الرئيسية - محليات - الطويلة.. مدينة الضباب
الطويلة.. مدينة الضباب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مدينة الطويلة واحدة من أهم المدن والمعالم الألأثرية والسياحية في محافظة المحويت وتبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 77 كم في اتجاه الغرب وتتميز بالجمال المعماري الفريد لمبانيها التي ترتكز عند سفح جبل القرانع والذي بنيت في سفحه المدينة لتشكل لوحة فنية غاية في الإلإبداع تبهر الزائر لمحافظة المحويت.. مناخ مدينة الطويلة بارد شتاء معتدل صيفاٍ بسبب ارتفاعها عن سطح البحر ما يزيد عن ألفي متر والضباب يلفها معظم أيام الشتاء وخصوصاٍ في فترة العصر حتى حلول الليل وأول ساعات الصباح الباكر وكثير ما اصطلح العامة على تسميتها بمدينة الضباب. لوحة فريدة تقدم مدينة الطويلة صورة رائعة من صور جمال الطبيعة الخلابة في محافظة المحويت الممتزج بالجمال الفني الذي تبدعه يد الإنسان اليمني إذ تشكل العمائر الدينية والقلاع والحصون والمنشآت السكنية الرائعة ببنائها وروعة العمائر الدينية والقلاع والحصون والمنشآت السكنية الرائعة ببنائها وروعة زخارف ومشربيات واجهاتها الخارجية وسوقها القديمº متحفاٍ مفتوحاٍ يؤهلها لتصبح واحدة من أجمل المناطق والمزارات السياحية في اليمن. غناء واسع وتتميز مباني الطويلة بمحافظتها على النسق اليمني الأصيل في البناء فالطوابق الأرضية تخصص عادة كمخازن وأماكن مبيت للحيوانات أما في الطوابق العليا فتتوزع غرف المنزل التي تسكنها في العادة الكثير من الأسر التي تربطها صلة القرابة من النوع الأول كالإخوة وأولاد العم مثلاٍ وكل منها تسكن قسماٍ من البيت وله باب واحد يسمى المقصورة أما الطابق الأعلى في المنزل فيكون غالباٍ مستخدماٍ من قبل الأسرة جميعها وبه يوجد الديوان ذو النوافذ الكبيرة ويخصص لجلسات المقيل عصراٍ أو لاستقبال الضيوف كما تتميز البيوت في الطويلة بمحافظتها على بيت الشربة أو المشربية وهو بروز ناتئ من البناء على شكل مستطيل له فتحات تهوية من الأمام والجوانب ومن الأسفل عادة يبنى في الطابق الأخير من المنزل ويستخدم لتبريد مياه الشرب خاصة عند مقيل القات وبعض البيوت القديمة في الطويلة لها فناء واسع في طابقها الأرضي يسمى بالصرح ينتهي بدرج واسعة بشكل كبير تسمح لجمل محمل بالحطب بالصعود إلى سطح المنزل وإنزال حمولته كما يقول الحاج مطهر شرف الدين. جمال وإبداع يزين المنازل في الطويلة الشمسية وهي إطار خشبي يعلو نوافذ المنزل في شكل متصل قد تمتد من مقدمة المنزل إلى جانبيه وهذا الإطار الخشبي المزخرف إلى جانب الجمال والإبداع الفني الذي يضيفه إلى المنزل يؤدي وظيفة هامة بمنع مياه الأمطار من التسرب إلى غرف المنزل وأشعة الشمس كذلك من مضايقة السكان. حصون منيعة تحيط بمدينة الطويلة خمس تلال جبلية تعلو قمتها حصون لا تزال شامخة وجميعها تشرف وتطل على مدينة الطويلة وكانت مهمتها في الماضي حماية المدينة وصد أي هجوم عليها وهذه الحصون هي: حصن حجر سيد في الجهة الغربية وحصن المنقر وحصن شمسان وفي الجهة الغربية منه