شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين
أوفوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه.. هكذا كانت وصية رسولنا الكريم وما أحوجنا إلى استحضارها وتطبيقها في الدفاع عن حقوق العمال في زمن تكاثر فيه الطمع وكثر فيه الجحود ونكران المعروف بين الناس وأصبح الكثير من العمال يخوضون ساعات عمل تصل إلى 12 ساعة في اليوم ولا يحصلون لبدل إضافي أو إجازة سنوية أما التأمين الاجتماعي والصحي فهذا رابع المستحيلات في معظم المنشآت في التحقيق التالي نبحث عن أسباب معاناة هؤلاء وسبل معالجتها:
هناك العديد من العمال في شتى المصانع وكذلك المدرسون في أغلب المدارس الخاصة يعانون من أشد أنواع الاستغلال والجهد والتكليف والعناء ففي المصانع عمل لفترتين بأجر قليل وفي المدارس عمل دؤوب لمبالغ زهيدة يجنونها لا تفي حتى بقوتهم الضروري وفوق ذلك تتأخر أجورهم إلى شهور عدة وفي صميم هذا الموضوع يقول العامل صدام الغزي عن معافاته: أنا بكالوريوس شريعة ولكن لم أجد عملاٍ في مجال تخصصي فذهبت للعمل في أحد المصانع التي تستغل للأسف حاجة الناس ويتعاملون مع من يريد أن يستر نفسه وأهله كآلة لا كبشر فالشغل فترتين والأجر زهيد جداٍ وثلث الراتب يكون في المواصلات إلى المصنع.. وأوضح الغزي بقوله هذه المعاملة لا ترضي الله ولا رسوله فمن حق العامل الأجر المناسب والله يقول في كتانه العزيز (ولا تبخسوا الناس أشياءهم), أي لا تنقصوا أموالهم ورسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وكما تعلمت في دراستي الجامعية أن الله يحذر من سوء العاقبة إذا لم يتناسب الأجر مع العمل كما في قوله تعالى (ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ( سورة المطففين والطبري يفسر معنى المطفف بأنه المقلل حق صاحب الحق وأصل الكلمة من الطفيف أي القليل وفي الأخير أحب أن أقول لأصحاب رؤوس الأموال والتجار أن العمال يموتون في حدود الدول المجاور نتيجة الاستغلال والجشع فانظروا إلى المساكين بعين الرحمة فالراحمون يرحمهم الرحمن والمال مال الله والله قد استخلفكم فيه لينظر ما تصنعون .. أين الرقابة وكذلك التقيت بأحد العمال وهو نعمان العواضي الذي قال أنه كان يعمل قبل سنوات في أحد المصانع بالعاصمة صنعاء براتب لا يتعدى 20 ألف ريال ولا يوجد أي تأمين صحي أو اجتماعي أو حتى بدل مواصلات. مضيفاٍ بالقول: “لا أدري أين الرقابة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل رغم أن العمال بالملايين ومشاكلهم كثيرة وإذا أردنا أن نطالب بأي حقوق فالبديل جاهز بدلاٍ عنا لذا كنا نخاف من المطالبة وكان الزملاء أيضا لا يوافقونني الرأي ولا يقبلون بأن نقدم أية شكاوى إلى الجهات المختصة”. ضحايا الاستغلال وأما العامل محمد البصلاني فيقول: أستيقظ مع بزوغ الفجر لأقف هناك على أرصفة الطريق لساعات أنتظر من يدعوني لأي عمل في أي مجال ولا عجب عند ما أقول في أي مجال فأنا أجيد كثيراٍ من المهن مثل البناء والكهرباء ولكن للأسف فقد ركد السوق وقل الطلب للعمال وإذا حصلنا على عمل فمن الناس من يفي بدفع الحساب وآخرين لا حول ولا قوة إلا بالله قليلي ذمة.. كذب ومماطلة وأما التربوية أيمان جابر فقد سردت لنا معاناتها في إحدى المدارس الخاصة قائلة: أنا بكالوريوس رياضيات وأعمل من قبل سبع سنوات في المدارس الخاصة ومع أن لي خبرة عمل فراتبي لا يزيد على العشرين الألف وما يجعل المعانة شديدة على