الرئيسية - الدين والحياة - التعدي على المنشآت العامة .. محاربة لله ورسوله والمسلمين
التعدي على المنشآت العامة .. محاربة لله ورسوله والمسلمين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* سالم: الإسلام حرم سفك الدماء وقطع الطرقات وضرب المصالح العامة وتوعد المجرمين بأشد العذاب

* الجهل بالإسلام أهم أسباب الظاهرة وعلى العلماء والإعلام مسؤولية التوعية

لا يشك عاقل أبدا في أن من حق الناس جميعا الانتفاع بالمال العام والمنشآت العامة والاستفادة منها لأنها ملك لجميع أفراد الشعب وكما أنها ملك للجميع فيجب الحفاظ عليها والوقوف بقوة أمام كل من تسول له نفسه الاعتداء على مصالح البلاد والعباد والضرب بيد من حديد لكل من يعبث ويعتدي على الممتلكات العامة والخاصة.. حول الآثار السلبية على المجتمع والدولة للتعدي على المنشآت العامة والخاصة وحكم من يتعدى عليها وما هي أسباب ثقافة التخريب التقينا الداعية أحمد سالم خطيب جامع طاهر فكان اللقاء التالي:

● ما موقف الإسلام من التعدي على المنشآت العامة والخاصة وماهية الآثار المترتبة على المجتمع والدولة في ذلك¿ الإسلام دين أمن وسلام يعلي من قيمة المال العام والخاص ويحرم الاعتداء على المنشآت ويجرم الإفساد في الأرض ويشدد العقاب على المفسدين والشريعة الإسلامية كذلك تحرم الإفساد في الأرض بكل صوره وأشكاله وليس الاعتداء على الممتلكات العامة فقط ولذلك قال الله تعالى (ولا تعثوا في الأرض مفسدين). وجعل الإسلام الفساد في الأرض من صفات غير المؤمنين الذين يحاربون الإصلاح ويدعون أنهم مصلحون قال تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) فحماية الممتلكات العامة -بل والخاصة- والمحافظة عليها إحدى الضروريات الخمس التي أوجب الإسلام الحفاظ عليها وحرم الاعتداء عليها أو سرقتها وأوجب العقاب على من يعتدي عليها وأن الآثار المترتبة على المجتمع والدولة من الاعتدات المتكررة على المنشآت الخدمية كبيرة ويصعب تخيلها سواء التي تكون بقطع ?الطريق على الناس أو تفجير أبراج الكهرباء أو أنابيب النفط. في وقت يحتاج المريض لأجهزة تعمل بالكهرباء والطالب يحتاج المذاكرة وغير ذلك الكثير والكثير الذين لا يستغنون بحال من الأحوال عن الكهرباء والذي يقوم بهذه الإعمال مجرم بكل ما تعنيه الكلمة . ● ما هي أسباب ثقافة التخريب والتعدي على المنشآت والمال العام والخاص¿ أسباب الاعتداء على المنشآت والمال العام وكذلك الخاص بالتفجير والتدمير والتخريب والنهب والاحتيال? ?يرجع إلى أحد هذه العوامل?:? ?عدم الوسطية والاعتدال في? ?فهم الدين الإسلامي و?سوء الخلق وانعدام المروءة? و?عدم مراقبة الله تعالى والخوف منه? و?ضعف روح الأخوة الإسلامية. ● من حق الناس جميعا الانتفاع بالمنشآت العامة فما حكم من يتعدى عليها¿ إن المعتدين على المنشآت العامة وكل مقومات الأمة ومقدراتها الخدمية يدخلون ضمن أصناف الحرابة مصداقاٍ لقوله تعالى (إنِمِا جِزِاءْ الِذينِ يْحِاربْونِ اللِهِ وِرِسْولِهْ وِيِسúعِوúنِ في الأِرúض فِسِادٍا أِنú يْقِتِلْوا أِوú يْصِلِبْوا أِوú تْقِطِعِ أِيúديهمú وِأِرúجْلْهْمú منú خلافُ أِوú يْنفِوúا منِ الأِرúض ذِلكِ لِهْمú خزúيَ في الدْنيِا وِلِهْمú في الآخرِة عِذِابَ عِظيمَ) وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (على كل مسلم صدقة قالوا فإن لم يجد قال: يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا: فإن لم يجد قال: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قالوا يا رسول الله فإن لم يستطع قال عليه الصلاة والسلام: يكف شره عن الناس فذلك صدقة منه على نفسه). وأولئك المعتدون على المنشآت العامة والخاصة انسلخوا من كل معاني الإسلام وقيمه وتجردوا عن فضائل الأمة حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده). وأشار إلى أن ضرورة تطبيق الشريعة على هؤلاء قد وجب ومحاربة ظاهرة الاعتداء على مصالح البلاد والعباد والضرب بيد من حديد على كل من يعبث ويعتدي على الممتلكات العامة والخاصة حتى يأمن المجتمع مكرهم وعدوانهم. ● ما واجب أفراد المجتمع تجاه المنشآت العامة وكذلك المال العام¿ واجبنا جميعا تجاه المنشآت العامة والمال العام المحافظة عليها فلا نتعدى عليها لا بالنهب ولا بالتدمير ولا بالتفجير ولا بالتخريب فنكون أمناء على هذه المؤسسات.. فرب العباد تبارك وتعالى حرم الاعتداء على المال العام وأخذ أي شيء منه بدون حق قال تعالى:? (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) آل عمران والغلول يعني الخيانة.. وقد بين صلى الله عليه وسلم الخزي والعار لمن يأخد شيئا من أموال المسلمين العامة بدون حق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم (فذكر الغلول فعظيمة وعظم أمره فقال لا ألقين أحدكم يوم القيامة على رقبته صامت فيقول: أيا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئاٍ قد أبلغتك أو على رقبته شاة ولها ثغاء أو على رقبته فرس له حمحمة يقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك أو على رقبته رقاع تخفق فيقول يارسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك) أخرجه البخاري ومسلم. فالثغاء صوت الشاة ورغاء أصوات البعير وصامت الذهب والفضة والرقاع هي ثياب أخذها من الغنيمة أي أخذها بغير حق قبل أن تقسم ففي الحديث وعيد شديد لأهل الغلول قد تكون العقوبة حمل البعير وسائر ما غله على رقبته على رؤوس الأشهاد وفضيحته وهذا في حق من خان المال العام للمسلمين. وعن خولة الانصارية رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم? «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة?» رواه البخاري.. قال الحافظ بن حجر في فتح الباري أي يتصرفون في مال المسلمين بالباطل. ● كلمة أخيرة¿ أدعو كل الخطباء والعلماء والوعاظ والمرشدين إلى توضيح وتوعية المجتمع والالتفاف حول موقف موحد يسهم في نبذ التخريب والاعتداء والدعوة إلى تنفيذ القانون وردع العابثين والمعتدين كما قال عليه الصلاة والسلام «مِثِلْ القِائم في حْدْود اللِه والúوِاقع فيها كِمثل قِومُ اسúتِهِموا على سِفينِةُ فِأِصابِ بِعúضْهم أعúلاهِا وبعضْهم أِسúفلِهِا فكان الذي في أِسفلها إذا استِقِوúا من الماء مِرْوا على مِنú فِوقِهمú فقالوا: لو أنا خِرِقúنا في نِصيبنِا خِرقا ولِمú نْؤذ مِنú فِوقِنا¿ فإن تِرِكْوهْمú وما أِرِادوا هِلِكوا وهلكوا جِميعا وإنú أخذْوا على أيديهمú نِجِوúا ونِجِوúا جِميعا« وقوله عليه الصلاة والسلام (ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله أي المرتكب إلا عمهم الله بعقاب من عنده) رواه أبو داود.