الرئيسية - الدين والحياة - الإرهاب الإلكتروني .. الخطر القادم عبر الإنترنت
الإرهاب الإلكتروني .. الخطر القادم عبر الإنترنت
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

في خضم المواجهة الأمنية والفكرية التي تخوضها اليمن ودول المنطقة بل والعالم ضد الإرهاب المتستر بلباس الدين.. يبرز خطر متعاظم على هذا الصعيد هو استفادة الإرهابيين لفضاء المعلوماتية وثورتها التي اكتسحت العالم واستخدامهم لشبكة الإنترنت الدولية لخدمة أغراضهم الإجرامية بأكثر من صورة. حول هذا الخطر ومدى جديته ومستقبل المواجهة معه والسبل التي اتخذتها اليمن على طريق التصدي له نقرأ الاستطلاع التالي:

في البداية يؤكد د.حسين بن سعيد بن سيف الغافري مستشار هيئة تقنية المعلومات بسلطنة عمان الشقيقة أن الإرهاب أصبح ظاهرة تقشعر لها الأبدان حوت بين جنباتها الكثير والكثير من الآلام والأوجاع لدرجة ظاهرة استقطبت اهتمام الشعوب والحكومات في كل دول العالم وأصبح يمثل بجميع أشكاله تهديدا خطرا للسلام والأمن الدوليين نظراٍ لما له من آثار وخيمة على أمن المواطنين واستقرارهم وعلى الإمكانات الاقتصادية والهيبة السياسية للدولة في محيطيها الإقليمي والدولي .. ويضيف في أحدث أبحاثه على الإنترنت : تتجلى مظاهر هذا الاهتمام فيما تعده الجهات الرسمية بالدول المستهدفة بظاهرة الإرهاب من خطط استراتيجية وتكتيكية لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه كما تتجلى في اهتمام المراكز العلمية والمنابر الإعلامية بتناول تلك الظاهرة عبر البحوث والدراسات والبرامج واللقاءات لتجلية أبعادها وآثارها وتبيان ما يستخدم فيها من وسائل وأساليب وأدوات وما يستحدثه الإرهابيون في هذا الشأن. ويشير إلى أنه بظهور شبكة الإنترنت التي تعتبر من أحدوثات العصر بل من أعجوباته حيث أصبح وسيلة اتصال والتقاء وباباٍ للفائدة وتلقي المعلومة إلى درجة أن أصبح شيئاٍ من ضرورات الحياة البشرية كونه يختصر المسافات ويسهل الوصول للمعلومات ازداد وجه الإرهاب قبحاٍ عما كان عليه في الماضي وظهر على الساحة نوع جديد يعتبر من أسهل أنواع الإرهاب في الوقت الذي ينطوي فيه على خطورة كبيرة جدا قد تتجاوز أضراره ما قد تخلفه قنبلة في قارعة الطريق أو سيارة مفخخة وضعت في مكان مكتظ ألا وهو الإرهاب الإلكتروني Cyber Terrorism منبر مجاني للجماعات الإرهابية ويتطرق الغافري إلى الصلة الموجودة بين الإرهاب والإنترنت فيقول : الإرهاب والإنترنت مرتبطان بطريقتين ..الأولى ممارسة الأعمال التخريبية لشبكات الحاسوب والإنترنت وهذه الطريقة يتم مجابهتها من خلال العديد من البروتوكولات الدولية التي يشرف على متابعة تنفيذها الأنتربول الدولي . أما الثانية – وهي موضوع هذا الاستطلاع – فتتمثل في أن شبكة الإنترنت أصبحت منبرا للجماعات الإرهابية ولأفرادها لنشر رسائل الكراهية والعنف وللاتصال ببعضهم البعض وبمؤيديهم والمتعاطفين معهم. فشبكة الإنترنت – كما يقول الغافري – عالم شديد النمو سريع التطور ونتيجة لذلك فقد تغيرت النظرة على الإرهاب الإلكتروني التي كانت منحصرة في الأعمال التخريبية وأصبحت تشمل أنشطة أكثر خطورة تمثلت وكما يشير أحد الباحثين المتخصصين في الاستخدام اليومي للانترنت من قبل المنظمات الإرهابية لتنظيم وتنسيق عملياتهم المتفرقة والمنتشرة حول العالم. فالوجود الإرهابي النشط على الشبكة العنكبوتية هو متفرق ومتنوع ومراوغ بصورة كبيرة .. فإذا ظهر موقع إرهابي اليوم سرعان ما يغير نمطه الإلكتروني ثم يختفي ليظهر مرة بشكل جديد وعنوان إلكتروني جديد بعد فترة قصيرة والمواقع الإلكترونية لتلك المنظمات لا تخاطب أعوانها ومموليها فحسب