يقع حصن يفوز وفي الجهة الشمالية الشرقية من المدينة يقع حصن القرانع. وتمثل القلاع والحصون التي تحيط بمدينة الطويلة تحفة معمارية في حد ذاتها فهذه القلاع رغم بنائها في القمم المرتفعة إلا أنها تمثل عالماٍ متسعاٍ من حيث احتواؤها على عشرات الغرف والعديد من الفناءات تضاف إليها المخازن والتي كان يستخدمها كثير ممن حكموا مدينة الطويلة في السابق وآخرهم الأمير حمود بن علي شرف الدين والذي اتخذ من حصن القرانع منطلقاٍ لحكم الطويلة وما جاورها من البلاد حتى نهاية عقد الستينيات وانتهاء المعارك بين القوات المسلحة للجمهورية وعناصر النظام الإمامي وفشلت في حينها الكثير من الحملات العسكرية للاستيلاء على الطويلة بسبب مناعة تلك الحصون المرتفعة والهامة من الناحية العسكرية. الجامع الكبير وإضافة إلى الجمال العمراني الفريد الذي تتسم به فمدينة الطويلة تزخر بعدد من المعالم والمنشآت التاريخية والجينية الهامة وفي مقدمتها: الجامع الكبير الذي يرجع تاريخ بنائه إلى النصف الثاني من القرن السابع الهجري –الثالث عشر الميلادي– حسبما يؤكد ذلك لنا القاضي أحمد الغرسي الذي يشير إلى أن الجامع الكبير في الطويلة يشبه في بنائه الجوامع التي بنيت في تلك الفترة كالجامع الكبير في شبام والتي لا تبعد كثيراٍ عن مديرية الطويلة. ويقع الجامع الكبير في وسط مدينة الطويلة في حارة البستان بالقرب من سوق المدينة القديم وهو يتوسط شوارع وأزقة المدينة حيث تتجه جميع شوارع وأزقة مدينة الطويلة من كل أحيائها إلى حارة الجامع وسوق المدينة الذي يقع بالقرب منه وقد أجريت تجديدات وإضافات على هذا الجامع في فترات تاريخية مختلفة أقدمها بناء مئذنة الجامع وترميمه في القرن السادس عشر الميلادي. وورد ذكر هذه الإضافات وأعمال الترميم في نقش كتابي في الجهة الشمالية للمسجد: (لا إله إلا الله محمد رسول الله بسم الله الرحمن الرحيم عمرت هذه الزيادة توسيعاٍ للجامع المبارك في أيام مولانا السلطان الأعظم سليمان سليم شاه عز نصره بعناية أمير السنجق الشريف قانصوه أمير الحج). والتخطيط العام للجامع عبارة عن بناء من الحجر مستطيل الشكل يتكون من قاعة للصلاة ورواق وفناء مكشوف يتم الوصول من خلاله إلى بركة المسجد وأماكن الطهارة والوضوء. المحافظة على التقاليد وإضافة إلى حرص سكان مدينة الطويلة على إبقاء الجمال المعماري لمدينتهم والحد من غزو العمران الحديثة للمدينة فهم لايزالون يحافظون كذلك على التقاليد اليمنية والعادة في التسوق ويمثل يوم الثلاثاء من كل أسبوع يوماٍ للتسوق وفيه تجتمع القبائل والقرى المحيطة بالمدينة للبيع والشراء وتبادل البضائع في سوق مدينة الطويلة وتشهد المدينة في هذا اليوم ازدحاماٍ كبيراٍ بسبب توافد الكثيرين على السوق على غير العادة ببقية أيام الأسبوع ولا تزال العديد من الدكاكين في السوق القديم تحافظ على نمطها الأصيل من خلال بابها الخشبي السميك ومعروضاتها من البضائع وفي مقدمتها الحبوب التي تنتجها أراضي مدينة الطويلة الخصبة إضافة إلى المشغولات اليدوية القديمة والتي تعتبر في بعضها نادرة اليوم.