الرئيسية - محليات - الفقر يفاقم ظاهرة التسول بإب
الفقر يفاقم ظاهرة التسول بإب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أدت البطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والفقر إلى ارتفاع نسبة المتسولين بمحافظة إب وفي مختلف محافظات الجمهورية حيث لم يعد يخلو شارع ولا إشارة مرور ولا جامع ولا سوق من المتسولين من مختلف المراحل العمرية الذين يفترشون الشوارع والأسواق ويقفون أمام وحول الناس والسيارات المارة يلحون على تقديم المساعدة لهم . ولا يتوقف الأمر عند ذلك الحال بل إن هنالك من المتسولين في العديد من المحافظات من يطوف المنازل بحثا عن “ما يسد رمقه ورمق أسرته – كما يقول العديد من هؤلاء المتسولين- ومثلما يوجد أناس دفعتهم الحاجة إلى مد أيديهم للتسولهنالك -أيضا- أناس يدفعهم جشعهم إلى الخروج إلى الشارع وإلى التنقل من منزل إلى آخر ليمد يده متسولاٍ وهو يردد المزاعم والأكاذيب بغرض استعطاف المواطنين وهذا ما تأكد لنا ونحن نجري الاستطلاع التالي: o لم نكن نعتقد قبل أن نجري هذا الاستطلاع أن المتسولين في محافظة إب قد باتوا أكثر حذرا من الصحافة حيث يصعب طرح سؤال عليهم أو أخذ تصريح منهم إذا ما عرفوا بأنك صحفي ومع هذا غامرنا ووجهنا لعدد من هؤلاء المتسولين والمتسولات أسئلتنا التي تتمحور حول معرفة الأسباب التي دعتهم إلى احتراف التسول فأجمع مختلف المتسولين والمتسولات الذين التقينا بهم على أن غلاء أسعار المواد الغذائية وصعوبة واستحالة حصولهم على وظائف أو أي أعمال أخرى والفقر .. هي الأسباب الرئيسية التي دفعتهم إلى امتهان التسول عاطل عن العمل • ويقول عبدالله معتوق الذي كان يتواجد مع حشد من المتسولين وسط مدينة إب: ما دفعني للخروج من منزلي لطلب المساعدة من الناس هو عجزي على تلبية حاجيات أفراد أسرتي من متطلبات مختلف المواد الغذائية وغير ذلك من متطلبات المعيشةكوني عاطل عن العمل ولا يوجد معي أي دخل. وأوضح متسول آخر رفض الإفصاح عن اسمه قائلاٍ: أن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها أبناء محافظة إب وخاصة الفقراء من أمثالي هي التي جعلتني أمد يدي طالباٍ المساعدة بما كتبه اللهلأستطيع توفير الاحتياجات الضرورية لأبنائي وبناتي البالغ عددهم خمسة(بنتان وثلاثة أولاد)بالإضافة إلى أمهم حفظها الله. وأضاف: إن الفقر وتردي الوضع المعيشي والارتفاع الفاحش لأسعار المواد الغذائيةخاصة منذ حرب الخليج عام 1991م التي كان لنظام الحكم في بلادنا حينها موقف من تلك الحربوهو بالتأكيد موقف لم يكن حريصاٍ على مصلحة البلد وأبنائها المغتربين في الخليج مما تسبب بخروج وطرد نحو اثنين مليون مغترب يمني من دول الخليج وفي مقدمتها السعودية وارتفاع نسبة البطالة والفقر في اليمن كل هذا أدى بالبعض إلى التوجه للتسول وبعد أن وصل وضع البعض إلى العجز الكلي عن اقتناء أبسط احتياجاته واحتياجات أفراد أسرته خصوصا ما يتعلق بالمواد الغذائية الأساسية. أرملة وأطفال • ومن جانبها تحدثت متسولة يبدو من الملامح الظاهرة من وجهها أنها لم تتجاوز العقد الثالث من عمرها بالقول: أنا أرملة وأم لثلاث بنات وأنا من أعيلهن ولا أجد خيارا آخر غير التسول للحصول على المال الذي أستطيع به توفير لقمة العيش لبناتيبعد أن طلقني والدهن وتركهن معي قبل أربع سنواتدون أن يسأل عنهن. وعزى عدد من الأطفال تسولهم إلى طلاق الوالدين أو وفاة أحدهما وتحملهم المسؤولية في غياب معيل الأسرة. وقالوا: لقد أخترنا مدينة إب مكان دائم لنا للحصول على المال الذي ننفقه على أسرنا كون الكثير من السياح العرب والأجانببالإضافة إلى الكثير من أبناء مختلف محافظات الجمهورية يقصدون هذه المدينة للسياحة للتمتع بمناظرها والمناظر الخلابة في بقية مدن ومديريات المحافظةوبصورة مستمرة ويبيتون فيها لأيام طوالوهم (الزوار والسياح)يحبون الخير والحمد لله