النفس أننا نسمع عن أوامر صارمة من وزارة التربية والتعليم على أن مرتبات المدرسين في المدار الخاصة لا تقل عن ثلاثين ألف ريال ولكن لا نرى على الواقع شيئا من هذا القبيل ورغم قلة ما نتحصل عليه منهم فالمواصلات علينا وتكاليف الأنشطة نحن نتحملها وإذا عرفوا أن التكاليف في الأنشطة زائدة يوعدوننا بالمكافآت الزائفة ظلم واستغلال تصوروا أني أتولى التدريس في الصفوف لخمس وأحياناٍ ست حصص متواصلة في اليوم الواحد مما يجعلني أشعر بالصداع عند وصولي إلى البيت ويمر الشهر والشهرين والثلاثة ولم نستلم ريالا واحدا وإذا طالبنا أدارة المدرسة والله مافيش سيولة و المدرسة عليها ديون وإيجارات متراكمة لكن في الشهر القادم وهكذا يستغلون حاجتنا لإشباع أنفسهم وبناء مشاريعهم فهمهم الربح وعلى هذا يتعاملون معنا.. قانون بحاجة للتطبيق وحول هذا الموضوع أفادنا المستشار القانوني الدكتور عبدالله الشريفي– جامعة صنعاء بأن هضم أرباب العمل للعامل عنده والأجير وموقف القانون اليمني من ذلك فإن القانون وإن كانت قواعده ومواده عامة ومجردة إلا أن اللوائح المنظمة للعمل فيه تضمن كافة الحقوق.. ويعتبر قانون العمل اليمني من أفضل القوانين لكونه يستوعب الحقوق الأساسية في العمل ويحدد الساعات الأساسية للعمل بثماني ساعات ويتم احتساب ما زاد عن الثماني ساعات في اليوم عملا إضافيا وتحتسب الساعة بساعة ونصف وعلى ألا يزيد العمل الإضافي على أربع ساعات في اليوم فقط أما العمل الإضافي في العطل والإجازات فتحسب الساعة بساعتين ويضمن قانون العمل حماية وسلامة العمال وضرورة تأمينهم الاجتماعي في القطاع الحكومي والخاص والعام والمختلط ولكن وللأسف برزت في الآونة الأخيرة صور جديدة لاستغلال العمال والموظفين بالقطاع الخاص بل وتم التفنن في إذلال الموظفين ولن أتشعب في تلك الصور ولكن هناك مواد ولوائح من القانون لا تطبق في سوق العمل وعلينا كذالك أن نعلم أن الوضع الاقتصادي في اليمن ساعد إلى حد كبير في تخفيض الرواتب بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل جشع بعض أصحاب العمل حيث نجد أحياناٍ انخفاض حقوق العامل في مؤسسة إيراداتها كبيرة ورغم ذلك فإن ظروف العمال فيها لا تتلاءم مع دخلها.. وأرى أن المؤسسات التي إيراداتها كبيرة يجب أن تحسن أوضاع عمالها والمؤسسات الضعيفة يجب أن تحسن إيراداتها.. خصوصا وأن ظروف الاستثمار في البلد لها مميزات كثيرة تساعد على أن تحسن المؤسسات من أوضاعها هكذا أعز الإسلام العامل. وحول هذا الموضوع استهل الشيخ أحمد سالم -خطيب جامع طاهر- كلامه بحديث أبي هريرة الذي قال فيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مد يده ليسلم على أحد الصحابة فإذا بها خشنة من أثر العمل فقال الرسول إن الله يحب هذه اليد العاملة وهذا تحفيز من الرسول صلى الله عليه وسلم على طلب الرزق وترك مد اليد إلى الناس ولهذا قال لقمان الحكيم لابنه يوما: يا بني استعن بالكسب الحلال فإنه ما افتقر أحد قــط إلا أصابه ثلاث خصــال: رقة في دينه وضعف في عقله وذهاب مروءته وأعظم من هذه الخصــال استخفاف الناس به.. وأشار سالم إلى أنه لا يجوز إرهاق العامل إرهاقاٍ يضر بصحته ويجعله عاجزاٍ عن العمل مستدلا على ذلك بقول شعيب لموسى عليه السلام حين أراد أن يعمل له في ماله: “وما أريد أن أشق عليك” ويقول صلى الله عليه وسلم: (إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فلúيطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم) متفق