يقتلون لأنهم شرفاء لأنهم نبلاء ..يقتلون لأنهم في زمن تغتال فيه الحياة وتزهق فيه الرجولة لذا يسعون حثيثا لقتل العظماء ولأنهم عظماء يغتالون وتسيل دماؤهم ويرحلون بشرف عن دنيا الغدر الخيانة ويبقى الجبناء خلف الكواليس يتربصون شذرا بمن يجعلونهم أقزاما وهم على الأرض وهم في السماء أيها الجنود العظماء في كل شبر من أرض بلادي لكم التحية والتقدير ولكم الإجلال أحياء كنتم أو أمواتا وعليه اللعنة كل من تلوثت يده بدمائكم وشارك وخطط ونفذ أي عملية تستهدف أرواحكم الطاهرة . أيها العظماء إن السماء والأرض والسهول والجبال والشجر والمطر كلهم يصلون عليكم وكل أطفال العالم ترسم ببراءتها سلم خلودكم وكل سلام العالم ينشد في ساعة رحيلكم نشيد صمودكم وسموكم وعلوكم أيها الأثرياء بأخلاقكم وتواضعكم وإيثاركم أعذرونا حين نبكي عليكم فإننا نبكي أنفسنا …كيف سنعيش بدونكم ¿ من سيحمينا ¿ من سيسهر علينا حين ننام وحين نغدو من سيقي لنا بدونكم سوى الشرور والأثام ¿ أيها النبلاء جدا أعذرونا فقد عشتم الكفاف وتحملتم جسام الأمور لأجلنا وها أنتم تتركون وراءكم أسرا لا تعلمون على ماذا سيؤول حالهم بعدكم ولا تدرون ماهو مصيرهم ¿ أعذرونا فقد حملتم المسؤولية وكنتم بها خير جدير وحرستمونا وكنتم خير حارس ولم يكن لديكم مرتب كبير أو سيارة ضخمه أو بيت أو أي شيء كل ماتملكوه هو راتب هزيل ومع ذلك أنتم الباسلون وأنتم المغامرون وأنتم من يقدم روحه رخيصة حين يدعو الوطن وحين يستغيث .أنتم رمز الولاء والانتماء والإيثار والتضحية لأجلنا كنتم ولأجلنا رحلتم ولأجل وطنكم صمدتم ولأجلها ارتضيتم أقداركم . أيها العابرون فوق أطماعنا وغفلتنا إصعدوا إلى السماء المليئة بالطهر والجمال الذي يناسب أرواحكم الزكية. إننا نتعلم منكم ماذا يعني حب الوطن ونستلهم منكم قصيدة البقاء. أعذرونا لأن فينا من يصمت عن جرائم قتلكم ووحشية استهدافكم وخساسة أعدائكم اعذرونا لأن فينا من يغض الطرف عما حدث ويحدث وسيحدث . أعذرونا فكل الحروف والكلمات والجمل وكل القصائد والدواوين والمجلدات لن تفيكم حق الرثاء والتمجيد. أعذرونا أن أطلنا النحيب وأكثرنا البكاء.. فنحن نرثي وطنا غاب فيه الوفاء.