بل توجه رسالاتها أيضاٍ للإعلام والجمهور الخاص بالمجتمعات التي تقوم بترويعها وإرهابها وذلك بهدف شن حملات نفسية ضد الدول العدوة فهي تعرض أفلاما مرعبة للرهائن والأسري أثناء إعدامهم في نفس الوقت يدعي الإرهابيون أنهم أصحاب قضايا نبيلة ويشتكون من سوء المعاملة من قبل الآخرين. مواقع لبث الرعب والكراهية ومن الأمثلة على بعض المواقع الإلكترونية العربية التي قام بإنشائها وتصميمها بعض التنظيمات الإرهابية يورد الغافري أسماء المواقع التالية : -موقع النداء: وهو الموقع الرسمي لتنظيم القاعدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م, ومن خلاله تصدر البيانات الإعلامية للقاعدة. -ذروة السنام: وهي صحيفة إليكترونية دورية للقسم الإعلامي لتنظيم القاعدة. -صوت الجهاد: وهي مجلة نصف شهرية, يصدرها ما يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب, وهي تصدر بصيغتي: (pdf),(word) , وتتضمن مجموعة من البيانات والحوارات مع قادة التنظيم ومنظريه. -البتار: وهي مجلة عسكرية إليكترونية متخصصة, تصدر عن تنظيم القاعدة, وتختص بالمعلومات العسكرية والميدانية والتجنيد. استخدامات تؤكد حجم الخطر ويفند الغافري أهم العناصر الأساسية لاستخدام الإنترنت في أغراض إرهابية على النحو التالي: -التنقيب عن المعلومات: إن شبكة الانترنت في حد ذاتها تعتبر مكتبة إلكترونية هائلة الحجم وتكتظ بالمعلومات الحساسة التي يسعى الإرهابيون للحصول عليها مثل أماكن المنشآت النووية والمطارات الدولية والمعلومات المختصة بسبل مكافحة الإرهاب وبذلك يكون 80 % من مخزونهم المعلوماتي معتمداٍ في الأساس على مواقع إلكترونية متاحة للكل دون خرقاٍ لأي قوانين أو بروتوكولات الشبكة. -الاتصالات: تساعد شبكة الانترنت المنظمات الإرهابية المتفرقة في الاتصال ببعضها البعض والتنسيق فيما بينها وذلك نظراٍ لقلة تكاليف الاتصال باستخدام الانترنت مقارنة بالوسائل الأخرى كما أنها تمتاز بوفرة المعلومات التي يمكن تبادلها وقد أصبح عدم وجود زعيم ظاهر للجماعة الإرهابية سمة جوهرية للتنظيم الإرهابي الحديث مختلفاٍ بذلك عن النمط الهرمي القديم للجماعات الإرهابية وكل هذا بسبب سهولة الاتصال والتنسيق عبر الشبكة العالمية. -التعبئة وتجنيد إرهابيين جدد: إن استقدام عناصر جديدة داخل المنظمات الإرهابية يحافظ على بقائها واستمرارها وهم يستغلون تعاطف الآخرين من مستخدمي الانترنت مع قضاياهم ويجتذبون هؤلاء السذج بعبارات براقة وحماسية من خلال غرف الدردشة الإلكترونية ونحن نعلم أن تسلية الشباب والمراهقين هي الجلوس بالساعات الطويلة في مقاهي الانترنت للثرثرة مع جميع أنواع البشر في مختلف أنحاء العالم. -إعطاء التعليمات والتلقين الإلكتروني: يمتلئ الانترنت بكم هائل من المواقع التي تحتوي على كتيبات وإرشادات تشرح طرق صنع القنابل والأسلحة الكيماوية الفتاكة وعند استخدام محرك البحث “غوغل” Google عام 2005 للبحث عن مواقع تضم في موضوعاتها كلمات مثل “إرهابي terrorist و”دليل” handbook فكانت نتائج البحث ما يقرب من ثمانية آلاف موقع. -التخطيط والتنسيق: تعتبر شبكة الانترنت وسيلة للاتصال بالغة الأهمية بالنسبية للمنظمات الإرهابية حيث تتيح لهم حرية التنسيق الدقيق لشن هجمات إرهابية محددة ويضيف ويمان أن أعضاء منظمة القاعدة البارزين اعتمدوا بشكل مكثف على الانترنت في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر ويستخدم الإرهابيون الرسائل الالكترونية العادية email وغرف الثرثرة chat rooms لتدبير الهجمات الإرهابية وتنسيق الأعمال والمهام لكل عنصر إرهابي. -الحصول على التمويل: يستعين الإرهابيون ببيانات إحصائية