوار التي مضت مجريات أعمالها ولم يبق سوى إعلان الوثيقة النهائية للحوار التي على ضوئها يتم بناء يمن جديد, وذلك من خلال دورهم في نشر ثقافة السلم والحوار والبناء المجتمعي من خلال خطبهم ومواعظهم وحلقات الذكر التي تقام باستمرار والخواطر والمنشورات الدينية التذكيرية كيف لا وهم أصحاب الكلمة والدعوة وتأثيرهم أقوى وأبلغ من مختلف وسائل الإعلام أو الدورات والبرامج والمؤتمرات المقامة هنا وهناك. وتابع قائلاٍ: وقد لاحظنا هذا الدور جلياٍ خلال أحداث العام الماضي على مستوى اليمن بأسره وهي بالمقابل صرخة مدوية ورسالة أبعثها إلى مختلف العلماء والخطباء والدعاة أن يكونوا على كلمة واحدة بعيداٍ عن الحزبية والطائفية والمناطقية ويخرجوا من قيدها وأسرها إلى رحب الوطنية بتأجيج روح التوحد والاتفاق وتهيئة النفوس لتقبل الأخر بفكره ورأيه ومرجعيته بكل رحب وسعة بشكل يخدم المصلحة العامة ويضيق دوائر الاختلاف. مضيفاٍ: ومنذ أشهر ونحن نتطرق إلى هذا الموضوع الشاغل لعقل وحال كل مواطن يمني في مختلف المحاضرات والندوات – والحمد لله – وجدنا من الناس تقبلاٍ واهتماماٍ بالغاٍ بترقب قلق لوثيقة مخرجات مؤتمر الحوار النهائية وحرصهم على أن تكون هي المخرج الآمن للأزمات والأحداث التي مروا بها وبالمقابل هي رسالة للمسئولين والجهات المعنية أن يكونوا على قدر هذا الحرص الذي يشغل أحوال هؤلاء البسطاء وأن يجعلوا اليمن فوق كل مصلحة وفوق كل حزب حتى يتحقق البناء والتنمية والنصر التاريخي للحكمة اليمانية. وفي ذلك يقول الرب عز وجل (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) وقال صلوات الله عليه وآله وصحبه: (من فارق الجماعة شبراٍ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه).