مع انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991م أختلت موازين القوة واتجه العالم إلى نظام القطب الأوحد المتمثل بالولايات المتحدة الأميركية التي أصبحت القوة الوحيدة المهيمنة على العالم ومنذ ذلك الحين تلعب روسيا كبرى جمهوريات الاتحاد السوفيتيي سابقا دور الوريث الشرعي لذلك الكيان العظيم الذي يحاول جاهدا استعادة أمجاد الماضي وهو ما بدأ يتحقق بالفعل على يد رجلها الحديدي فلاديمير بوتين منذ وصوله للسلطة عام 2000م خلفا للمستقيل بوريس يلتسن. بوتين كشف عن سعيه لاستعادة هيبة موسكو على المستويين الداخلي والخارجي فأقام علاقات اقتصادية وسياسية قوية مع دول الشرق الأوسط فيما حرص على إنشاء إتحاد مع الدول التي تشترك في رفضها للنظام العالمي الذي تحاول الولايات المتحدة الأميركية أن تسيطر من خلاله على العالم كما عكف الرئيس بوتين على تعزيز مكانة القوات المسلحة الروسية معتمدا في ذلك على النمو الاقتصادي المتزايد وبشكل مستمر .. الخبراء يرون أن بوتين ما أن بدأ يتحسس خطواته الأولى في ولايته الرئاسية الثالثة والتي بدأت منذ 2012م إلا وأخذ يجني ما زرعه على مدار 12 عاما قضاها بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء مستفيدا مما تمر به المنطقة العربية من ثورات الربيع العربي .. كما يعتقد الخبراء بأن عودة روسيا على يد بوتين لارتداء عباءة السوفييت كقوة عظمى بجانب الولايات المتحدة من شأنه أن يضمن للعالم جانبا ولو ضئيلا من الاستقرار والسلام مدللين على ذلك بنجاح بوتين في جعل الإدارة الأميركية تتخلى عن طموحاتها في التدخل العسكري في إيران وسوريا وإجبارها بالجلوس على طاولة المفاوضات جنيف (1) وجنيف (2).