الرئيسية - محليات - عباد: على العلماء تحمل مسؤوليتهم تجاه تنفيذ مخرجات الحوار ومساندة جهود بناء الوطن
عباد: على العلماء تحمل مسؤوليتهم تجاه تنفيذ مخرجات الحوار ومساندة جهود بناء الوطن
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> الرعيني: مؤتمر الحوار خرج بنتائج مثمرة رغم كل التحديات وعلى الجميع المشاركة في تنفيذها > باعباد: المنابر يجب أن تكون للمحبة والسلام وإرادة الخير بعيداٍ عن التحريش الإعلامي > الفران: حل الخلافات بالحكمة بعيداٍ عن التحريض وسفك الدماء

بدأت بصنعاء أمس أعمال الملتقى الخامس للعلماء والدعاة لإقرار ميثاق العمل الدعوي والإرشادي ودعم مخرجات الحوار الوطني والذي تنظمه وزارة الأوقاف والارشاد. ويهدف الملتقى على مدى يومين بمشاركة أكثر من 200 مشارك ومشاركة من العلماء والدعاة والمرشدين والمرشدات يمثلون مختلف محافظات الجمهورية والتوجهات والمشارب على الساحة الوطنية إلى إقرار ميثاق العمل الدعوي والإرشادي بشكل نهائي كوثيقة جامعة لكل أطياف وتوجهات العمل الدعوي والإرشادي في الجمهورية وترسيخ مبادئ الولاء وقيم ومعاني الوحدة الوطنية ودعم التوافق للوصول إلى كلمة سواء وتجسيد ثقافة المحبة والوئام والوسطية والاعتدال ونبذ ثقافة الكراهية والتعصب والفرقة والصراع وتوظيف الرسالة الدعوية والإرشادية في خدمة القضايا الوطنية ومواجهة دعوات التطرف والإرهاب. كما يهدف الملتقى إلى دعم التوجهات الوطنية في إرساء دعائم الأمن والاستقرار والحفاظ على المصالح والمكتسبات الوطنية وتفعيل دور الإرشاد النسوي بما يحقق رفع مستوى الوعي بالقضايا الوطنية في الأوساط النسائية. وفي افتتاح الملتقى الذي حضره وزراء الإعلام والشباب والرياضة والعدل والتعليم العالي والبحث العلمي أكد وزير الأوقاف والإرشاد حمود محمد عباد أن الملتقى يمثل رسالة حق وإخاء وكلمة صدق ومحبة لأهل العلم المخلصين وتجسيدا لدعوة الخير ودفع الشر وغرس بذور المحبة واستنهاض عوامل البناء من أجل الوطن وعزته . وأشار إلى ما تمثله المرحلة الحالية في حياة الشعب اليمني من نقطة تحول تاريخي يجب أن يتحمل الجميع وفي مقدمتهم العلماء والدعاة مهمات عظيمة وجسيمة ومسؤولية أمام الله تعالى والشعب لإرساء السلام وتعميق الوئام وتحقيق نتائج مؤتمر الحوار الوطني وتجسيدها في الواقع أعمالا ومشاريع تعمق الوحدة والأخوة وتقضي على مخاطر التعصب المذهبي والفئوي. ولفت الوزير عباد إلى أهمية قيام العلماء بشحذ الهمم ووضع جميع أبناء الشعب أمام ما يجب فعله لتجسيد مخرجات الحوار الوطني لتصبح قيما وإنجازات لبناء وطن يستظل في رحابه الجميع أحرارا تتعزز فيما بينهم علاقات الوئام والسلام ويساندون القيادة السياسية التي تقود الوطن إلى رحاب الإنجازات الصادقة والشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية في رحاب الدستور والقوانين بمرجعيتها الإسلامية المجسدة للطموحات الوطنية. ودعا وزير الأوقاف والإرشاد العلماء والمرشدين إلى استغلال المساجد والدروس والنصائح والنشاط الدعوي ووسائل الإعلام والاتصال إلى أداء رسالتهم لإصلاح الواقع وعكس صدق نواياهم ومساعيهم بالاستناد على هدى الله ورسوله وتجسيد الرحمة والأخلاق الكريمة في تأليف القلوب . وأوضح