الرئيسية - عربي ودولي - جنوب السودان مأساة إنسانية
جنوب السودان مأساة إنسانية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تقرير/ بلال الراسني –

عمقت الحروب الدائرة في إفريقيا من المعاناة الإنسانية للسكان الأفارقة في مواطن هذه الحروب والصراعات , فكثير ما كانت تحدث صراعات بين فصيلين متناوئين للاستئثار بالسلطة أو المال أو حتى خلاف قبلي على بئر ماء أو كيلومترات من أماكن الرعي والكلا ليجدوا أنفسهم ضحايا لهذا الصراع وعرضة (للموت) خلال الأسبوع الماضي وفي زيارة قام بها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ايفان سميمونوفتش لإحدى مدن جنوب السودان تساءل سيمونوفتش ما الذي يحدث في إشارة إلى ما حل بهذه البلد من خراب .

لقد أدت الحرب التي يشهدها جنوب السودان جراء الصراع الدائر بين الرئيس الجنوب السوداني سلفاكير ونائبه السابق مشار في الصراع الدائر بينهما في اقل من شهر إلى موت عشرة آلاف شخص خلال اقل من شهر بحسب ما أكدته مجموعة الأزمات الدولية بالإضافة إلى تهجير نصف مليون شخص ولم تتمكن فرق الإغاثة الإنسانية – بسبب كثرة أعداد الفارين من ساحات المواجهة – من القدرة على استيعابهم وهو ما اضطر البعض منهم إلى اللجوء إلى الادغال هربا من الموت والاحتماء تحت الأشجار أو الاحتماء بالعنابر الخاصة لقوات يونمايس الدولية . كما أن موجة النزوح الجماعي وسوء التغذية بحسب ما تؤكد منظمات الإغاثة الإنسانية أجبرت البعض من النازحين في الغابات بسبب عدم وجود الغذاء على اللجوء إلى كل أوراق الأشجار في الغابات ويقول موزس أجاك وهو ممثل في مكتب المفوض لشؤون الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة: إن الناس يعانون كثيرا في بيور يقضون أسابيع في المشي لتسجيل أسمائهم لدينا للحصول على غذاء كما لقي العديد من السكان حتفهم غرقا إثناء محاولة الهروب من المعارك . ولم يتوقف الأمر عند هذه الحدود بل جرى تجنيد واسع من قبل الجماعتين المتصارعتين في استخدام الأطفال والزج بهم إلى ساحات المواجهة . وتؤكد الأمم المتحدة أنه جرى تجنيد واسع لأطفال من قبل مقاتلي سلفاكير ومشار فضلا عن ارتكاب جرائم حرب . وتنقل بعثة الأمم الدولية على لسان نائب مجلس حقوق الإنسان “مجرد أن يسيطر فريق ما على بانتيو (عاصمة ولاية الوحدة) ينتهك حقوق الإنسان ويقتل مدنيين”. وأضاف:”رأينا بين 15 و20 جثة متحللة في الشارع وبدا أن المدنيين كانوا موثقي الأيدي قبل قتلهم”. ويقول مساعد الأمين العام لحقوق الإنسان أن الحرب الدائرة في الجنوب بعد ثلاث سنوات من الاستقلال إعادة الجنوب قرنا إلى الوراء.. وبعد زيارته لجنوب السودان وصف سيمونوفيتش مدينة بانتيو بأنها “مدينة أشباح”. وقال: إن المعارك أرغمت معظم السكان البالغ عددهم أربعين ألف نسمة على الفرار من المدينة. من جراء استمرار الصراع وعدم وجود افق للانفراج السياسي لأزمة الصراع الدائر هناك . وقد فاقم هذا الصراع الدائر بين قبائل الدنكا سلفاكير والنوير مشار إلى تفاقم الوضع الإنساني لسكان هذه الدولة الوليدة التي تعاني أصلا من شحة الموارد. ولم تفلح جهود الاتحاد الإفريقي في وقف القتال بين الفصيلين المتناحرين. وبالرغم من قيام الاتحاد الافريقي بجمع طرفي النزاع في إجراء مفاوضات والبحث عن مخرج لهذه الأزمة التي يقول مراقبون أن استمرارها قد يدفع هذا البلد إلى نزاع تصعب السيطرة عليه. كما تتحدث العديد من المنظمات عن وقوع جرائم إنسانية وقتل جماعي ممنهج بين طرفي النزاع وحثت الأمم المتحدة بسرعة فتح تحقيق دولي. ومن جهتها اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش كلا من القوات الحكومية والقوات التابعة لمشار بارتكاب “جرائم مروعة ضد المدنيين بسبب العرق فقط” أثناء الصراع الدائر في البلاد. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الشهر الماضي الفصائل المسلحة من أن تحقيقا سيفتح في الاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وفي ظل تزايد الاتهامات بواقع جرائم حرب دعت قوات التدخل الأفريقية إلى قمة نهاية الشهر الحالي للوقوف على هذه التداعيات ودعت طرفي النزاع إلى تحمل مسؤوليتهما عن أي انتهاكات.. ومن المتوقع أن يوقع أطراف الأزمة اتفاقا في اديس ابابا لوقف إطلاق النار تمهيدا لوضع حد لهذه المعاناة الإنسانية.