الرئيسية - عربي ودولي - السرطان يخوض حربا عالمية شعواء ضد الإنسانية
السرطان يخوض حربا عالمية شعواء ضد الإنسانية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يقود مرض السرطان حربا عالمية شعواء, حيث يفتك بنحو 8.2 مليون شخص سنويا في أنحاء متفرقة من العالم رغم الجهود الدولية الكبيرة التي تبذلها الحكومات والمنظمات الدولية والمدنية في أنحاء متفرقة لمحاصرة هذا المرض الخطير. وتعد البلدان النامية الفقيرة ساحات كبيرة لمرض السرطان حيث ينتشر المرض في أوساط المواطنين في الريف والحضر وتسجل ملايين من الحالات المأساوية التي تتصارع مع المرض حتى الوفاة بدون تدخل علاجي. وصادف الثلاثاء الماضي الرابع من فبراير, اليوم العالمي للسرطان, أحيته منظمة الصحة العالمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة تحت شعار “تبديد الأساطير الضارة والمفاهيم الخاطئة حول مرض السرطان” وهو الهدف الخامس من الإعلان العالمي للسرطان, إلا أن هذه التظاهرة السنوية والمناسبة العالمية لم تتمكن من تخفيض عدد الوفيات المبكرة الناجمة عن السرطان والأمراض غير السارية الأخرى إلا عندما يقوم كل من الأفراد والمنظمات والحكومات بالدور المنوط بها. وتشير إحصائيات وتقارير المنظمة العالمية إلى أرقام مرعبة حيث قفز عدد حالات الإصابة بمرض السرطان حول العالم إلى 14 مليون مصاب لهذا العام وكان العدد في العام 2008 يبلغ 12.7 مليون شخص. وارتفعت حالات الوفيات إلى 8.2 مليون ويمثل نسبة 53.3% من الإناث ونحو 10% من الرجال وتعزى الزيادة في عدد المصابين بمرض السرطان إلى التغير السريع في نمط الحياة في الدول النامية. ويعد السرطان من أكبر المشكلات الصحية ومن أهم أسباب الوفاة في العالم فهو مسئول عن نحو 13 % من مجموع الوفيات في العالم وينشأ من خلية واحدة ويتم تحول الخلية الطبيعية إلى خلية ورمية في مراحل متعددة وعادة ما يتم ذلك التحول من آفة محتملة التسرطن إلى أورام خبيثة.( حسب منظمة الصحة العالمية).

وهناك أنواع عدة لمرض السرطان وذكرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في تقرير حديث لها أن هناك 28 نوعا من المرض في 184 دولة وأكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال والنساء معا سرطان الرئة والكبد والقولون.. ويعتبر سرطان الرئة الذي يسببه التدخين بشكل رئيسي أكثر أنواع السرطان انتشارا حيث بلغ عدد حالات الإصابة به 1.8 مليون شخص أي بنسبة 13% من العدد الإجمالي للمصابين لهذا العام . وأرجع خبراء متخصصون في العالم أسباب مرض السرطان إلى التغيرات الناجمة عن التفاعل بين عوامل الفرد الجينية وفئات من العوامل الكيميائية المسرطنة مثل الأسبستوس ومكونات دخان التبغ والأفلاتوكسين (أحد الملوثات الغذائية) والأرسنيك (أحد ملوثات مياه الشرب) والعوامل البيولوجية المسرطنة مثل أنواع العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو الجراثيم أو الطفيليات. كما يعد التشيخ من العوامل الأساسية الأخرى التي تسهم في تطور السرطان, وتزيد نسبة وقوع السرطان بشكل كبير مع التقدم في السن وذلك يعود على الأرجح إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطانات معينة مع التشيخ, وتراكم مخاطر الإصابة بالسرطان يتم إلى جانب انخفاض فعالية آليات التصليح الخلوي كلما تقدم الشخص في السن. (حسبما أكدت الوكالة الدولية لبحوث السرطان بتصنيفها للعوامل المسرطنة). وتؤكد التقارير الدولية أن الدول النامية هي الأكثر في الإصابة بالسرطان وبعدد الوفيات وأن معدلات الوفيات سيصل إلى 13.1 مليون وفاة في عام 2030, وعدد الإصابات إلى 25 مليون حالة إصابة بالمرض الخبيث يتركز معظمها في الدول النامية. وفي اليمن يخوض المواطنون حربا خاسرة مع المرض حيث تؤكد الإحصائيات أن نسبة السرطان في اليمن هي الأعلى عالميا حيث تتزايد أكثر من 10 مرات مقارنة بالدول العربية. وتشير التقارير إلى أن تناول معظم اليمنيين لنبتة القات “نوع من الأشجار” سبب رئيسي لمرض السرطان حيث يتم رش نبتة ” القات ” بمبيدات ضارة وخطرة بدون رقيب, وهي ما يسبب مرض السرطان, بالإضافة إلى تناول “الشمة” مادة مخدرة توضع بجوار اللثة في الفم” وكذا ما يقوم به اليمنيون من مجهود نفسي من أجل المعيشة. ونظرا للانتشار الكبير لمرض السرطان في اليمن إلا أن وسائل وإمكانيات مواجهة المرض محدودة جدا حيث تمتلك اليمن مركزا حكوميا واحدا فقط لمعالجة الأمراض السرطانية -سجل منذ إنشائه قبل حوالي 8 سنوات نحو 30 ألف حالة سرطان- بالإضافة إلى نشاط محدود للغاية للمراكز والمنظمات الخيرية المحلية المدنية التي تعمل في هذا الاتجاه. وبهذا فإن السرطان يمثل خطرا حقيقيا يتهدد العالم بأسره والدول النامية بشكل خاص وهو الأمر الذي يستدعي وقوف العالم بشكل جدي لمواجهة هذا الخطر وإيقاف مسبباته بكافة أشكالها بما يضمن للناس الحياة بسلام وأمان.