الرئيسية - الدين والحياة - علماء: الإسلام حث على الإحسان للفقراء وجعله شرطا لاكتمال الإيمان
علماء: الإسلام حث على الإحسان للفقراء وجعله شرطا لاكتمال الإيمان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أظهرت مسوحات رسمية أن نسبة الفقر في اليمن تبلغ نحو 34 بالمائة لأسر تعيش تحت خط الفقر في حين ذكر مكتب برنامج الأغذية العالمي أن اليمن يمر بأزمة إنسانية مع معاناة قرابة 10 ملايين نسمة إما من نقص حاد في الغذاء أو أنهم يشارفون على حافة الجوع وهو رقم يعادل قرابة نصف سكان البلاد الأمر الذي قد ينذر بكارثة إنسانية في مجتمع يعاني من فقر حاد وغنى حاد بعد أن غابت قيم التكافل الاجتماعي والإنساني الذي دعا وحث عليها الإسلام (ما آمن بي من بات شبعاناٍ وجاره جائع إلى جنبه) و(إذِا طِبِخúتِ مِرِقِةٍ فِأِكúثرú مِاءِ الúمِرِقِة وِتِعِاهِدú جيرِانِكِ).

أسرة متعففة عن مد يد السؤال والحاجة ولا تخرج شكواها من فاقتها ومرضها عن إطار منزل ضم أكثر من 10 أفراد كان هو الرجل المسن أبو حسين معيلهم الوحيد مذ كانت الصحة حليفة جسده وما إن فقدها تكالبت عليهم أصداء الفقر والآلام فقد أصيب بفشل كلوي ولم يعد قادرا حتى على إيفاء متطلبات علاجه وإيجار منزله ومصاريف أبنائه فقط بما يمكن أن تجود به الأيادي الرحيمة من بعض جيرانه وأقرانه زرنا منزلهم الذي لا يتعدى غرفتين في مساحته ولكنه كبير وعظيم بصبرهم وجلدهم. ليقول لنا أبو حسين: ما كنت متصوراٍ بأن الحال سيسوء بي إلى هذه الدرجة وإننا سنغدو رهيني استعطاف الناس وإحسانهم فكما ترونني لقد شاخ بي الدهر وضعفت قواي وفتك المرض بي, فبالله أناشد وبه أدعوكم أن تعينونا على الحياة وتدخلوا السعادة إلى أبنائي ولله فيكم عظيم الجزاء في يوم لا ينفعكم إلا ما قدتم وأحسنتم. زاوية المرض بيوت من الزنج والأعشاش لا يصلها الماء ولا كهرباء وكأنها في معزل عن العالم هناك حيث تقطن أسرة عبد المطلب بصنعاء رأينا أطفالهم يبكون يستصرخون بطعام فتذهب الأم من دار إلى دار تسأل الناس عن ما يسد رمق جوع أطفالها ولكن الناس هناك سواسية في الفقر والمعاناة والألم فما حيلة الأم ومعيل الأسرة قد أصيب منذ ثلاث سنوات بسرطان في الغدد الليمفاوية نوع HD من الدرجة الثانية إلا أن حالته فأقمت خطورته إلى سرطان خبيث في النخاع وهكذا يعيش حياته متردداٍ على أبواب المستشفى العسكري والجمهوري حتى شل جسده تماماٍ منتظراٍ أن يوافيه الموت بأي لحظة. مأساة اليتم وخمسة أطفال أيتام توفي والدهم منذ سنوات وترك لهم أماٍ عليلة لا حول لها ولا معيل لهم تركوا دراستهم وعلمهم فبالكاد أن يجدوا ما يأكلونه ويسد رمق جوعهم أنكرهم الأقربون وتخلى عنهم ذويهم ومعارفهم أسرة صالح داود أسرة عفيفة عن مد يد السؤال تكابد قسوة الحال ولكن الظروف والأقدار تكشف مآسيهم يتضورون جوعاٍ ويكتفون بالقليل من الخبز والماء ملابسهم لو رأيتها لرأيت رقعا خاطتها بقايا ملابس الناس من هنا وهناك وللجنة ضمان لمن سعى في كفالة هؤلاء الأيتام أو أدخل فرحة العيد إلى منزلهم بأي نوع من الإحسان كان. تعزيز التكافل وفي هذه الزاوية التقينا بعدد من الدعاة والعلماء الذين أكدوا جميعهم على أهمية وضرورة إحياء قيم التكافل الاجتماعي والإنساني انطلاقا من الواجب الديني حيث يقول العلامة جبري إبراهيم –وزارة الأوقاف: التكافل الانساني والتراحم هو أعظم ما يميز المجتمع المسلم وصفة من صفة المؤمنين وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم) فالرِاحمْونِ يِرúحِمْهْمú الرِحúمِنْ ارúحِمْوا أِهúلِ الúأِرúض يِرúحِمúكْمú مِنú في السِمِاء فالرحمة لا تنزع الرحمة إلا من شقي ولا يرحم الله من لا يرحم الناس). ولهذا دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اللِهْمِ مِنú وِليِ منú أِمúر أْمِتي شِيúئٍا فِشِقِ عِلِيúهمú فِاشúقْقú عِلِيúه وِمِنú