ما. يقصروا معنا وقبل أن لهم سؤالاٍ آخر يتعلق بجانب التعليم في حياتهم تركني أولئك الأطفال المتسولين وانطلقوا مسرعين نحو ثلاثة أشخاص قادمين من إحدى الفنادق بالمدينة ويبدو من هيئاتهم وأجهزة الهواتف النقالة التي يحملونها أنهم من عائلات ميسورة أو تجارإلا أن فضولي الصحفي قادني مرة أخرى نحو اولئك الأطفال لمعرفة إن كانوا قد التحقوا بالدراسة أم لافلم يأبهوا لفضولي ولا بي حيث كنت كلما اقتربت منهم يتجهون إلى أماكن بعيدة مني ومثلما كنت أرقبهم كانوا كذلك يرقبوني وهم يجولون طالبين من المارة والمتسوقين مساعدتهم بما يستطيعون من النقود .. المتبسم ضاحكا • الحاج عبدالله – كما يطلق عليه أقرانه من المتسولين-وفيما كنا ننتظر منه الإدلاء بحديثه انطلق من أمامنا مسرعا وهو يتعكز بعصا غليظة نحو إحدى إشارة المرور بالشارع العاموبدأ يتحدث إلى سائقي السيارات بهدوء مبالغ فيه فتركناه لحاله واتجهنا إلى متسول آخر كان يهم هو الآخر الانطلاق إلى صيده الراجل خلسة فقلنا له مازحين “يبدو أن الشخص الذي تهم بالذهاب إليه لا فائدة منه ما دام لا يحمل سوى قميص يستر جسده” فتبسم ضاحكاٍ وقال:صحيح والله. وأردف قائلاٍ:لم أعد قادرا على ملاحقة المارة ولا الذاهبين والمغادرين من وإلى الأسواق والجوامعلقد تعبت من الملاحقة من الفجر إلى الآن(كانت الساعة تشير إلى الواحدة بعد الظهر) دون فائدة ما عدى ما حصلت عليه لقيمة الفطور والغداء –حسب قوله- وبقي معي زوجتي تنتظر مني حق القات وحق الغداء لها وللأولاد وليس لي مصدر آخر غير ما يقدم لي من مساعدات من رجال الخيرفأقوم بإنفاقه على أسرتي المكونة من الزوجة وسبعة أطفال. عادة التسول! • ومن رجال الخير الذين وجدناهم يفتشون في جيوبهم ليقدموا مبلغاٍ من المال مساعدة لمن يعترض طريقهم أو يلقفهم من المتسولين التقينا الأخ/ فؤاد العديني الذي تحدث عن ظاهرة التسول بالقول: لا ننكر وجود من دفعتهم الحاجة إلى لقمة العيش يتسولون هنا وفي كثير من مناطق ومحافظات الجمهورية إلا أننا في ذات الوقت لا ننكر أيضاٍ بأن التسول لدى البعض أصبح عادة ومهنة لجمع وتخزين الأموالوهذا الشيء يدعونا إلى توجيه نداء إلى الجهات المختصة لتقوم بدورها في مكافحة تسول العادة والمهنةوالبحث عن معالجات عاجلة لأوضاع المتسولين الذين يدفعهم الفقر الشديد إلى مد أياديهم طالبين مساعدتهم بما يمكنهم من توفير لقمة العيش لهم ولمن يعولون. ظاهرة مقلقة • من جانبه قال المواطن/جلال حامد: ظاهرة التسول في إب أصبحت مقلقة جدا حيث ينتشر المتسولون في مختلف الفنادق واللوكندات والأسواق والشوارع والجوامع والحارات بشكل كبير وملفت للانتباهويصطدم الذين يقصدون المدينة للتجوال والتبضع مع أهاليها بأعداد هائلة من المتسولين من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية(أطفال نساء رجال شيوخ)وحتى الفتيات الشابات أصبحن يمتهن التسول بكثرةوجميعهم ينتشرون في كل مكان وفي مفترقات الطرقوفي مواقف السيارات والباصات وعند أبواب المساجد… يستوقفونك طالبين بإلحاح شديد مساعدتهموهو ما يشكل إزعاج لكل من يمر أو يقصد مدينة إب لأي أمر كانأو يعمل فيها ..كما أن ظاهرة التسول تعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى وقوع حوادث السرقات وحوادث الطرق. استفحال الظاهرة • وعموما فإن ظاهرة التسول قد استفحلت بشكل لافت للانتباه في محافظة إب وباقي المحافظات منذ أكثر من عقدين أي منذ اندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991م بعدما كانت هذا الظاهرة محدودة جدا ومقتصرة على نسبة قليلة جداٍ من النسوة والأطفال دون الرجال قبل هذه الفترة-كما ذكر عدد من كبار السن-ومن ثم أصبحت خلال هذه الفترة الممتدة لأكثر من عقدين من الزمن وحتى اليوم مستفحلة وبصورة كبيرة ولم تعد مقتصرة على الأطفال والنساء بل أصبح الرجال شيوخ وشباب في مقدمة المتسولين .