الرئيسية - عربي ودولي - أبعاد الأزمة الأوكرانية
أبعاد الأزمة الأوكرانية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

اسكندر المريسي –

دعا الجيش الاوكراني الرئاسة إلى ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لإرساء الاستقرار في البلاد جراء التداعيات السلبية الجارية التي تشهدها أوكرانيا في الظرف الراهن حيث تتجاذبها السياسة الدولية بصورة مباشرة وغير مباشرة وتتنافس ثلاث قوى أساسية على مستقبل اوكرانيا وهي روسيا الاتحادية والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الأميركية. وتأتي هذه الدعوة بعد البيان الصادر عن الأمم المتحدة بخصوص الوضع الجاري في اوكرانيا حيث تعمل السياستان الأوروبية والأميركية بحسب مراقبين على إثارة النزاعات الداخلية في سياق صراع تلك السياستين مع روسيا الاتحادية على اعتبار أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يريدون أن تكون أوكرانيا بوابة صراع أساسية في مواجهة أي تطلعات مشروعة لموسكو مع الأخذ بعين الاعتبار تقديرات الجغرافيا السياسية والبعد التاريخي بالنسبة لاوكرانيا بوصفها حالة سياسية كانت إلى ما قبل انفصالها عن جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا جزءا لا يتجزأ من ذلك الاتحاد الذي أنهار سياسيا وعسكريا وانفصلت بموجب ذلك الانهيار اوكرانيا .. والتي أضحت اليوم بين خيارات أن تكون مستقلة بعيدة الارتباط بالسياستين الأميركية والأوروبية وبين أن تكون في حالة وفاق طبيعي مع روسيا التي تسعى إلى إنشاء اتحاد جمركي يمثل صيغة اقتصادية للتعاون المشترك على اعتبار أن مشكلة اوكرانيا اقتصادية بدرجة أساسية ولكن السياسة الغربية تعمل على تسييس المشكلة الاقتصادية وجعل اوكرانيا خنجرا في خاصرة روسيا غير أن المؤشرات السياسية في اوكرانيا من خلال استقراء اللحظة الراهنة تؤكد أن المحورين الأوروبي والأميركي يسعيان إلى ضم اوكرانيا إلى دول الاتحاد الأوروبي ليس لكي تكون عضوا مستقلا ولكن لكي تكون أداة مضادة لإرباك روسيا الاتحادية والحد من تطلعاتها في بناء قوة اقتصادية مشتركة وكبح جماح روسيا التي تعمل على ترميم علاقاتها الخارجية في مجالها الحيوي وتحتل اوكرانيا أولوية في الترتيبات التي تسعى روسيا إلى تنفيذها لكي تكون ضمن تكتل اقتصادي جديد وهو الخيار الأمثل لإخراج اوكرانيا من أزمتها الاقتصادية الراهنة لأن مشكلتها اقتصادية وليست سياسية بيد أن الغرب يعارض تلك الترتيبات و يسعى إلى اختلاق أزمة هناك بذريعة التدخل الروسي في شؤونها حيث تقف اوكرانيا حاليا على مفترق طرق بين الشراكة الاقتصادية الممكنة مع روسيا الاتحادية أو التبعية والارتهان للسياسة الغربية.