لا تزال اليمن تعاني كثيرا من شحة الأجهزة والأدوات العلاجية خصوصا فيما يتعلق بمرضى السرطان والتي تشير التقارير الدولية والمحلية إلى أن نحو 12 ألف يمني يصابون بالسرطان سنويا وفقا لمنظمة الصحة العالمية والذي اعتبره أخصائيون مؤشرا خطيرا يؤكد على ضرورة تضافر الجهود الرسمية والشعبية لمواجهة هذا الوباء الخبيث. في وقت كشف المركز الوطني لعلاج الأورام السرطانية أن عدد الإصابات بمرض السرطان التي وصلت الى المركز بالعاصمة صنعاء خلال العام الماضي بلغت حوالي (6) آلاف حالة إصابة جديدة منها ما نسبته 12% من الإصابة من شريحة الأطفال . ناهيك عن استقبال أعداد كبيرة في مراكز حضرموت وعدن والحديدة وإب وتعز فضلا عن وجود إصابات أخرى بهذا المرض لا تذهب إلى مراكز العلاج ولا تشخص وإنما تموت في البيوت دون أن يعلم أحد عن سبب الوفاة. وبين مركز الأورام أن المركز يستقبل شهريا نحو (460) حالة جديدة وقد تم تسجيل 46 ألف حالة مصابة بالمرض خلال العام 2011م يترددون على المركز. فيما يشير المركز الوطني للأورام السرطانية بحضرموت الى استقبال أكثر من 600 مصاب بالسرطان خلال العام الماضي إضافة إلى معاينة أكثر من 4000 مريض. وفي الحديدة حيث يشير مراسل صحيفة “الثورة” هناك أن عدد المترددين على وحدة الأمل لمكافحة السرطان خلال العام 2013م بلغ أكثر من تسعة آلاف مصاب بالسرطان بينها 3 ألاف و281 إصابة من الرجال و5 ألاف و103 من النساء و764 إصابة من الأطفال . وفي عدن حيث تجرى حاليا الاستعدادات لإنشاء مستشفى الأمل لعلاج أورام السرطان بعدن بعد ان اختتمت حملة التبرعات والتي وصل إجمالي المبلغ الى ما يقرب من مليار وخمسين مليون ريال يمني خلال العام 2013م فضلا عن دعوة أعضاء مؤتمر الحوار الوطني في جلسات سابقة إلى التبرع لصالح مرضى السرطان في اليمن . ويقول الشيخ محمد العامري مقدم برنامج “بسمة أمل” على قناة “السعيدة” أن فكرة إنشاء المستشفى سيعمل على حل معضلة يعاني منها بعض اليمنيين المصابين بالسرطان والذين لا يستطيعون السفر خارج البلاد للعلاج نظرا لعدم قدرتهم على تحمل التكاليف. ورغم الإقبال الكبير من قبل المصابين بالسرطان على مركز الأورام بأمانة العاصمة الذي يستقبل 100 حالة يوميا إلا ان الكادر الطبي يشهد ندرة كبيرة حيث يضم المركز وفقا للموقع الرسمي للمركز على 13 طبيبا أخصائيا و 11 طبيبا مساعدا و26 ممرضا يمنيا و14 ممرضا أجنبيا إلى جانب اثنين وسبعين آخرين يتوزعون بين تقني وفني أشعة ومختبرات وصيدليين وفيزياء طبية وإداريين . و يبذل مركز الوطني لعلاج الأورام وفقا لقيادته جهودا كبيرة في خدمة مرضى السرطان حيث يقدم يوميا خدمة العلاج بالإشعاع لعدد كبير من الحالات تصل ما بين 140 ــ 170 حالة.. إلى جانب تقديم المركز يوميا لخدمات الفحص بـالتلفزيون لحوالي (40) حالة وخدمات العلاج الكيميائي وغيرها من الخدمات التي يقدمها المركز للمرضى بطريقة مجانية. ومن المقرر أن يبدأ مركز الأورام العمل بجهاز(المعالج الخطي الإشعاعي) عقب وصوله والانتهاء من تجهيز الموقع الخاص به والذي تبرع بقيمته رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي وتصل تكلفته إلى مليون دولار.