الرئيسية - محليات - عقليات تقليدية تمارس الاستبداد حفاظا على مناصبها
عقليات تقليدية تمارس الاستبداد حفاظا على مناصبها
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

على الرغم مما قام به الشباب من تضحيات جسيمة في تحقيق الثورة الشبابية الشعبية وجهود تغيير واقعهم بما يحقق مشاركة عادلة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا أن الظروف السياسية سحبت البساط من تحت أقدامهم وأعادت زمام الأمور إلى الفعاليات السياسية والحزبية وجعلتهم على هامش الواقع على الرغم مما تقوم به قيادة الدولة من دور في إعطاء نصيب للوجوه الشابة في المشاركة برسم ملامح المستقبل وبناء الدولة الجديدة. دراسة بحثية نفذتها مؤسسة رنين اليمن على فئة واسعة ومتنوعة من شباب الأحزاب بمحافظات صنعاء وتعز وعدن والحديدة ومارب أكدت أن هناك خمسة حواجز أمام المشاركة الفاعلة للشباب داخل الأحزاب السياسية أبرزها غياب ثقافة الإشراك الإيجابي داخل الأحزاب من خلال وجود القيادة المستبدة وسيطرة أفراد على صناعة برامج وأنشطة الحزب ووجود فجوة بين تفكير وعقليات الأجيال.. مشيرة إلى أن افتقار الشباب إلى القدرات والخبرات الناتجة عن ضعف برامج بناء القدرات وتعمد بعض القيادات تهميش دور الشباب خشية من تفوقهم عليها والإطاحة بها. وقالت الدراسة : إن أحد الحواجز التي تقف أمام مشاركة الشباب تعليق العمل بآليات الحزب الخاصة بالمناقشة والتغيير بما في ذلك الانتخابات والمؤتمرات التي تعد من أبرز الأنشطة التي يلتقي فيها الشباب مع القيادات ويناقشون معهم آراؤهم ومقترحاتهم وفرص التنافس الإيجابي.. مضيفة : إن تركز آليات المشاركة في مناطق جغرافية محددة كصنعاء أو بعض عواصم المدن قلص من حجم مشاركة الشباب حيث ما يقر في صنعاء يفرض على جميع شباب المحافظات وفقا للمركزية الشديدة المتبعة. وأوضحت أن الفقر ونقص الموارد المالية عامل رئيسي في تقييد أعضاء الحزب الشباب حيث يجري الغالبية وراء لقمة العيش ولا يجدون الوقت الكافي لممارسة العمل الحزبي. وأكدت الدراسة على ضرورة إتاحة قيادات الأحزاب للشباب مقاعد في الهيئات التنفيذية وتحديد مدة الخدمة في المناصب القيادية والعمل على تعزيز الآليات الديمقراطية لضمان اتخاذ قرارات توافقية وعدم توريث الممارسات الاستبدادية داخل الحزب وتنفيذ برامج لبناء قدرات الشباب لتمكينهم من فهم أفضل العمليات السياسية والتعبير بشكل سليم عن احتياجاتهم وتخصيص موارد مالية من موازنة الحزب لتأهيل وتدريب الشباب بالإضافة إلى فتح قنوات تواصل معهم ومعالجة كافة قضاياهم.. مشددة على أن على الشاب الالتحاق ببرامج التدريب التي تقدمها منظمات المجتمع المدني والاستفادة من أقسام الشباب الموجودة داخل الهياكل الحزبية لوضع سياسات تحدد أولوياتهم وتشكيل شبكات شبابية للمناصرة داخل الحزب أو بين الأحزاب لبناء تحالفات تحقق طموحاتهم وتعمل على تبادل الخبرات فيما بينهم. ودعت الدراسة المجتمع الدولي عبر منظماته العاملة في اليمن إلى نقل خبرات الشباب في بلدانهم إلى اليمن وحث الأحزاب على اعتماد استراتيجيات لإصلاح الأنظمة الداخلية للأحزاب بما يعزز من مشاركة الشباب علاوة على العمل على تطوير برامج بناء القدرات والمهارات وتخطى حواجز الإقصاء والتهميش داخل الأحزاب. وأكدت أنه على الرغم من شعور الشباب بأن ثورة فبراير 2011م أعطتهم قوة وطموحا للمشاركة في الحياة السياسية وعمليات صنع القرار داخل الأحزاب إلا أن 83% من الشباب الحزبي عينة الدراسة ذكروا أنهم لم يستشاروا في قرار الحزب بالانضمام إلى احتجاجات الشارع و98% أوضحوا أنهم لم يتم مناقشتهم في موقف الحزب بالتوقيع على المبادرة الخليجية بالإضافة إلى عدم مشاورة الشباب وخاصة القاطنين خارج صنعاء عن من يمثل الحزب في مؤتمر الحوار الوطني. وتوصلت الدراسة التي شملت عشرة أحزاب سياسية وهي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وحزب الحق وحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب العدالة والبناء واتحاد الرشاد, إلى أن اختيار الشباب للانتماء لحزب معين يتأثر بالأسرة أو الحي.. وأن مشاركة الشباب في الأحزاب السياسية الجديدة في صناعة القرار أعلى من مستوى المنتمين لأحزاب تقليدية.