صادرات السعودية غير النفطية ترتفع 22.8 بالمائة في سبتمر 2024 العميد الأكحلي: شرطة تعز ماضية في تثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة اللواء الجبولي: الوحدة 16 طيران مسير تلعب دورًا محوريًا وحاسما في ميدان المعركة قائد لواء الريان بالمنطقة العسكرية الثانية يؤكد أهمية تعزيز الحس الأمني تدشين برنامج الطبيب الزائر الـ41 لجرحى القوات المسلحة في مأرب انطلاق البطولة الثانية لكرة اليد لأندية محافظة مأرب اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان
جاء الإسلام ليزيل الخلافات بين أفراد المجتمع بتعاليمه السمحة التي تدعو إلى نشر السلام والمحبة ونبذ الكراهية والحقد والتعصب فالإسلام رسالة عالمية ساوت بين البشر فلا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى. حول التعصب والدعوات المقيتة لشق الصف وإشاعة الكراهية وخطر ذلك على المجتمع التقينا الشيخ إبراهيم محمد عبد الكريم إمام وخطيب جامع الرحمن فكان الحوار التالي:
* نسمع هذه الأيام صيحات التحذير التي يطلقها العلماء والمصلحون للابتعاد عن التعصب وبث الخلاف الفكري والمذهبي وغيره ..فما هي مخاطر هذا التعصب على المجتمعات¿ – التعصب المقيت الأعمى لفكر معين أو لمنهج معينº يؤدي إلى عدم القبول بالآخر وعدم التعايش معه وقد يتطور الأمر نتيجة للشحن الطائفي إلى التكفير واستباحة الدماء ولذلك تعالت أصوات العلماء وصيحات الحكماء للتحذير من الفتنة الخطيرة والتي لو اندلعت –لا سمح الله- فإنها سوف تأكل الأخضر واليابس ولن تبقي ولن تذر ولن يسلم منها أحد وسوف يكتوي بها الجميع وستكون كالنار التي تأكل الهشيم. * ما هي أسباب التعصب بين أفراد المجتمع الواحد¿ – من أهم الأسباب المؤدية للتعصب بكل أشكاله هو الجهل وللأسف الشديد فإن نسبة الجهل في المجتمع اليمني كبيرة جداٍ ونسبة الأمية أيضاٍ كبيرة جداٍ وهذا من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذه الآفة ومن الأسباب أيضاٍ ضعف التوعية بقيم التعايش والإخاء التي جاءت بها رسالة الإسلام سواءٍ لتقصير من العلماء والدعاة والخطباء أو من وسائل الإعلام المختلفة وأنا أدعو من خلال صحيفتكم الموقرة أن يتداعى الجميع في بلادنا ابتداءٍ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والمسئولين والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والدعاة والمفكرين والكتاب ووسائل الإعلام المختلفةº علينا جميعاٍ أن نتداعى لبث روح المحبة والتسامح والتعايش بين كافة أفراد المجتمع حتى ينعم الجميع بالهدوء والاطمئنان والسلام. وأيضاٍ تفويت الفرصة على أعداء الوطن وقوى الشر في الداخل والخارج والتي تسعى إلى تمزيق الوطن بل والأمة الإسلامية كلها وضرب أبناء الأمة بعضهم ببعض تحقيقاٍ لمصالح أعداء الأمة. * نتمنى منك إعطاء أمثلة مشرقة للتعايش ¿ – سيد المتعايشين مع الآخرين هو محمد صلى الله عليه وآله وسلمº وصل إلى المدينة في ظروف معقدة فهناك المهاجرون والأنصار واليهود الذين يحيطون بالمدينة من كل جانب وهناك منافقون وكفار ومشركون لم يسلموا بعد ومع ذلك استطاع محمد عليه الصلاة والسلام أن يْكون من هذه الفسيفساء نسيجاٍ اجتماعياٍ مترابطاٍ قوياٍ من خلال وثيقة المدينة ولم تكن هذه الوثيقة حبراٍ على ورق بل كانت متجسدة في أفعاله صلى الله عليه وآله وسلم تمر جنازة يهودي على الرسول عليه الصلاة والسلام فيقوم لها فيقول الصحابة: يا رسول الله إنها ليهودي فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: أو ليست نفساٍ. ويمرض جاره اليهودي فيعوده عليه الصلاة والسلام في بيته ويدعوه إلى الإسلام فما وسع ذلك اليهودي عندما رأى هذا الخلق من الرسول إلا أن يْسلم. كان عليه الصلاة والسلام يْخالط اليهود ويغشى مجالسهم ويحضر ولائمهم ويشتري ويقترض منهم كان عليه الصلاة والسلام يحقن دماء المعاهدين والمستأمنين وأهل الذمة وكان يقول: “من قتل معاهداٍ لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة” يؤذى عليه الصلاة والسلام من المنافقين أشد الإيذاء حتى وصل هذا الإيذاء إلى أهل بيته إلى عرضه وشرفه وحتى قال عبد الله بن أبي عن الرسول: سمن كلبك يأكلك لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فيقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فيقول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: لا يا عمر لا يتحدث الناس أن محمداٍ يقتل أصحابه). يا ليتنا نتعامل مع بعضنا اليوم كما تعامل الرسول الكريم مع الكفار والمشركين يا ليتنا نحقن دماءنا كما حقن الرسول دماء اليهود والمنافقين. وأما صور التعايش فكثيرة جداٍ نكتفي بصورة واحدة بين الإمام الشافعي والإمام أحمد رحمهما الله فقد كانوا يختلفون في مئات المسائل الفقهية الفرعية ومع ذلك فقد كانوا في غاية الحب والاتفاق والوئام والاحترام والتبجيل والتقدير لبعضهم البعض كان الإمام الشافعي يزور الإمام أحمد في بيته مع أن الشافعي أكبر من الإمام أحمد وهو من شيوخه فقال طلاب الإمام الشافعي كيف تذهب لزيارة الإمام أحمد وهو من طلابك فأنشد قائلاٍ: قالوا يزروك أحمد وتزوره قلت الفضائل لا تغادر منزله إن زارني فلفضله أو زرته فلفضله فالفضل في الحالين له ولما سئل الإمام أحمد عن الإمام الشافعي بعد وفاته قال: كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن فهل عنهما غناء. * أخيراٍ كيف يمكننا تعزيز روح التسامح والإخاء في مجتمعنا ¿ – بالتوعية الدائمة والمستمرة من كل الجهات ولا سيما العلماء والدعاة والخطباء ووسائل الإعلام المختلفة كما أن علينا نشر رسالة الإسلام العالمية رسالة الرحمة والحب والشفقة والسلام والأمانة علينا أن ندرج هذه المواضيع الهامة في مناهج التعليم المختلفة وعلى الدولة أن تقوم بواجبها في مواجهة أصحاب الدعوات المغرضة والتأجيج الطائفي والشحن المذهبي الخطير الذي يؤدي إلى الفتنة أسأل الله تعالى أن يحفظ اليمن وأهله إنه على كل شيءُ قدير.