وِليِ منú أِمúر أْمِتي شِيúئٍا فِرِفِقِ بهمú فِارúفْقú به). موضحا: إن السيرة العطرة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قد جسدت النموذج المثالي في إبراز مظاهر الأخوة الإيمانية بين المؤمنين ولعل أبرز تلك النماذج قد تجلت عندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة فكان من بين سلسلة الإجراءات الاستراتيجية التي قام بها صلى الله عليه وآله وسلم آنذاك من أجل وضع اللبنة الأولى للمجتمع الإسلامي وبناء الدولة الرسالية المحمدية هو المؤاخاة بين المسلمين وتوثيق عرى التعاون بينهم. سعادة الدارين ومن جهته أوضح الداعية عماد الوائلي: إن الألم الكبير أن يوجد في مجتمعنا تلك الأسر التي تموت فقراٍ وتحيا حياة تكابدها ذل الحاجة وعجز الحال في عزوف واضح من إحسان المجتمع وواجبه في تقديم العون والمساعدة والصدقة لإخوaاننا المنكوبين في فقرهم وحاجتهم ومرضهم وآلامهم ولتتذكر أنك إن أحسنت إليهم فكأنك تقرض الله سبحانه وتعالى «ومن يقرض الله قرضاٍ حسناٍ يضاعفه له» «وما تنفقوا من شيء فإن الله يخلفه» «وما نقص مال من صدقة» بل العكس فإن الله يبارك مالك ويكتب أجرك ويخلف ذلك في عمرك وأولادك وأهلك… وما إليه من تداعيات على صحتك وعافيتك وفي تجنيبك كل سوء ومكروه أو مصيبة كادت أن تفتك بك إلا أن صدقاتك وزكاتك التي قدمتها وأنفقتها صرفت عنك كل محنة ومصيبة. وأضاف الوائلي: عززوا مبدأ التكافل الاجتماعي فيما بينكم وادعوا الناس إليه بإدخال الفرح والسرور إلى تلك الأسر التي حرمت من ذلك وكونوا عوناٍ لها فمن لديه زاد من الطعام يعطيه لمن لا طعام له ومن كان لديه فائض من مال فلينفقه في سبيل ذلك ولتتذكروا قول النبي عليه وآله الصلاة والسلام «إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك» أبعاد الإحسان من جهتها تقول الداعية إيمان النجدي من جامعة القرآن الكريم وعلومه: إن التصدق والعطاء لهؤلاء المحتاجين والإحسان إليهم وإعانتهم على حوائج الدنيا ومصابها فيه الجزاء العظيم في الدنيا والآخرة فالصدقة تطفئ غضب الرب وتمحو الخطيئة وتْذهب نارها كما تطفئ الماء النِار وفي ذلك يقول صلوات ربي وسلامه عليه وآله وسلم: كلْ أمرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس) كما أنها دواء للأمراض المستعصية (داووا مرضاكم بالصدقة) و (لن تنالوا البرِ حتى تْنفقوا ممِا تْحبْون) وفي ذلك يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاٍ خلفاٍ ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاٍ تلفاٍ) وأضافت مستطردة نعيم العطاء والإحسان: كما أن من ينفق ويتصدق يْدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبدالله هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دْعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دْعي من باب الريان) قال أبو بكر: يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يْدعى أحد من تلك الأبواب كلها¿ قال: نعم وأرجو أن تكون منهم) سبعمائة ضعف ومن وزارة الأوقاف تستهل المرشدة الدينية خديجة المتوكل حديثها بقوله تعالى (مِثِلْ الِذينِ يْنúفقْونِ أِمúوِالِهْمú في سِبيل اللِه كِمِثِل حِبِةُ أِنúبِتِتú سِبúعِ سِنِابلِ في كْل سْنúبْلِةُ مائِةْ حِبِةُ وِاللِهْ يْضِاعفْ لمِنú يِشِاءْ وِاللِهْ وِاسعَ عِليمَ الِذينِ يْنúفقْونِ أِمúوِالِهْمú في سِبيل اللِه ثْمِ لا يْتúبعْونِ مِا أِنúفِقْوا مِناٍ وِلا أِذىٍ لِهْمú أِجúرْهْمú عنúدِ رِبهمú وِلا خِوúفَ عِلِيúهمú وِلا هْمú يِحúزِنْونِ) مستشهدة بفضل الإحسان والعطاء بالجزاء الوفير الذي يلقاه المحسن ويظفر به يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله لرجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه وما لذلك العطاء والإنفاق لوجه الله من جزاء سبعمائة ضعف ما قدم وأنفق .