سكانية منتقاة من المعلومات الشخصية التي يدخلها المستخدمون على الشبكة من خلال الاستفسارات والاستطلاعات الموجودة على المواقع الإلكترونية في التعرف على الأشخاص ذوي القلوب الرحيمة ومن ثم يتم استجداؤهم لدفع تبرعات مالية لأشخاص اعتباريين يمثلون واجهة لهؤلاء الإرهابيين ويتم ذلك بواسطة البريد الالكتروني بطريقة ماكرة لا يشك فيها المتبرع بأنه يساعد إحدى المنظمات الإرهابية. الخطر القادم ومستقبل المواجهة وحول مستقبل المواجهة مع الإرهاب وسبل التصدي لهذا الخطر يقول الغافري: نظراٍ للتطور الرهيب والمتنامي في مجال الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات فإن الإرهابيين سوف يكونون أكثر اعتماداٍ على تكنولوجيا الاتصالات الالكترونية في المستقبل وسوف يصبح الإرهاب أكثر تعقيدا وخطورة فلا يجب البتة المبالغة في حجم الأخطار الحالية حتى يتسنى مواجهة تلك التحديات بشيء من الروية وحسن التصرف. وكما يستطيع الإرهابيون استخدام تلك الشبكة بكفاءة كذلك يستطيع صانعو السلام استخدام الانترنت لمجابهتهم عملاٍ بالمثل القائل “داوني بالتي كانت هي الداء” .. مفسراٍ أن المقصود هو نشر الأفكار السامية والمتحضرة التي تدعو إلى السلام والمحبة والتعايش السلمي بين الحضارات المختلفة وبالتالي تطغي تلك المواقع الصالحة على السموم التي تنشرها المواقع الإلكترونية الإرهابية تلك الأنشطة التي تدعم الدبلوماسية وإدارة الأزمات السياسية بالطرق السلمية عبر الشبكة العالمية للإنترنت ويؤكد الغافري مختتماٍ بقوله: يبقى من المهم جداٍ أن تسعي الدول والحكومات إلى فرض الرقابة الكافية على كل ما يقدم من خلال الشبكة لمنع الدخول على بعض المواقع التي تبث الفكر الإرهابي .كما هو الحال في المملكة المتحدة حيث وضعت الحكومة البريطانية خططا للتصدي للإرهاب على شبكة الإنترنت قدرت تكلفتها بحوالي 500مليون جنيه إسترليني. اليمن ومواجهة الإرهاب الإلكتروني وحول الخطوات التي اتخذتها اليمن لمواجهة هذا الخطر المرعب يقول محمد علي السهماني نائب مدير عام مركز التدريب بوزارة الأوقاف والإرشاد أن حكومة بلادنا قد تنبهت لهذا الجانب مؤخرا فصدر عن مجلس الوزراء قبل شهرين تقريبا توجيه يلزم وزارتي الأوقاف والإرشاد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بسرعة اتخاذ الخطوات الكفيلة بمواجهة الحرب الإلكترونية التي يشنها الإرهابيون في إطار حربهم ضد أمن البلاد واستقرارها خصوصا في جوانب التوعية بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي ينبذ التعصب الفكري والتطرف والإرهاب. وفي مقدمة هذه الخطوات إنشاء موقع إلكتروني للدعوة والإرشاد يتبنى نهج الوسطية والاعتدال بحيث يتم تزويده بكل الإمكانات ليكون نقطة انطلاق للدعاة والعلماء في اليمن لمجابهة الفكر المتطرف وثقافة الكراهية التي يتم الترويج لها من قبل الإرهابيين على شبكة الإنترنت ويعملون من خلالها وما يبث فيها من رسائل مشوهة إلى استقطاب شبابنا مستغلين بعض الأدلة غير السليمة باسم الدين. ويقول السهماني: إن هذه الخطوة وإن جاءت متأخرة مقارنة بدول الجوار التي حققت شوطا بكيرا في هذا الجانب فإنها تمثل جهدا إيجابيا ومثمرا سيتم بعون الله إخراجه إلى النور قريبا من خلال الترتيبات الجارية والتنسيق القائم بين وزراتي الأوقاف والإرشاد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ودعا السهماني في ختام حديثه إلى اتخاذ مزيد من الخطوات الفاعلة في هذا الاتجاه وعلى رأسها تجريم استخدام شبكة الإنترنت في عمليات إرهابية حيث أن قانون العقوبات وقانون الإرهاب وهو من القوانين الحديثة أيضا جاء خاليا من التطرق لهذا الجانب .