أن من واجب الدعاة دفع الأفكار المخالفة بما هو أحسن ومواجهة المناكفات بما هو أصدق للأخوة وفقا لمقتضيات الهدي الرباني .. مبينا أن ميثاق العمل الدعوي يجب أن يمثل عهدا للمحبة وجمع الشمل وتوحيد الصف في الخطاب الدعوي لأن مجال دعوة العلماء هو الحياة ومضمون رسالتهم هدي النبوة الذي يصرف الخلاف ويدفع الشقاق ويخدم العباد ويرسخ الوحدة ويدعو للاعتصام ويحذر من التباعد والخصام . وناشد وزير الأوقاف والإرشاد العلماء والدعاة أن يجعلوا هذا الملتقى مناسبة وضاءة ومحطة لمزيد من الإخاء والتواصل بلغة الألفة وبما يحقق ويخدم مصالح البلاد. منابر للحب والسلام فيما أشاد الشيخ عبدالرحمن باعباد في كلمة المشاركين بالجهود التي عملت على جمع العلماء على كلمة سواء ليقوموا بدورهم انطلاقا من الكتاب والسنة وسعة أخلاقهم وصدورهم. سائلا الله تعالى أن يوفق الجميع للمشاركة في بناء هذه المرحلة التي يجب أن تكون طريقا إلى بر الأمان والرخاء والأخوة يظهر فيها النفس اليماني وتتجسد فيها الحكمة اليمانية. وقال: إن المنابر يجب أن تكون للحب والسلام وسمو النظر والمعالجة والطرح وإرادة الخير وأن هذا الملتقى يجب أن يكون له دور وأثر طيب وملموس لا يلمح وجها ولا يقبح وجها آخر فالعلماء أصحاب أبوة وأخوة لجميع الناس بل للإنسانية جمعاء “. وأضاف: يجب أن يكون لقاؤنا دعوة لا تتكئ جراحا فدورنا أن نحفظ الدماء ونزيل الضبابية التي أصابت القلوب والعقول في الفترة الماضية” ..داعيا إلى إعطاء العلماء مساحة ليكون لهم أثر في الحياة وجمع الكلمة . كما دعا إلى توحيد المرجعيات المختلفة للعلماء وأن تكون للمنابر أمانتها ومحاسبة من يجعلها تؤول إلى واقع لا يرضاه الله ورسوله كما يجب على الخطاب الدعوي أن يبعث الطمأنينة في الواقع يقيم أسساٍ صادقة للشراكة والوحدة . ولفت إلى أهمية أن تكون وسائل الإعلام وسائل للعفة وأقلام الصحافة والإعلام أقلام رحمة في ظل النوايا الصادقة التي لا ينقصها إلا التكاتف وإغلاق التحريش الإعلامي. إسناد مخرجات الحوار فيما أشارت هدى اليافعي في كلمتها عن المشاركات إلى أهمية الميثاق الذي يجب أن يخرج به الملتقى بما يجسد ويخدم ويسند مخرجات الحوار الوطني الذي كان سببا في حقن دماء اليمنيين ويجب المحافظة عليه حتى يخرج الوطن إلى بر الأمان . وعبرت عن أملها في أن يكمل هذا الملتقى وثيقة مؤتمر الحوار وأن تستمر مسيرة الحوار حتى يتحقق للوطن كل ما يصبو إليه وأن يساهم الجميع لما فيه خير الوطن ومصلحة الأمة. مستقبل اليمن وكان النائب الثاني لمؤتمر الحوار الوطني ياسر الرعيني قد دعا الجميع إلى أن يتحملوا دورهم في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ اليمن بعد أن خرج الشعب اليمني بوثيقة الحوار التي تؤسس لبناء يمن جديد يقوم على العدالة والمواطنة المتساوية . وأشار إلى أن مؤتمر الحوار قام على أسس ومبادئ الشمول ووضع الحلول لكل القضايا الوطنية وفي مقدمتها قضيتا الجنوب وصعدة ورسم صورة كاملة الملامح والتفاصيل لمستقبل اليمن . ونوه بأن جميع فئات الشعب شاركت في مؤتمر الحوار من خلال أكثر من 3 آلاف فعالية في كل محافظات الجمهورية إلى جانب نزول ميداني لمختلف المحافظات وتم استيعاب جميع الآراء والأفكار والوثائق إلى جانب