عليه وكذلك يجب على صاحب العمل أن يوفر للعامل ما يلزمه من رعاية صحية… وأن يمكن العامل من أداء ما افترضه الله عليه من طاعة كالصلاة والصيام فالعامل المتدين أقرب الناس إلى الخير ويؤدى عمله في إخلاص ومراقبة وأداء للأمانة وصيانة لما عهد إليه به وليحذر صاحب العمل أن يكون في موقفه هذا ممن يصد عن سبيل الله ويعطل شعائر الدين قال تعالى “الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاٍ أولئك في ضلال بعيد “.. هكذا أعز الإسلام العامل ورعاه وكرمه واعترف بحقوقه لأول مرة في تاريخ العمل بعد أن كان العمل في بعض الشرائع القديمة معناه الرق والتبعية وفي البعض الآخر معناه المذلة والهوان.. ظالم عاقبته السوء وعن هذا الموضوع يقول الشيخ صابر النوفاني -إمام وخطيب جامع النور- لقد رأيت منظراٍ يتقطع له الفؤاد جاءني يبكي والرجل حينما يبكي تهتز له الصخور الصماء لأنه لا يبكي إلا من حرقة وظلم شديد يقول لي ثلاث سنوات أعمل في صنعاء بعيدا عن منطقتي حضرموت ووالله لم يعطني فيها قرشاٍ واحدا زوجتي تكتب إلي اتق الله الأولاد لا يجدون ما يذهبون إلى المدرسة لماذا لا تعود فإني أواجه وحدي منذ ثلاث سنوات يقول فلا أجد ما أذهب به إليها ولو وجدت ثمن المواصلات لعدت لزوجتي ولتركت مالي عنده ليوم لا يظلم فيه أحد وكلما طلبته مالي وعد بعد أسبوع بعد أسبوعين وهكذا وأنا أرى بأم عيني في كل آخر أسبوع يقيم حفلات وجلسات على القات والشيش ينفق عليها ما ينفق فأقول في نفسي لو دْفع لي جزءا من هذا لكفاني أي ظلم هذا وأمر من هذا وأدهى الإنسان يقف أمامها حائراٍ أوصل الحال بأن يكون من أمة محمد من يختلط عليه فهم الدين إلى هذه الدرجة!! هذه القصة يقول صاحبها بمرارة إن صاحب المؤسسة التي أعمل بها شأنه عجيب فهو في رمضان يتصدق بوجبات الإفطار عند أغلب المساجد وفي مؤسسته عمال لم تصرف رواتبهم لمدة ثمانية أشهر! فهل يوجد أعجب من ذلك¿ وأكد النوفاني أن المسارعة في إعطاء الأجير أجرته يقي من مصارع السوء وخير شاهد على ذلك قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار حيث قال أحدهم: “.اللِهْمِ إنú كْنúتِ تِعúلِمْ أِني اسúتِأúجِرúتْ أِجيرٍا بفِرِقُ منú ذْرِةُ فِأِعúطِيúتْهْ وِأِبِى ذِاكِ أِنú يِأúخْذِ فِعِمِدúتْ إلِى ذِلكِ الúفِرِق فِزِرِعúتْهْ حِتِى اشúتِرِيúتْ منúهْ بِقِرٍا وِرِاعيهِا ثْمِ جِاءِ فِقِالِ يِا عِبúدِ اللِه أِعúطني حِقي فِقْلúتْ انúطِلقú إلِى تلúكِ الúبِقِر وِرِاعيهِا فِإنِهِا لِكِ فِقِالِ أِتِسúتِهúزئْ بي قِالِ فِقْلúتْ مِا أِسúتِهúزئْ بكِ وِلِكنِهِا لِكِ اللِهْمِ إنú كْنúتِ تِعúلِمْ أِني فِعِلúتْ ذِلكِ ابúتغِاءِ وِجúهكِ فِافúرْجú عِنِا فِكْشفِ عِنúهْمú”. ويوجه النوفاني نداء لأصحاب العمل بقوله: أقول لكل ظالم أما تخشى من دعوة مظلوم يرفع يده للسماء ويقول يا رب يا رب فيستجيب الله دعوته ويرفعها فوق الغمام ويقول وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين فإن لم يتأثر ذاك الظالم بما سمع فقولوا له ماذا لو أخر عنك من بيده الرزق رزقك عنك لأيام كيف يكون حالك كيف لو أن مرتبك أو استحقاقا لك تأخر صرفه كيف يكون حالك¿ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :(إنِمِا السِبيلْ عِلِى الِذينِ يِظúلمْونِ النِاسِ وِيِبúغْونِ في الúأِرúض بغِيúر الúحِق أْوúلِئكِ لِهْمú عِذِابَ أِليمَ