الرئيسية - عربي ودولي - مشكلة الحدود بين الدول قنبلة موقوتة
مشكلة الحدود بين الدول قنبلة موقوتة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تعتبر مشكلة الحدود بطابعها السياسي والجغرافي معضلة عالمية في السياسة الدولية ومما لاشك فيه أن كل دول العالم دونما استثناء لديها مشكلات تتعلق بالحدود أكان ذلك على صعيد دول أمريكا اللاتينية أو دول آسيا وأفريقيا أو الدول الأوروبية وكذلك الدول العربية فأحد أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية كانت على صلة وثيقة بجزر اللورانس أو ما يعرف بنهر الدانوب وهو ما يعني أن نزاعات الحدود باعتبارها مشكلة دولية تداخلت على صعيد المياه واليابسة فهناك نزاعات بين الدول على الحدود المائية وما لذلك من علاقة وثيقة الصلة بالجزر المختلفة التي تمثل موضوع صراعات دائما ما تنشب من وقتا لآخر وتأخذ طابع التصعيد والتهدئة في كلتا الحالين ومشلكة الحدود في الوطن العربي مشكلة قديمة وليست وليدة الساعة الآنية ولتلك المشكلة بعدان أساسيان أحداهما على صلة بحدود الدول العربية مع بعضها البعض والآخر على صلة بحدود الدول الأجنبية وإن كان جذر تلك المشكلة يرجع بالتأكيد إلى الاستعمار قديمه وجديده فالاحتلال بكافة أشكاله وأنواعه هو الذي اوجد نزاعات الحدود السياسية بين البلدان العربية ودول أخرى مجاورة لها بدءا من انتهاء الدولة العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى وما نتج عن ذلك من تقاسم أملاك الرجل المريض. حيث تصاعدت مشاكل الحدود على مدى ما يقارب سبعة عقود من الزمن ولكل دولة من الدول العربية مشكلة حدودية وقد كان للاستعمار الدور الأساسي والفاعل في اعتبار مشاكل الحدود قنبلة موقوتة ضد الدول العربية مع بعضها البعض على اعتبار أن الوطن العربي من المحيط إلى الخليج جغرافية واحدة مشتركة لكن الاستعمار هو الذي قام بتجزئة ذلك الوطن وزرع مشكلة الحدود بدليل النزاع الحدودي بين العراق والكويت وأدى إلى نشوب أزمة الخليج وللسودان ومصر مشكلة حدودية على حلايب جرى على ما يبدو تسويتها لكنها تثار من وقت لآخر فضلا عن دول عربية أخرى لديها نزاعات حدودية مثل المغرب والجزائر على منطقة (تاتندوق) وما أسفر عن ذلك من حرب استمرت لفترة عام أدت إلى تسوية بين الطرفين حول استثمار الحديد في ذلك الإقليم من خلال شركة خاصة بالدولتين وما نتج عن مشاكل مماثلة على غرار جنوب السودان حتى بعد إعلان استقلالها دخلت في نزاعات حدودية مع السودان ثم أعقبها حرب تلا ذلك تسوية للحدود المشتركة بين الجانبين. وعلى صعيد مشكلة الحدود بين الأقطار العربية والدول الأخرى على نحو النزاع الذي حصل بين الصومال وأثيوبيا حول إقليم أوجادين بسبب تسليم بريطانيا أوجادين لأديس أبابا برغم أنه ضمن جغرافية الصومال وكذلك مشكلة ليبيا مع تشاد حول منطقة (أوزو) وهضبة تبستي فضلا عن نزاع موريتانيا الحدودية مع السنغال ناهيك عن مشكلة العراق وإيران كانت بالتأكيد حول جزر وأراض بين الجانبين كل طرف يدعي أحقيته بذلك وما نجم بعدها من حرب الثماني سنوات أعقبتها اتفاقيات حول النزاع الحدودي بين بغداد وطهران وكذلك بالنسبة لسوريا لديها مشكلة إقليم الإسكندرونة مع تركيا حيث سبق لفرنسا بموجب اتفاقية بينها وبين أنقرة تسليم لواء الإسكندرونة لتركيا مقابل وقوفها في الحرب العالمية الثانية مع فرنسا وأدى ذلك الوضع إلى سيطرة أنقرة على إقليم الإسكندرونة السوري مما تسبب في نزاع ومشكلة لاتزال قائمة حتى اللحظة الراهنة. كما أشرنا فإن أسباب ومشكلات ونتائج النزاعات الحدودية أكانت على صعيد المياه أو اليابسة ترجع إلى ظاهرة استعمارية بدرجة أساسية حيث عمل الاستعمار على دعم وتأطير تلك الظاهرة وجعلها قابلة للانفجار في أي لحظة يحركها متى ما يشاء وقد أدت إلى حروب ونزاعات كما أعقبتها تسويات وأسفر عنها اتفاقيات ولكن دائما ما كانت تتعرض تلك الاتفاقيات للانهيار والخروقات المتبادلة من قبل أطراف الصراع. على اعتبار أنها مشكلة جوهرية تمت وفقا لمخططات استعمارية وتبدو في الواقع أكبر مشكلة استعمارية على صلة وثيقة للنزاعات الحدودية زرع الكيان الصهيوني في قلب فلسطين المحتلة وما نجم عن ذلك من صراعات قام بها ذلك الكيان مع سوريا في احتلاله لمرتفعات الجولان وكذلك مع مصر في سيطرته على شبه جزيرة سيناء ناهيك عن مشاكل حدودية أثارتها إسرائيل مع الأردن ولبنان وهو ما يعكس بالتأكيد أن حقيقة المشكلة وأصلها كمشكلة استعمارية تم من خلالها تغذية النزاعات والحروب المختلفة بين الأقطار العربية والدول الأخرى.