الشفافية في عمل المؤتمر والتي تابعها كل أبناء الوطن بصورة مباشرة. وأكد أن المؤتمر خرج بنتائج حقيقية وضمانات لتنفيذ المخرجات ولجنة لصياغة الدستور وتم تجاوز كل التحديات وتحديد خارطة طريق وأدوات للتنفيذ حيث يجب أن يشارك الجميع في تنفيذ هذه المخرجات وصناعة المستقبل الجديد. وأعرب الرعيني عن الشكر والتقدير لوزارة الأوقاف والإرشاد وجهودها في تنظيم العديد من الملتقيات التي شكلت حافزا كبيرا للحوار الوطني وللمجتمع بشكل عام . أجواء التسامح وفي الأجواء المفعمة بالتسامح والتواد والتفاهم التي عقد فيها علماء ودعاة اليمن ملتقاهم الخامس لمناقشة مشروع ميثاق العمل الدعوي والسياسة الإرشادية الذي قامت بوضعه لجنة تمثل نخبة العلماء والدعاة من مختلف المشارب الدينية.. كانت “الثورة” حاضرة والتقت عدداٍ من العلماء والدعاة الذين عبروا عن سعادتهم لحضور الملتقى والمشاركة فيه كحدث تاريخي في مسار الإرشاد باليمن. حيث قال الأخ الداعية عبدالله بركات من محافظة الجوف: إن عقد هذا الملتقى هو بحد ذاته مناسبة عظيمة تسجل بحروف من النور في جبين الزمان.. فبتلاقي في العلماء تزول كل الخلافات بينهم فتتوحد رؤاهم ويتوحد بذلك صف الأمة. وحول مخرجات الحوار الوطني التي يهدف الملتقى لدعمها قال: مخرجات الحوار الوطني بلا شك مثلت المخرج الوحيد للأزمة التي عصفت باليمن خلال السنوات الماضية وبالتالي فإن من واجب العلماء أن يعملوا على دعم هذه المخرجات كضرورة شرعية لكونها صمام الأمان والحصن الحصين لوحدتنا ومستقبلنا الآمن والمستقر. وكما أن ذلك من واجب العلماء فهو من واجب كل إنسان على هذه الأرض المباركة وكل من موقعه الجندي المدرس العامل الموظف والمسؤول وحتى أكبر موقع في قيادة البلاد. وحول مشروع ميثاق العمل الدعوي قال بركات: إن الميثاق جاء متوازنا ويلبي كل الطموحات الهادفة إلى تجنيب بيوت الله ويلات الخلاف الفكري والمذهبي وتخليص المنبر من الشوائب التي لحقت به وتراكمات الصراع السياسي ليعود لهذا المنبر ألقه ورونقه الجدير به وبالتالي ينبغي إقرار هذا الميثاق في هذا الجمع المبارك خدمة لدين الله وتقديساٍ لمنبر رسوله الكريم. حرمة الدماء فضيلة الشيخ اسماعيل محمد الفران إمام وخطيب جامع الطبري بصنعاء وعضو رابطة علماء اليمن قال: بعقد هذا الملتقى المبارك فإن المشاركين فيه عليهم أن يتمثلوا قول الله تعالى “إنما المؤمنون أخوة” وأن الإسلام الحنيف جاء ليوحد الناس ويلم شملهم تحت راية ” لا إله إلا الله محمد رسول الله”. كما أن علينا جميعاٍ إدراك حرمة “لا إله إلا الله” التي شدد عليها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهناك العديد من القصص – يقول الفران – التي جاءت بهذا المعنى عن الرسول الكريم ومنها زجره للمسلمين الذين قتلوا في معركة أحد المشركين بعد أن قال “لا إله إلا الله” ورغم أنه قالها في لحظة خوف إلا أن الرسول تبرأ من فعلهم وقال “واين ذهبتهم بحرمة لا إله إلا الله”. ويضيف الفران: إن المسلمين والعلماء في مقدمتهم ملزمون بفهم قوله تعالى “إنما المؤمنون أخوة” فنحن جميعاٍ أخوة ولا يوجد ما يفرقنا فقبلتنا واحدة وصلاتنا واحدة وصيامنا واحد.. وإذا وجد هناك أي خلاف فعلينا التزام قوله تعالى “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن” ولا يجوز بأي حال أن يكون الخلاف مبرراٍ للاقتتال وإراقة دماء المسلمين التي حرمها الله. ويشدد الفران بقوله: إن إراقة الدماء بين المسلمين هي من أكبر الكبائر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ” لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يسفك دماٍ حراما”. وقال تعالى في كتابه الكريم “ومن يقتل مؤمناٍ متعمداٍ فجزاؤه جهنم خالداٍ فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباٍ عظيماٍ” وفي الآية كما يقول الفران خمسة توعدات من الله لقاتل النفس لم يتوعد بها أحداٍ لا من الكفار ولا المشركين ولا اليهود ولا النصارى. وفي ذلك شديد التجريم للقتل وهو ما ينبغي علينا أن ندركه في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ وطننا ونحن نسعى بكل جهد لترجمة مخرجات الحوار الوطني وبناء الدولة الجديدة. ويختتم الفران بقوله: علينا جميعاٍ أن نراقب الله في جميع أفعالنا وأقوالنا وما نصدره من فتاوى سنحاسب عليها جميعاٍ ولتكن المصلحة العليا للوطن هي غايتنا في الفتاوى فيكفينا عذاباٍ وتمزقاٍ وشتاتاٍ وعدم استقرار. الأعمال لا الأقوال فضيلة الشيخ محمد مساعد العرشاني مسؤول الإرشاد بمحافظة صنعاء يقول: انطباعاتي جيدة حول هذا الملتقى المبارك الذي يمثل جميع الشرائح في اليمن ونجاحه كنجاح الملتقيات السابقة يدل دلالة قاطعة على أن العلماء حين يلتقون تزول كل الحزازات التي تخلقها بينهم بعض وسائل الإعلام غير المسؤولة وبهذه الروح من التكاتف والتفاهم والتلاقي نتمنى أن يتم إخراج مشروع ميثاق العمل الدعوي إلى النور وأن تكون قرارات الملتقى داعمة لترجمة مخرجات الحوار الوطني إلى الواقع المعاش والعمل يقول العرشاني هو المقياس وليس الأقوال ونحن في مرحلة تتطلب أن يعمل الجميع ولا يكتفون بالقول فقط وما أحوجنا لصدق النوايا وأن تكون مصلحة الوطن مقدمة على كل ما دونها من المصالح الضيقة. جمع الكلمة أما فضيلة الشيخ عبدالقادر البيحاني إمام وخطيب جامع البيحاني بشبوة فتحدث قائلاٍ: هذا الملتقى من أطيب الأعمال التي نحن بحاجة إليها في الفترة الراهنة لما يحققه من جمع الكلمة وتوحيد للصف وما سينتج عنه من ميثاق وقرارات تعمل على نشر ثقافة المحبة والإخاء والتآلف ونبذ ثقافة الكراهية والشتات والتمزق والعنف في اليمن يقول البيحاني بأمس الحاجة لهذه الثقافة خصوصاٍ ونحن في مرحلة حرجة تتطلب تضافر كل الجهود لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بعيداٍ عن كل المصالح الضيقة والأنانية والمؤامرات التي تسعى لتشتيت أبناء هذا الوطن العظيم. وكانت قد بدأت أعمال الملتقى بعقد الجلسة الأولى وورشة عمل حول دور العلماء والدعاة في دعم مخرجات الحوار الوطني من خلال الأدوار الدعوية والإرشادية والتربوي والاجتماعية والسياسية والإعلامية إلى جانب الدور الأمني والاقتصادي ودور الإرشاد النسوي . كما يتضمن الملتقى برنامجاٍ ثقافياٍ يشمل العديد من الأمسيات الثقافية والنقاشية حول الاختلاف والوصول إلى كلمة سواء والرؤية الإسلامية لأمن واستقرار الأوطان والوحدة والتلاحم وثقافة المحبة والتسامح. حضر الافتتاح عدد وكلاء وزارة الأوقاف والإرشاد والسفير المصري بصنعاء .